العدد 25 - الإثنين 30 سبتمبر 2002م الموافق 23 رجب 1423هـ

نداء من أسرة جائعة

اخط لكم اليوم بقلم حزين بعد أن فشلت كل محاولاتي وبعد أن طرقت جميع الأبواب من وزارة التربية والتعليم مرورا بمجلس رئاسة الوزراء إلى الديوان الملكي لكن من دون جدوى. فأنا طالبة حاصلة على بكالوريوس في التربية الانجليزية للعام 1998م وخريجات هذه الدفعة وما تلاها توظفن جميعهن إلا انا، مع العلم أنني طالبة مجتهدة ومتفوقة لكن للأسف ليس هناك من نصيب وتقدير لذلك.

أنا من أسرة فقيرة بل معدمة فإذا كان عائلها لا عمل له، واعني بذلك والدي الذي خسر جميع أمواله وممتلكاته منذ 14 عاما وطرق جميع الأبواب كي يحصل على عمل ولكن من دون جدوى فاضطر ان يهاجر ليعمل ويحسن من ظروفه المعيشية. ومع تغير الأحوال والحركة الإصلاحية التي سادت البلاد عاد من جديد لكي يطرق الباب مرة أخرى ويعاود الكرة لكن سنه الكبير كان حائلا بينه وبين أي عمل... فمن اين يمكنه ان يعيل اسرة تتكون من 14 شخصا: ثمان بنات وخمسة أولاد وبعد كل هذه المعاناة لا ادري ماذا أقول عمن فقد ماله؟ بالتأكيد فقد عقله فأصبح مثل المجنون وكل يوم نرى مشاهد مروعة وكل هذا بسبب عدم تمكنه من ايجاد فرصة عمل إذ يرى نفسه ليس كفؤا، بلا مال ولا عمل، فهو لا يستطيع اطعام ابنائه الجياع، والوحيد الذي يتعطف ويحن علينا هو الصندوق الخيري بالمنطقة، وذلك بتقديم أغراض بقيمة 20 دينارا، إلا أن هذا لا يكفي لعائلة تتكون من 14 شخصا! فنحن إن حصلنا على وجبة غداء لا نحصل على العشاء وننام جياعا فحالنا يدمي القلوب وإخوتي يرفضون الذهاب إلى المدرسة وذلك لعدم القدرة على شراء حاجياتهم وتعذر إعطائهم المصروف اليومي للمدرسة. وإن تحدثت عن منزلنا فهو منزل لا تتوافر فيه الشروط الصحية وهو آيل للسقوط، وبالنسبة إلى فاتورة الكهرباء فحدث ولا حرج فقد تراكمت بمئات الدنانير ولكن من أين لنا أن ندفع ... وكل يوم يأتينا الانذار بقطع الكهرباء ويتحنن علينا مشايخ الديرة لإعادتها مرة أخرى، وذلك بتسديد مبلغ معين من المال. فإلى متى سنبقى على هذا الحال؟ فسبحان مغير الاحوال ولكن لو أتيحت لنا فرصة للعمل لكنا اسعد بكثير من ذلك ومن هذه المعيشة، إذ سنتمكن من إعالة أسرتنا، وتوفير حياة كريمة لمن لا عائل لهم، فرب البيت الذي لا عمل له من أين يقتات ويطعم عياله ومن الكفيل لهم؟؟

ملاحظة: أختي ايضا خريجة لغة عربية من جامعة الكويت من العام 1997م.

(الاسم والعنوان لدى الوسط

العدد 25 - الإثنين 30 سبتمبر 2002م الموافق 23 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً