لقد خسر سوق الأسهم أكثر من 120 بليون جنيه استرليني في سبتمبر/أيلول الماضي وهي أسوأ خسارة منذ الانهيار في أكتوبر/تشرين الأول 1987م، لقد فقد مؤشر الفاينانشال تايمز المكون من 100 نقطة والذي يُمثل كبرى الشركات البريطانية، فقد أكثر من 500 نقطة الشهر الماضي بما في ذلك انخفاضا بمقدار 185 نقطة يوم الاثنين الماضي في وقت يرى فيه المستثمرون بأن الاقتصاد العالمي يتجه نحو تباطؤ حاد ثان. ولقد لحق السوق البريطاني بيومين من الهبوط الحاد في بورصة وول ستريت حيث أدت المخاوف بشأن الحرب مع العراق إلى مضاعفة القلق بخصوص النظرة إلى الاقتصاد. وقد أظهر استطلاع للتصنيع بأن قطاع الصناعة في أميركا يميل إلى حال من الركود.

وقد هبط مؤشر الفاينانشال تايمز، بمقدار خمس نقاط ليصل إلى 3,721 نقطة أي بانخفاض قدره 12 في شهر سبتمبر الماضي.

وقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقادر 2 ليصل إلى 7,550 نقطة في وقت مبكر من التعامل في نيويورك.

إن هبوط سوق الأسهم يُشكل ضغطا علي معاشات التقاعد وبوليصات التأمين على الحياة حيث انه قد تم استثمار المدخرات في شراء الأسهم. وقد أصبحت ستاندرد لايف وهي شركة تأمين تبادُلية ومقرها أدنبره آخر شركة تقوم بخفض المكافآت التي تُنفقها على بوليصات التأمين. وتقول الشركة إنها ستخفض هذه العلاوات بمقدار 10 وتفرض 10 غرامة على المُدخرين الذين يحوّلون بوليصات تأمينهم إلى نقد في وقت مبكر.

إن أسهم أكبر شركات تأمين على الحياة في المملكة المتحدة بما فيهم أفيفا، والتي تمتلك نورويتش يونين والبرودنشال - على وشك تسجيل انخفاض لم تشهده منذ سبع سنوات. أما في عطلة نهاية الأسبوع فإن شركة أكوتبُل التي تحاول جاهدة تجنُب الافلاس قالت إنها باعت كل أسهمها لايقاف الهبوط في أرصدتها.

ويقول المحلل الاستراتيجي في كوميرزنابل مايكل سوليان، إن المستثمرين تخلوا عن الأسهم محبذين شراء السندات الحكومية المضمونة بأعداد كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية.

إن هذا الوضع يُحقق تنبؤات نُذر الشؤم الذين يقولون إن شهر سبتمبر هو شهر سيئ دائما. أما أسوأ شيء بالنسبة للناس الذين يعتقدون بالخرافات فهو شهر أكتوبر وهو أيضا شهر صعب بصورة تقليدية، «سوليفان».

ويقول المحللون في لندن إنه يبدو أن التوقعات بالنسبة للاقتصاد العالمي قد تدهورت بشكل ملحوظ في فترة الصيف.

تضاعفت هذه المخاوف بسبب القلق من أن اندلاع حرب مع العراق قد يؤدي إلى زيادة حادة في أسعار النفط ويوثر على أرباح الشركات. لقد فقد مؤشر الفاينانشال تايمز 46 من قيمته منذ الارتفاع الحاد الذي سجله عشية رأس السنة الجديدة العام 1999