العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ

هـمـوم

هذه الزاوية ليست بديلة عن «بريد الوسط» وإن تشابهت معها في عدد من الصور، إذ إنها تحمل موضوعات ومشكلات أكبر من أن تكون رسائل بريد (حجما ومضمونا)، ولأن عشرات الأشخاص في هذا الشهر- أي منذ صدور «الوسط» - قصدوا مبنى الصحيفة أملا في نشر قضاياهم، التي يبدو بعضها فرديا ولكنه يطل من زاوية أخرى على الهم العام، كما أن وقوعها في منزلة بين التحقيق ذي الهم العام، وبين هموم طاحنة فردية أو شبه فردية جعلنا نفضل نقل هذه الهموم إلى زاوية «هموم» حتى تجد لها مساحة مريحة للنشر، ونسهم - ولو بجهد المقل - في دفع هموم الناس كي تتقدم في طريق الحل بالتنبيه إليها.

وقبل هذا، من المهم أن يطرق «المهمومون» الأبواب الرسمية، بالطرق الرسمية، حتى إذا أعيتهم الحيل، وانقطعت بهم السبل نشرنا لهم همومهم، كما أن «الوسط» لن تنشر هنا الرسائل الموجهة إلى القيادة السياسية للبلاد، لإيمانها بالعمل المؤسسي، وأن كل وزارة أو مؤسسة رسمية عليها أن تمارس دورها الذي من أجله قامت لا أن تنتظر، أو تستجيب لأمر سام من القيادة الموقرة، فإذا آمنّا بأن على مملكة البحرين أن تسير في اتجاه المأسسة، فعلينا أن نطبق هذا الأمر على أنفسنا (كمواطنين) قبل أن نطلب من الحكومة أن تطبقه.

التمييز في العمل

مجموعة فتيات أوصدت في وجوههن الأبواب كما قلن، طرقن أكثر من باب، أكثر من جرس، حاملات معهن شهاداتهن دون أن يحصلن على البصيص الأولي للأمل، وذلك لأن نوعا من التمييز يمارس عليهن في الحصول على الوظيفة.

المسألة ليست «طائفية» هذه المرة، بل هي مسألة «الجنس» ، ما معناه، أن هؤلاء الفتيات الخمس اللاتي تقدمن إلى «الوسط» بمشكلتهن يعتقدن أنهن محرومات من الوظيفة لأنهن فتيات فقط، عندما رأين ست سنوات من دراسة الهندسة الكيميائية تتهاوى مع كل باب يوصد، وبعد كل وعد بالاتصال من قبل الشركات التي قصدنها.

وزارة العمل لم تتحرج في القول إن شهاداتهن غير مرغوبة في سوق العمل، وكان الحل في نظرها أن ترمي هؤلاء الفتيات شهاداتهن في أقرب مكب للقمامة، ويستقبلن الحياة بابتسامة عريضة، ويدخلن دورات في التأمين والتسويق، ولا تعني الدورات بالضرورة حصولهن على عمل.

لم تترك الفتيات وزارة أو شركة، صغيرة كانت أم كبيرة إلا وقدمن أوراقهن إليها، ويعلقن «نعامل هناك وكأننا نتسول الوظيفة، ويُستهزأ بنا وكأننا نتقدم إلى الوظيفة ونحن لا نملك شهادات».

في رسالتهن يقلن ان أحد موظفي وزارة الكهرباء - وقبل ملء الاستمارة - قال ان لا أمل في توظيفهن لأنهن فتيات، في الوقت الذي وظفت فيه الوزارة عددا غير قليل من المهندسات الكهربائيات!

وزارة الصحة رفضت استلام أوراقهن.

الشركات الكبرى...« ألبا» ، «بابكو» و «البتروكيماويات» لا تقبل إلا الذكور من المهندسين حتى وإن كان مستواهم الدراسي أقل من مستوى الفتيات، وذلك بحجة النوبات.

الفتيات الخمس قلن: «لا يعمل الجميع بنظام النوبات، ولا يقتصر عمل المهندسة الكيميائية على العمل وسط حرارة المصانع أو في الأماكن الشاهقة».

وفي الشركات الصغيرة لم يكن الوضع أكثر تشجيعا، إذ قال لهن أحد المسئولين ان تخصصه هندسة كيميائية ولكنه لا يعمل في الشركة كمهندس كيميائي.

الفتيات الخمس تعبير عن حوالي 25 مهندسة أخرى يعانين الأمر ذاته، ويطيّرن أسئلة في الهواء:

ماذا نفعل الآن بشهاداتنا؟

لماذا لم نُوجّه منذ البداية من قبل وزارة التربية، جامعة البحرين أو حتى الشركات التي تمنح الطالبات فرصة دراسة الهندسة الكيميائية الآ وظيفة في المستقبل، وبالتالي يصبح الدخول إلى هذا التخصص مشكلة الطالب وحده؟

من يحاول أن يقنعنا أن لا توجد ولا وظيفة واحدة شاغرة في البحرين كلها لمهندسة كيميائية؟

كيف نؤمن أننا نعيش عصر الديمقراطية والإصلاح ولا يزال التوظيف يعاني التمييز بين الرجل والمرأة

العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً