العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ

الطالب المصفوع يؤكد لـ «الوسط»: التحقيق غير صحيح

لم أرفض حمل علم بلادي أو صور قادتي

لا يزال الطالب حسن جعفر الذي تعرض للضرب من قبل مدير مدرسته بسبب رفضه حمل شعار يدعو للمشاركة في الانتخابات النيابية موقوفا عن الدراسة على رغم مرور ثلاثة الايام التي اتخذت بحقه كاجراء تأديبي ولم يسمح له مدير المدرسة بمواصلة الدراسة يوم السبت الماضي واحاله للتحقيق في الوزارة.

وحسب ولي امر الطالب فان مدير المدرسة اخبرهم عند انتهاء فترة التوقيف عن الدراسة يوم السبت الماضي بانه احال القضية الى الوزارة بعد ان طرحوا قضيتهم من خلال صحيفة «الوسط» رافضا ادخاله للصف فيما طلب منه امس (الاحد) التوقيع على تعهد كتابي، واستغربوا ما جاء في رد الوزارة مشيرين الى عدد من المغالطات.

ونفى الطالب وولي امره اللذان حضرا التحقيق قيامه بالاعتراف بالتحريض او رفضه حمل علم مملكة البحرين او صور القيادة السياسية فيما اكد احد الشهود من الطلبة ان المدير قام بضرب الطالب حسن جعفر امامه كما اكد ان الطالب لم يقم بتحريض احد.

ومن جهة اخرى حصلت «الوسط» على نسخة من لائحة الانضباط المدرسي التي تم على اساسها اتخاذ الاجراء التأديبي بحق الطالب وتبين ان المادة «25» منها لا تنطبق على ما قام به الطالب من مخالفات وانما قام مدير المدرسة بتفسيرها خلافا لواقع الحادث.

وقال عدد من المدرسين في مدرسة مدينة عيسى الاعدادية للبنين :«لم يكن لدينا علم بلائحة الانضباط الجديدة ...وانه قبل تطبيق اي قانون من القوانين لابد ان يعلن». مشيرين الى ان هذه اللائحة لم يكن يعلم عنها شيئا قبل الحادث.

ووجه عدد من المشرفين الاجتماعيين الذين استطلعت «الوسط» آراءهم عن لائحة الانضباط المدرسي عددا من الانتقادات لهذه اللائحة مؤكدين «انها لم توضع بيد الاختصاصيين وانما وضعت وفق آلية لا تحكمها سياسة تربوية واضحة».

وقال ولي امر الطالب ابراهيم جعفر :«ان الوزارة قامت باستدعاء المدير والطالب ولم تستدع اي طرف آخر كالطلاب والمدرسين لا سيما وان الحدث وقع اثناء الطابور الصباحي بحضور منتسبي المدرسة كافة... وان حضور شاهدين على الواقعة يكفي لحسم الموضوع».

وأضاف :«ان الوزارة في ردها على الصحيفة ادعت بان الطالب رفض حمل صور الملك المفدى بينما الحقيقة هي أن اللوحة التي رفض الطالب حملها لم تكن سوى لوحة تدعو للمشاركة في الانتخابات». مضيفين ان عدم رفع هذه اللوحات لا تمس بالسيادة الوطنية مؤكدين انه لو طلب من الطالب حمل صورة الملك المفدى لما رفض ذلك اعتزازا بقيادته الحكيمة.

ونفى اعتراف الطالب بالتحريض امام لجنة التحقيق وقال: «اذا كان الطالب قام بتحريض الطلبة فأين هم الطلبة الذين قام بتحريضهم؟».

وذكر ان العقوبة التي طبقت على اخيه هي ثلاثة ايام وان اخاه موقوف لحد الآن ستة ايام مؤكدا رغبة اخيه في العودة الى الدراسة في اسرع وقت ممكن لكي لا يفوته عدد اكبر من الدروس .

وقال: «بافتراض ان المدير لم يقم بصفع الطالب كما يدعي فمجرد دفع الطالب يعتبر اهانة وجرما في حق الطالب وخصوصا امام زملائه ومدرسيه الذين يكنون اليه كل الاحترام والتقدير». مؤكدا ان جميع المدرسين يشهدون بانه طالب مثالي وليس مشاغبا كما يدعي المدير.

ومن جهته اكد الطالب حسين صالح ان المدير قام بضرب الطالب امام الطلبة جميعهم: «وقال ان هناك اكثر من ستة طلبة مستعدين للشهادة على ذلك». كما اكد ان الطالب لم يقم بتحريض احد على عدم حمل اللافتات وانه رفض حمل شعار يدعو للمشاركة في الانتخابات.

ومن جهة اخرى حصلت «الوسط» على نسخة من لائحة الانضباط المدرسي التي قال عدد كبير من المدرسين انهم لم يطلعوا عليها بعد مشيرين الى ان المدارس درجت على توزيع اللوائح السابقة على اولياء الامور للاطلاع عليها ليصبحوا على علم بجميع الجزاءات التي قد يتعرض اليها ابناؤهم في حال المخالفة.

وجاء في المادة «25» من اللائحة والخاصة بالمساس بالسيادة الوطنية: «القيام بما يتنافى وتوجهات الوزارة في مجال الانتماء والمواطنة التي تسعى المدرسة بكافة عملياتها ووسائطها التعليمية لترسيخه وبنائه في الطالب، وذلك من خلال العمل الذي تضبطه ادارة المدرسة ومن امثلته اي فعل فيه اساءة وتحريض ضد رموز الوطن كإتلاف العلم الوطني وصور القادة السياسيين والكتابة بكافة اشكالها والرسم وتوزيع الاوراق التحريضية».

وقال احد المشرفين الاجتماعيين «فضل عدم ذكر اسمه»: «ان هذه المادة لاتنطبق على ما قام به الطالب فانه لم يقم بتمزيق العلم الوطني او صور القادة السياسيين ولم يوزع اوراقا تحريضية وانما رفض حمل شعار للانتخابات البرلمانية».

واضاف: «على افتراض صحة ما يدعيه مدير المدرسة - وهو غير صحيح - من ان الطالب رفض حمل العلم الوطني فبأي وجه فسر المدير هذا الرفض بانه يعني المساس بالسيادة الوطنية وهل سبق للطالب ان قام بالمخالفة نفسها مثلا حتى يعرف المدير منه ذلك».

وقال: «من ضمن المعالجات الواردة في هذه المادة جاء «تعتمد المعالجة على درجة ونوع الفعل الذي قام به الطالب، وتعتمد المخالفة على سن الطالب ودرجة وعيه بها والهدف من القيام بها» فهل يمكن للمدير ان يبين لنا الحيثيات التي جعلته ينظر للمخالفة على انها موجهة للمساس بالسيادة الوطنية؟ وهل يعلم المدير بالوضع الاجتماعي للطالب وانه يتيم الاب ووضعه الاسري المادي ضعيف؟ وهل الطالب يعلم ان رفضه حمل الشعار او العلم الوطني - حسب مدعى المدير - يعد مساسا بالسيادة الوطنية؟ وهل يعلم ان هذه المخالفة يعاقب عليها بحسب اللائحة بالتوقيف ثلاثة ايام؟

ويضيف ان في المعالجة الاولى لهذه المخالفة توقيف الطالب من يوم الى ثلاثة ايام مع استدعاء ولي الامر وأخذ تعهد كتابي عليهما وتحذيرهما من المخاطر الناجمة عن تكرار مثل هذه المخالفة وبحث الدوافع التي دفعته لمثل هذا التصرف ونصحه وارشاده .

ويقول: «لم تتضمن هذه المعالجة حرمان الطالب من امتحان شهري او نصف شهري او فصلي فكيف اعطى المدير لنفسه الحق بحرمان الطالب من امتحانين في يومي الثلثاء والاربعاء؟».

ويقول :«نحن ايضا تربويون ومشرفون وحين نطبق لائحة الانضباط على الطالب ونوقفه فاننا لا نحرمه من الامتحانات التي تكون في فترة التوقيف بل يحضر الطالب للامتحان ثم يغادر للمنزل لان الحرمان من الامتحان في حد ذاته عقاب آخر فوق عقاب التوقيف»

العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً