«هو يتيم... إذاً فهو بحاجة إلى المال»، كلمات اعتادت عليها مجتمعاتنا، إلا أن المخرج سيد هاشم شرف حاول تغيير هذه النظرية بفيلم قصير مدته ثلاث دقائق، أطلق عليه اسم «ميتم»، ليؤكد في هذه الدقائق أن اليتيم بحاجة إلى قيمة الحنان فهو فاقد لهذه القيمة.

وقد حاز فيلم «ميتم» للمخرج البحريني سيد هاشم شرف المركز الأول في أفضل فيلم، وذلك في مسابقة «الرد كاربت»، التي نظمتها وزارة شئون الشباب والرياضة، كما حاز المخرج جائزة أفضل مخرج للفيلم نفسه.

وقال المخرج سيد هاشم شرف: «لم أتوقع الفوز توقعت أن يترشح للجائزة الكبرى، إلا أنْ يكون هو الأفضل لم أتوقع، كنت أريد أن أوصل رسالة من خلال فيلم ميتم، فالمجتمعات دائماً ما تعتقد أن اليتيم أو الفقير بحاجة إلى الدعم المادي فقط، بينما هناك قيم أخرى تحتاج إليها هذه الفئة».

وأضاف في حديث إلى «الوسط»، «اليتيم يحتاج إلى قيمة أكبر من قيمة المال، وهي قيمة الحنان، لذلك سعيت من خلال هذا الفيلم، الذي مدته 3 دقائق، أن أوصل رسالة حاجة اليتيم إلى الحنان وخصوصاً أن الأخير يكون فاقداً للحنان، لذلك كانت رسالتي عن هذه القيمة».

وتابع «الفيلم صامت لا يوجد حوار في مقاطعه، فهو يوصل رسالته من خلال تعابير الوجه والتي حرصت على أن يكون الممثلون فيه قادرين على إيصال الرسالة من خلال التعابير، وبالصدفة اخترت رجلاً كبيراً في السن ليمثل دور حارس الميتم فتعابير وجهه كانت قادرة على إيصال الرسالة، على رغم انني التقيت ممثل الدور بالصدفة، أما الطفل فهو الآخر أيضاً اختير لعفويته».

وأضاف «من الصعوبات التي واجهتها هي تجهيز المكان، والحصول على أسرة بالية وقد ساعدني على ذلك مجموعة من المقيمين الآسيويين في منطقة سلماباد، وذلك بعد سماحهم لنا باستعارة أسرتهم، فصنع المكان كان عبارة عن تحدٍّ».

وأشار شرف إلى أن من صعوبات العمل أيضاً أن السيناريو والستوري بورد يحملان لقطات متحركة وعريضة، في الوقت الذي كانت فيه مساحة المكان محدودة، إلا أن مدير التصوير نجح في توزيع الاضاءة، وتركيبها جميعاً على سقف المخزن وإخراجها بلمسة إبداعية تتماشى مع الموضوع والرؤية الاخراجية للعمل.

وذكر شرف أن الفيلم نفسه شارك في مهرجان الشارقة السينمائي في الإمارات، ومهرجان قرطاج السينمائي في تونس، ومهرجان نورديج الدولي للأفلام في نيويورك، ومهرجان بغداد السينمائي الدولي في العراق، ومهرجان الرد كاربت البحرين، مبيناً أن فيلم ميتم فاز بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان بغداد السينمائي حيث تقدم إلى المهرجان ما يقارب 2700 فيلم من جميع قارات العالم، والتي تمثل 50 دولة وتم اختيار 112 فيلما منها للدخول للمسابقة.

ولفت شرف إلى أن الفيلم فاز لتعاون طاقم العمل والمتمثل في مدير التصوير صادق محمد، ومدير الإنتاج محسن الساعاتي، والممثلين خليل آل رحمة، وحسين علي نوح ممثل دور الطفل، ومساعد المصور سيد هاشم النجار، ومساعد انتاج مهدي محمد، وكريم علي نوح، وجرافكس سيد محمد الماجد وتصوير فوتوغرافي آلاء سوار، إلى جانب دعم الرعاة وهم جمعية الكوثر للأيتام والدعيسي القابضة.

وعن حلم شرف، أكد أن كل مخرج حلمه إخراج فيلم روائي طويل، مشيراً إلى أن هذا هو طموحه، إلا أنه حاليا يسعى إلى إخراج فيلم مدته تتراوح ما بين 20 و30 دقية ليكون بعد ذلك الانطلاقة إلى إخراج وإنتاج فيلم روائي طويل.

ومن المشار إليه أن المخرج سيد هاشم شرف حاصل على بكالوريوس في مجال صناعة الأفلام والدراسات السينمائية في استراليا، وقد حصلت أفلامه على أكثر من 10 جوائز في مهرجانات محلية ودولية مختلفة.