يبدو أن الاعتداءات في وزارة التربية والتعليم لم تقتصر على ما يتلقاه الطلبة من صفعات من قبل بعض المدرسين والتربويين بل تعدى ذلك ليصل الى الاعتداء على صغار الموظفين من قبل رؤسائهم وخصوصا المتنفذين منهم.
ففي يوم الاربعاء الماضي تعرض حارس الامن في مدرسة الشيخ عبدالله الثانوية للبنين للضرب والشتم من قبل مدير إدارة الامن بالوزارة لأنه رفض تنفيذ اوامر المدير بثقب إطارات سيارة كانت متوقفة بالقرب من سور المدرسة.
وحسب حارس المدرسة قاسم أحمد عبدالكريم فإن مدير الأمن بالوزارة أمره بثقب إطارات سيارة كانت تنتظر احد الطلبة بعد ان رفض سائقها الابتعاد عن سور المدرسة وحين رفض ذلك هجم عليه المدير بسيل من السب والشتم ثم ضربه امام عدد من الطلبة وصاحب السيارة.
ويقول الحارس: «تقدمت ببلاغ لقيادة امن المنطقة الوسطى عن الحادث وسجلت افادتي إذ طلب مني الحضور صباح يوم السبت (صباح اليوم) لاستكمال الاجراءات».
و يشرح الحارس تفاصيل الحادث قائلا: «عند الساعة الثانية من ظهر يوم الاربعاء الماضي وعندما انهيت دوامي الرسمي وانتظر تسلم الحارس الثاني لنوبة (اول الليل) حضر مدير إدارة الامن بالوزارة فنزل من سيارته صارخا في وجهي لماذا سمحت لهذه السيارة بالوقوف أمام مدخل المدرسة؟».
ولما كانت السيارة بعيدة جدا عن مدخل المدرسة ولا تسبب اي عائق للسير وأن سائق السيارة كان بداخلها فإن الحارس لم يجد داعيا لإبلاغ شرطة المرور عن هذا الأمر ومع ذلك فإنه طلب من سائق السيارة الابتعاد عن المكان ولكنه لم يستجب لطلبه فقام بتسجيل رقم السيارة وكتب تقريرا عن ذلك قبل ان يحضر مدير الامن.
ويضيف: «لقد اخبرت المدير بكل ما حصل قبل قدومه ولكنه ادهشني عندما قال لي لماذا لم تقم بثقب جميع إطارات السيارة... وعندما اجبته بأنني لا استطيع الاعتداء على ممتلكات الآخرين وليس من حقي عمل ذلك قال لي أن ذلك امر منه وانه سيتحمل المسئولية».
المسألة لم تقف عند طلب مدير من موظفه أن يقوم بالاعتداء على ممتلكات الآخرين ولكن هذا المدير اصر على ان يقوم الحارس بثقب إطارات السيارة (المخالفة).
ويضيف الحارس: «لقد رفضت تماما فكرة ثقب إطارات السيارة فما كان من المدير إلا تهديدي بوقفي عن العمل إن لم اقم بذلك وليس ذلك كل شيء فقد طلب مني ان اثقب إطارات جميع السيارات التي تقف عند مدخل المدرسة وقال لي أنا مديرك وعليك اطاعة اوامري وتنفيذها بدون اي مناقشة».
ويقول: «لكي انهي الاشكال ذهبت إلى سائق السيارة ورجوته أن يقوم بتحريك سيارته من المكان وبالفعل استجاب السائق بعد جهد طويل لرجائي».
ولكن المدير لم يقتنع بما قام به الحارس وغضب لأنه لم ينفذ أوامره ولذلك اخبره بإيقافه عن العمل ولما طلب منه الحارس ان يعطيه مذكرة تفيد بإيقافه عن العمل غضب المدير واخذ يسب الحارس ويضربه.
ويقول الحارس: «عندما طلبت منه المذكرة هجم علي بالشتائم والصراخ كما قام بضربي امام الطلاب واولياء امور الطلبة في المدرسة المجاورة وامام والدي الذي كان ينتظرني في سيارته لنقلي الى المنزل بعد انتهاء دوامي... ولكي اتفادى ما قد يحدث من تطور الامور قمت بالاتصال بالشرطة لابلاغهم عن الامر ولكن الشرطة طلبت مني الحضور الى المركز لتسجيل إفادتي ولذلك ركبت في سيارة والدي واغلقت الباب والنافذة «طلبت من والدي ان يفعل ذلك ايضا لكي لا يتهجم عليّ المدير مرة اخرى لحين حضور حارس المناوبة الآخر».
لم ينتظر الحارس كثيرا وما ان شاهد الحارس الآخر قادما حتى انطلق بسيارته لأقرب مركز للشرطة للابلاغ عن الحادث.
ويتساءل الحارس هل القانون يسمح بالاعتداء على ممتلكات الآخرين؟ وهل يحق لمديري ان يشتمني ويضربني امام الناس؟ وهل ستأخذ الوزارة حقي من هذا المدير خصوصا ان هذا الشخص لديه معارف من كبار المسئولين في الوزارة وهم يساندونه في كل ما يفعل؟
العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ