العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ

العلوم الطبيعية والإنسانية والمستقبل...

يتوجه الكثير من الشباب اليوم نحو دراسة تخصصات العلوم الطبيعية كـ (الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب والعلوم الصحية)، وينظر المجتمع للتخصصات الأخرى نظرة اللامستقبل.

دعنا نتحدث عن المستقبل... وتحديداً دعنا نركز على الثورة العلمية في العالم اليوم وما يُتوقَع من المستقبل... ما يشهده العالم من تطور ونماء وبين اكتساح تكنولوجي واكتشاف علمي واختراع وابتكار يلزمه مقومات ومنشآت ومعامل ومختبرات عالية الجودة - في غالب الأوقات - وليس عقولاً تفكر وتنتج فقط وإن كانت مهمة... ووجود مثل هذه المنشآت رهين بالوضع الاقتصادي المرتبط بالوضع السياسي.

موقعنا كدولة نامية يفرض علينا توحيد الجهود من أجل خلق بيئة تحتضن العقول البناءة في مجتمعنا... نحتاج لرفع اقتصادنا... واستقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية... حتى نستطيع توفير البنى التحتية للنهضة العلمية.

توضيحاً لِما سلف... دعنا نتحدث عن التخصص الجامعي الذي يمثل رغبةً للكثير من الشباب، وإن كانت الفرص المتوافرة لدراسته قليلة وهو تخصص «الطب البشري»، إنَّ تطور هذا المجال متلازم مع البنية الاقتصادية والسياسية وأحياناً عوامل اجتماعية في البلد.

فجميع إحصائيات المنظمة العالمية للصحة وتقرير التنمية البشرية السنوي تشير إلى أن الدول الرائدة في مجال الصحة هي التي تملك استقراراً سياسياً ونماءً اقتصادياً ومتوسط الدخل للفرد فيها هو الأعلى في العالم، فالصحة والمرض يعتمدان بشكل كبير على هذه العوامل.

وحتى فيما يتعلَّق بموضوع السياحة العلاجية ودورها في دعم الاقتصاد فإنها أيضاً تعتمد بشكل مباشر على الاقتصاد والسياسة؛ فلا سياحة علاجية في دولة أنهكتها سطوة الحروب، ولا في دولة لا تملك المقومات السياحية، والحديث هنا عن المقومات الحديثة كمنشآت السكن والإقامة والنقل والمواصلات وليس المقومات الطبيعية والتاريخية.

وأيضاً هناك الكثير من الأمراض المرتبطة بالبيئة، خذ على سبيل المثال مشاكل الإسكان، فبعض حالات الربو مرتبط بقِدَم المسكن.

يشار إلى أننا هنا نتحدث عن الأمراض العضوية لا الأمراض العضوية المقنعة بالأمراض النفسية.

هذه ليست دعوة لهجر هذه التخصصات؛ بل إننا نحتاج كل فردٍ فيها بيننا، ولكن فلنكن أكثر عقلانية في الحديث عن المستقبل لدول هذه المنطقة.

زينب محمد علي متروك

العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً