ما جاء في مقال الكاتبة مريم الشروقي بعنوان «سنموت ومشكلة سني- شيعي ستعيش» يثير التساؤل، وهو لماذا تعيش هذه المشكلة عندنا، وتم القضاء عليها في العالم الغربي الذى شهد حروبا دينية طاحنة في القرنين السادس والسابع عشر؟ برأيي المتواضع يمكن وضع الجواب في عاملين أساسيين أولهما تطبيق مبدأ «الدين لله والوطن للجميع»، وثانيهما التطبيق الفعلي والعملي لمبدأ «المواطنه المتساوية»، من المعروف أن الثورات الأوروبية عزلت الدين عن السياسة، وطبقت مبدأ أن الله وحده يحاسب المخلوق إذا كان مطيعا له في الأمور الدينية وأما في الأمور الدنيوية فالمحاسبة تكون عن طريق قوانين وضعية يشارك في صياغتها الناس جميعا عن طريق انتخاب هيئة شرعية تمثلهم وهيئة تقوم بتنفيذ هذه القوانين وهيئة قضائية مستقلة تصدر الأحكام في حق مخالفي هذه القوانين.
اما تطبيق المواطنة المتساوية فيمكن تلخيص هذا المبدأ فى جملة قصيرة تقول «من الواجب على المجتمع أن يعامل الواقفين في الطابور بحسب الدور، وليس بحسب الاسم والحسب والنسب». والعجيب والغريب ان القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تحث مرارا وتكرارا، ولمدة تزيد على الأربعة عشر قرنا، على المعاملة الحسنة بين الناس، والتساوي بينهم في حقوقهم وواجباتهم؛ ولكن المشكلة أن الأمة أهملت وتكاسلت في التطبيق العملي لهذه التوجيهات الاسلامية، ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من معوقات وعراقيل تحول دون بذل جهود جدية ومحايدة هدفها تصحيح الموروثات، ووضع الأساس الفعلي وليس الشكلي لتطبيق المواطنة المتساوية بحياد تام. برأيي المتواضع انه لو تم تبني هذين المبدأين وتطبيقهما فإن الأمة الاسلامية جميعا ستضع نفسها في موضع أفضل للحاق بقافلة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
عبدالعزيزعلي حسين
العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ
مشكلة ابليس ماليها حل كلش شربك روحة وشربكنة وياه