تباع أنظمة الرقابة بالفيديو وإدارة السير «سيتيلوغ» بشكل هائل في فرنسا وفي أوروبا وتحظى باهتمام الكثيرين من مختلف أنحاء العالم. إنه نجاح تكنولوجي عظيم.
يخضع نفق الجبل الابيض بين فرنسا وإيطاليا منذ إعادة افتتاحه في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى الرقابة بنظام سيتيلوغ. فهناك 130 كاميرا كل جهة (أي 260 كاميرا على الجانبين) وهذا هو أهم إنشاء رقابة في العالم، ونجاح عظيم لشركة فتية (لا يتجاوز عمرها السنوات الخمس) لكنها تستفيد من تجربة وخبرة مؤسسيها: باحثون من المعهد الوطني للبحوث على المواصلات وسلامة السير، طوروا بعد عدة سنوات من بحوثهم، نظام رقابة بواسطة الفيديو قبل تأسيس شركتهم للانتقال إلى مرحلة التصنيع والتسويق مع الثقة التامة بالنظام.
وتكمن فرادة البرنامج في قدرته على تحديد الاشياء ومتابعتها وإطلاق صفارة إنذار باتجاه مراقب السير، وهذا ما يجعله الافضل بين انظمة الرقابة الكلاسيكية المعروفة. تلتقط كل كاميرا 25 صورة في الثانية تنقلها إلى المراقب، ويفرز البرنامج هذه الصورة ويحللها ثم يستخلص المفيدة منها ويقدمها إلى المراقب.
يتألف النظام الموضوع في خدمة سلامة السير من منتجات ثلاث هي: «مدياسيتي» للسير الخفيف والقوي في الوسط المديني، بشكل خاص للعمل على مفارق الطرقات، و«مديارود» لمراقبة الاوتسترادات والطرق السريعة، و«مدياتونل» للانفاق. يكشف النظام بشكل آلي السيارات المتوقفة والبطيئة والسائرة بعكس وجهة السير، والمشاة، والازدحام، وطول مسافة الازدحام. كما حوادث السير. وينقل بشكل آني لمراقب حركة السير مختلف هذه المعلومات ليستعملها كي يسهل الحركة، ويجنب الحوادث ويجهز فرق الاغاثة بسرعة.
كما يسجل النظام الحوادث، ويمكن بحسب الظروف تعديل وجهة السير وإعادة النظر في علامة سير ما. يمكن الاستفادة من هذه المعلومات في حال تدابير قضائية.
وحصلت الشركة الفتية منذ عام على جائزة أوبيفرانس (وكالة الرعاية الدولية للتكنولوجيا وللشركات الفرنسية) على الصعيد الدولي، لتطورها الرائع. تستعمل برامجها في نفق سان برنار الكبير بين سويسرا وإيطاليا، وعلى أوتستراد في بلجيكا وفي نفق سومبور بين فرنسا وإسبانيا وعلى جسر تاج في البرتغال... وقد حصلت على 90 في المئة من سوق مراقبة الانفاق في فرنسا وإدارة الاوتسترادات وتنظيم السير على المفارق الخطرة في شوارع باريس. وتصدّر الشركة منتجاتها إلى اوروبا واستراليا وكندا وآسيا واميركا الجنوبية وعما قريب الولايات المتحدة. وبلغ عدد المواقع التي جهزتها بطلب من شركات الاوتسترادات والهيئات المحلية حوالي ألفي موقع.
وتعد المنافسة قاسية في هذا المجال، لكن نظام سيتيلوغ يعمل في مختلف الشروط، وفي الليل والمطر والضباب. ويقول المدير التجاري لوري كولبري: «يضعنا نظامنا التكنولوجي في موقع قوي من الناحية التجارية، لأن المنافسين يضيفون لواقط ودوائر مغناطيسية وكاميرات وأنظمة تحليل، أما نحن فإننا نقدم أنظمة جاهزة للعمل بمختلف الوظائف المطلوبة».
«كما نعمل مع شركاء محليين، يعرفون حاجياتهم. ومن السهل التركيب لكن يلزم معرفة تشغيل النظام، لذلك نعد الشركاء على تركيب النظام وعلى صيانته».
في الوقت الذي تعتبر فيه حركة السير في ازدياد مضطرد، يلزم نظام اكثر دقة. لهذا فأمام سيتيلوغ مستقبل زاهر. وتعمل قريبا على خطوط السكة الحديد والأنهار. لكن إذا بلغ نظام مراقبة القطارات المستوى المطلوب، فإن الماء والمراكب المتحركة دوما تثير مشكلات دائمة، وهذا ما يلزم تحدٍ تكنولوجي جديد
العدد 46 - الإثنين 21 أكتوبر 2002م الموافق 14 شعبان 1423هـ