يجري استنساخ طائرة تشالز ليندبرغ القديمة طبق الأصل حتى آخر صمولة ودعامة وساعة - لتكون طائرة جديدة بروح الطائرة الأصلية Spirit of St louis.
ويجري اعداد الطائرة لكي تقلع من مدرج تكسوه الحشائش في مطار راينيك، الذي هو ملاذ للطائرات القديمة وسط تلال هدسون فالي.
ولكن في الوقت الجاري يربض الهيكل المصنوع من انابيب فولاذية لجسم الطائرة داخل ورشة المطار حيث يحاول كبير الحرفيين كن كاسنز وضع اللمسات الأخيرة لتصبح الطائرة جاهزة للاقلاع هذه السنة، تخليدا لذكرى الرحلة الشهيرة التي قام بها ليندبرغ بطائرته وحيدا بين نيويورك وباريس قبل 75 عاما.
وستنضم الطائرة إلى سرب صغير من طائرات سبيريت أوف سانت لويس التي صنعت في مختلف المراحل في جميع انحاء العالم. وقال بيتر جاكاب أحد عمداء المتحف الوطني للطيران والفضاء: «برأيي ستكون هذه احسن نموذج مقلد قادر على الطيران لسبيريت اوف سانت لويس».
انه لتحد فذ ايضا ان تصنع طائرة بالخشب وجناحين من القماش في عصر النفاثات ويبلغ كاسنز 58 عاما من العمر، وله خبرة عملية في طائرات فوكر وسوبويز كاميل وطائرات قديمة أخرى من هذا المتحف - السيرك الطائر الواقع على بعد 80 ميلا شمالي مدينة نيويورك. وهو يحلق فوق المعارض التي تقام في عطلة الأسبوع.
وبناء المطار بحد ذاته كان فكرة كول بالن، الميكانيكي وهاوي الطائرات الذي سبق أن امضى سنوات في انقاذ طائرات يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى.
وبدأ بالن بناء نسخة عن طائرة ليندبرغ في الثمانينات الماضية بعد أن اشترى طائرة لرش المبيدات مزودة بمحرك رايت جي - 5، من النوع نفسه الذي حمل ليندبرغ فوق المحيط الاطلسي. إلا إنه توفي في مرحلة مبكرة من المشروع في العام 1993. وقد ركز كاسنز عملة في بناء الطائرة على اشهر الشتاء منذ العام 1996 لان معارض الطيران تستغرق معظم وقته في الصيف. ويتحمل بنفسه مشقة بناء الطائرة البالغ طولها تسعة امتار، مع انه يحصل على مساعدة بين الحين والآخر. والعمل الذي يقوم به كاسنز معقد لكون أنه لا يملك أية خرائط، وقد صنعت الطائرة الاصلية خصوصا للتحليق وعبور اجواء المحيط الاطلسى خلال اشهر محمومة تسابق فيها ليندبرغ مع آخرين للحصول على جائزة قدرها 25 ألف دولار وليسجل حدثا تاريخيا. وقد صنع مقعد الطيار من الخيزران الخفيف. وكسرت الزجاجية الأمامية من اجل ادخال قارورة غاز إلى قمرة القيادة التي اضيف إليها أيضا منظار بريسكوب شبيه بمنظار الغواصات. كاسنز اراد ان يصنع طائرة سيتعرف عليها ليندبرغ بكل تفاصيلها، حتى صمامات الوقود. ولكن هناك اشياء لا تبدو للعيان ستكون مختلفة عن الأصل. فلقد تم تقليص حجم خزانات الوقود لأن الطائرة لن تجتاز المحيط الأطلسي أبدا. والتغييرات الأخرى تقنية، مثل تغطية هيكل الطائرة بمادة الداكرون، وهي اقوى من القشرة القطنية للطائرة الاصلية.
ويتوقع ان يبلغ اجمالي تكاليف المشروع 70 ألف دولار ، وقد تبرعت ادارة المطار بمبلغ 20 ألف دولار وسعت الى جمع المبالغ المتبقية من المتبرعين. كما حصلت الادارة على بعض الصمامات والقطع الاخرى مجانا من المتاحف والشركات وهي تبحث عن ساعات قياس الضغط القديمة، وهي نادرة.
ويقدر كاسنز أن بناء الطائرة سيحتاج الى ما مجموعه 7,000 رجل - ساعة وهو أطول من المدة التي بنيت فيها الطائرة الاصلية.
وكان ليدنبرغ قد هبط بطائرته بعد اجتياز اجواء المحيط الاطلسي، في حقل باريس في 21 مابو/ آيار 1927. ويأمل كاسنز أن يحالفه الحظ بأن يحلق بطائرته قبل انتهاء موسم الطيران في المطار خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
خدمة (ا ب
العدد 46 - الإثنين 21 أكتوبر 2002م الموافق 14 شعبان 1423هـ