في زيارة لها لمدرسة السياقة في منطقة عالي، تفقدت «الوسط» أحوال معلمي السياقة، ممن تحدثوا عن «انقلاب الآية»، وسببه التوظيف المستمر للمعلمين، وعلامته لهث المعلم خلف التلميذ خلافاً لما كان عليه الوضع سابقاً.

انقلاب أدى إلى تراجع في المدخول قدّره البعض بالنصف، فيما كان البعض الآخر يؤكد دخول معلمين في خانة البطالة. فيما معلم السياقة محمد خليفة عبدالله يردد «تعمد الإدارة العامة للمرور لتوظيف المتقاعدين كمعلمي سياقة، في مخالفة صريحة لنص القانون الذي يحدد سن التوظيف بما لا يتجاوز 40 عاماً».

ووفقاً للمعلومات، لم تتوقف عملية توظيف مدربي السياقة، حيث الأنباء التي تتحدث عن وجود دفعة جديدة قوامها 50 معلّماً.

«المدرسة» توظف المتقاعدين... وبعضنا بلا عمل

آية معلمي السياقة تنقلب: أعدادنا تتزايد ونصف مداخيلنا «تطير»

عالي - محمد العلوي

في زيارة لها لمدرسة السياقة في منطقة عالي، تفقدت «الوسط» أحوال معلمي السياقة، ممن تحدثوا عن «انقلاب الآية»، وسببه التوظيف المستمر للمعلمين، وعلامته لهث المعلم خلف التلميذ خلافاً لما كان عليه الوضع سابقاً.

انقلاب أدى لتراجع في المدخول قدره البعض بالنصف، فيما كان البعض الآخر يؤكد دخول معلمين في خانة البطالة. فيما معلم السياقة محمد خليفة عبدالله يردد «تعمد الإدارة العامة للمرور لتوظيف المتقاعدين كمعلمي سياقة، في مخالفة صريحة لنص القانون الذي يحدد سن التوظيف بما لا يتجاوز 40 عاما».

ووفقاً للمعلومات، لم تتوقف عملية توظيف مدربي السياقة، حيث الأنباء التي تتحدث عن وجود دفعة جديدة قوامها 50 معلما.

وفي خطاب للإدارة، عبر المدربون والمدربات في اللقاء عن مطلبهم العاجل ممثلاً في إيقاف التوظيف، فـ»الماء زاد على الطحين»، كما يقول المدربون، في إشارة منهم لزيادة عدد المدربين الحالي والذي يتجاوز الـ 500 معلم، عن الحاجة.

يبدأ المدرب عبدالكريم غانم (يعمل معلم سياقة منذ 37 عاما)، حديثه بالقول «الأعداد الموجودة حالياً للمدربين هي أكثر مما تحتاجه البحرين، فأمام هذا العدد الكبير يجلس المتدرب ليتنافس المعلمون عليه، حتى وصلنا لحال نجلس فيه لأربع ساعات من دون عمل كما هو حالي اليوم وحال كثيرين غيري».

وأضاف «أثر هذا الحال على عملي كثيراً، ففي السابق كنت أعمل لـ 10 ساعات يومياً، واليوم تقلص ذلك لـ 4 أو 6 ساعات، وهو ما يعني أن المدخول تقلص للنصف تقريباً، وفي حالة نجاح المتدرب تتجدد الصعوبة في الحصول على متدرب بديل».

من جانبه، قال مدرب السياقة خالد بورشيد إن المشكلة السابقة كانت ممثلة في حصول التلميذ على مدرب، والآن الخيارات عند التلميذ مفتوحة، وبإمكانه الحصول على 3 مدربين في وقت واحد، وبالتالي فإن العدد الموجود حالياً يغطي الاحتياجات لسنوات قادمة.

وأضاف «نعم هنالك تضخم في أعداد المدربين بشكل مبالغ فيه، والطاقة الاستيعابية للمدرسة لا تتحمل هذا العدد الهائل، بالتالي فإن التلميذ سيخسر أغلب وقته في الانتظار في الازدحامات».

وتابع «بجانب ذلك، لدينا صعوبة في التنقل بالتلميذ ما بين المرافق الموجودة في المدرسة؛ نظرا لاكتظاظ المدرسة بالسيارات، وبالتالي من الصعوبة أن نتحدث عن جودة وتحسين في عملية التدريب، في ظل هذه الامكانات والمساحة المحدودة للمدرسة، وهو الامر الذي يفرض الحاجة لعملية التأهيل قبل القيام بأي توظيف جديد، فنحن لسنا ضد التوظيف بقدر ما أننا مع التنظيم».

وعن تجربته، قال بورشيد: «بالنسبة لي، لا مشكلة لدي في الحصول على التلاميذ، ولكن الصعوبة تتمثل في كيفية إعطاء التلميذ أقصى استفادة في خلال فترة التدريب في ظل هذه الازدحامات الكبيرة التي نراها».

بدوره، قال مدرب السياقة عبدالرزاق أحمد الشيخ إن جودة التعليم تأثرت كثيرا بسبب الزيادة الكبيرة والمستمرة في أعداد المدربين، وأضاف «الأبواب هنا مفتوحة من المدراء والقائمين على الإدارة العامة للمرور، لكننا للأسف لم نحصل على إجابة شافية لتوضيح الآلية المتبعة في التوظيف، فالمدرسة اليوم محدودة المساحة التي لا تزيد عن كيلو ونصف متر مربع، في الوقت الذي نجد فيه كل يوم دفعات توظيف جديدة بطريقة عصية على الفهم».

وأضاف «هذا الأمر أثر على أرزاقنا ووصل في بعض الحالات الى نسبة 100 في المئة، بحيث أن هناك من المدربين من لا يعمل، وجالس في منزله، حتى باتت المعادلة مقلوبة وبات المدرب هو من يصرخ للحصول على تلميذ، ويحصل كل ذلك لنا ونحن أصحاب بيوت وعوائل».

وعن تجربته، قال: «في السابق كان لدي معدل 5 تلاميذ ليتقلص ذلك إلى تلميذين فقط، وهو ما يعني أنني في السابق أحصد 50 دينارا يومياً، واليوم بالكاد أغطي مصروف البترول ومصروفي الشخصي وبشق الأنفس أغطي مصروف عائلتي»، منوهاً بحديث المدربين مع الإدارة بشأن ذلك وطرح مطلبهم العاجل والممثل في إيقاف التوظيف.

بدورها، قالت مدربة السياقة إقبال ربيعة: «أنا من بين أول دفعة على مستوى البحرين من المعلمات، أكملنا 15 سنة منذ بدأنا العمل، وبخصوص التدريب كنا نحن من يطالب بزيادة عدد المدربين، وفي الوقت الحالي أصبح العدد يفوق حاجة التلاميذ، حتى بات الضرر يقع على التلميذ نفسه من حيث خسارة الوقت بسبب الازدحامات، وهو ما يدفعني للتساؤل عن سبب استمرار التوظيف في ظل كل هذه الاوضاع الصعبة».

أما المدربة منى الهرمي فقالت: «أصبح العرض أكثر من الطلب، ونحن نطالب بإيقاف التوظيف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فعلينا كأسر أقساط وديون والتزامات فيما العمل في تراجع، وفي الوقت ذاته نرى توظيف الحكومة كبارا في السن، في وظيفة هي في الأساس بحاجة لانتباه وصحة مجهود، وأمام ذلك فإن العاطل أولى».

تعليقاً على كل ذلك، قال رئيس جمعية البحرين لمدربي السياقة إبراهيم العصفور، إن الجمعية أوصلت مطلب توقيف التوظيف ممثلا إلى إدارة المدرسة، لتكتفي بالرد بأن القرار قادم من «سلطات عليا» وليس من اختصاصهم، مؤكداً أن حجم التوظيف الحالي يكفي احتياجات البحرين لـ 30 سنة قادمة.

وأضاف «نخاطب من هنا وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، لنثني على ما نلمسه من موقعنا في ميدان تعليم السياقة من حسن التنظيم وحكمة الإدارة والقرب الشديد من احتياجات وتطلعات جمعية البحرين لمدربي السياقة حيث السعي المشكور لتذليل كل الصعاب وتطوير الأداء وجودة العمل».

وأضاف «نناشدكم يا معالي الوزير رفع المعاناة عن المدربين، بإيقاف التوظيف المتزايد من المدربين؛ فالأعداد المتزايدة أصبحت مشكلة، بعد أن كان يراد لها أن تكون حلا لمشكلة تكدس المتدربين، أما الآن وحيث زاد الماء على الطحين لحق الضرر الجسيم بالمدربين، فأصبحوا عاجزين عن سداد ديونهم وأقساط سياراتهم، وأثر ذلك على توفيرهم العيش الكريم لعوائلهم».

وتابع «الرزق بيد الله، ونحن لسنا من الساعين لقطع الأرزاق، لكننا نود أن تكون عملية التوظيف مدروسة ووفق سياسة تأخذ في الاعتبار عدد المتدربين واستيعاب المدرسة للمدربين وسياراتهم، علاوة على المراجعين وسياراتهم وسيارات الأجرة وسيارات الممتحنين والموظفين».