العدد 55 - الأربعاء 30 أكتوبر 2002م الموافق 23 شعبان 1423هـ

الملك: الإيمان يوحد الأمم وما تفرقها إلا السياسية

خلال استقبال عظمته لرجال الدين المسلمين والمسيحيين

استقبل صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس عددا من أصحاب الفضيلة والقداسة ورجال الدين والعلماء والباحثين المشاركين في الدورة العاشرة لمؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي المنعقد حاليا في مملكة البحرين تحت شعار «دور الأديان في تحقيق التعايش السلمي للمجتمعات المعاصرة» بمشاركة رجال الدين والخبراء والمؤرخين والباحثين من الدول العربية والإسلامية والأوروبية.

وفي بداية اللقاء ألقى العاهل كلمة قال فيها: إن الأمم كانت متوحدة في أكثر من صعيد يجمعها الأيمان والتصدي إلى الكفر وتوحدها الرغبة في المعرفة ضد الجهل ولم يفرق الأمم إلا الاختلافات السياسية مما أدى إلى نزاعات أودت بتلك الوحدة.

وقال: «إننا الآن في هذه اللحظة من التاريخ الحديث نملك فرصة كبرى لنجتمع مرة أخرى حول أهداف جديدة وجوهرية هي التوحد حول التسامح ومحاربة التطرف في جميع الديانات ووسيلتنا المثلى لتحقيق هذه الوحدة الإنسانية مرة أخرى هو الحوار ويكون الهدف الأسمى هو أن يسود السلام الأرض».

وأشار الملك في خطابه إلى أن مملكة البحرين تشكل ملتقى للحضارات المتجاورة والمتحاورة «وقد كانت وما زالت مركزا لهذا التواصل والتسامح والتآلف وها هي تثبت من غير شك ولا تردد دورها الإنساني المتميز والدليل هو لقاؤنا هنا من اجل الوحدة الإنسانية والتفاهم حول الأهداف السامية والسلام الشامل».

ثم القى وكيل الأزهر وممثل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ محمود عبدالغني عاشور كلمة أمام الملك مشيدا بالجهود التي بذلها وزيرا العدل والشئون الاسلامية والعمل والشئون الاجتماعية من جهود لإنجاح أعمال هذا المؤتمر وما لقيته الوفود من ترحيب وحفاوة كان لها ابلغ الأثر في نفوس الجميع.

وقال وكيل الأزهر الشريف إن هذا اللقاء الذي تحتضنه مملكة البحرين يجسد معطيات التسامح والتعايش الديني الذي تعيشه مملكة البحرين الفتية.

ثم القى اسقف اريكون ببروكسل الاسقف ايمانويل كلمة أمام العاهل المفدى قال فيها: «نحن هنا للمشاركة في الحوار بين الإسلام والمسيحية كلنا ثقة بأن يثمر تعاوننا ولقاؤنا عن تبادل للآراء وتفهم وجهات نظر الآخرين بهدف تعزيز التعاون البناء بيننا».

وأشار إلى أن شعار هذا الاجتماع الحواري هو التعايش والتعاون السلمي بين الديانات السماوية الثلاث وعلى المستويات المحلية والإقليمية والدولية وهو ما يتطلب تعزيز المزيد من التعاون والتفاهم.


مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي العاشر يختتم اعماله باستنكار الإساءة إلى المقدسات... وبوادر هيئة حوار مقرها البحرين برئاسة ولي العهد

المنامة - منى غزال وعدنان الموسوي

اختتمت مساء أمس أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي ببيان ألقاه مساعد رئيس مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالمملكة الأردنية الهاشمية فاروق جرار استنكر المشاركون فيه كل ما من شأنه الإساءة إلى شعائر ومقدسات المسلمين والمسيحيين، في الوقت الذي عبرت شخصية نافذة في المؤتمر عن بوادر قيام هيئة حوار مشتركة مقرها البحرين برئاسة ولي العهد.

ودعوا للعمل على غرس الاحترام المتبادل في هذا الشأن، كما أكدوا أن العدل هو قاعدة السلام والتعايش السلمي وان الظلم بصوره وأشكاله كافة سبب أساسي للعداوات والحروب والإرهاب بصوره وأشكاله جميعها وان اغتصاب الحقوق والاعتداء على المقدسات والممتلكات هو اخطر ما يهدد السلام العالمي والتعايش السلمي ويجر العالم إلى ويلات الحروب وما يتبعها من مآسٍ ودمار، وأكدوا كذلك أن ترويع الآمنين والمدنيين بأي صورة من صور الاعتداء والتخويف هو إرهاب لا تقره شريعة من الشرائع السماوية.

كما أكد المشاركون على ضرورة فتح أبواب الحوار البناء بين الشرائع والمعتقدات جميعها لتحقيق التعاون المطلوب لإرساء مبادئ السلام العالمي والتعايش وتحقيق الأمن والأمان للأفراد والمجتمعات. وطالبوا المجتمع الدولي بتعريف الإرهاب الذي يروع المدنيين والأبرياء ويعتدي على أرواحهم وممتلكاهم.

كما صدر عن مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي بيان البحرين الذي أكد المشاركون فيه من المسلمين والمسيحيين على العمل معا في إطار منظور عالمي للحوار الإسلامي المسيحي لتشجيع فكرة تحقيق السلام والحرية والعدالة الاجتماعية وتوسيع مظلة حماية حقوق الإنسان لتشمل العلاقات بين الشعوب والأمم على النطاق الدولي.

وفي تصريح خاص بـ «الوسط» قال رئيس المنتدى الإسلامي للحوار والأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي وسكرتير لجنة الاتصال الإسلامي الكاثوليكي حامد الرفاعي إن مؤسسة مشتركة ظهرت بوادرها في هذا المؤتمر قد يكون اسمها «الهيئة الإسلامية المسيحية» أو «المؤتمر الإسلامي المسيحي» إذ تم إنشاء الأمانة العامة لهذه الهيئة، معربا عن طموحه أن يكون لها مجلس تنفيذي عالمي برئاسة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ويتم اختيار نائبين لسموه ينتميان إلى كلتا الديانتين، ومن ثم يأتي المجلس التنفيذي الإسلامي المسيحي المشترك.

وقال إن الأمانة العامة سيكون مقرها مملكة البحرين، وتم الاتفاق على إنشاء سكرتارية مشتركة دائمة للحوار ترعاها مملكة البحرين والأسقفية في اسطنبول.

ومن جانبه، ثمّن مستشار وزير الثقافة الإيراني، مهاجراني التوصيات التي صدرت من المؤتمر قائلا إنها تعبر عن «حوار الحضارات في الفهم الاجتماعي والسياسي لتكريس التآخي المشترك في إطار الخروج من المحنة التي تعصف بالعالم نتيجة لرؤية ثقافية أميركية مستبدة».

وقال مهاجراني في تصريح خاص لـ «الوسط»: «إن المسيحيين والمسلمين ـ وخصوصا العرب منهم ـ يؤكدون ضرورة استمرار التعاون بينهم، ليس في إطار التعايش بين الحضارات وحسب، بل ومن خلال القواسم المشتركة التي تجمع هاتين الديانتين اللتين اعتمدتا العقل أساسا في التعايش والتسامح والاعتراف بالآخر واحترام الفوارق منهجا».

وذكر أن انعقاد المؤتمر في البحرين ـ التي عبرت جسر الإصلاحات بنجاح ـ يؤكد أنها استوعبت التحولات العالمية التي من خلالها بدأ ما أسماه بـ «عصر الشعوب»، مضيفا أن «مما لا شك فيه أن صنّاع القرار السياسي في البحرين عندما قرروا عقد المؤتمر على أرضهم فإنهم قد عبروا عن نهجهم بأن الحكام والشعوب في قارب واحد»

العدد 55 - الأربعاء 30 أكتوبر 2002م الموافق 23 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً