العدد 68 - الثلثاء 12 نوفمبر 2002م الموافق 07 رمضان 1423هـ

أشجار Redwood تمتص الماء من السماء والأرض على السواء

اثبت باحثون قبل اربع سنوات ان اشجار الخشب الاحمر الساحلية في كاليفورنيا تصنع «مطرا» خاصا بها بتكثيف الضباب الكثيف إلى زخات مطر قوية لإرواء وتغذية جذورها خلال فصول الصيف الجافة في المنطقة.

وفي فصل الصيف الماضي اكتشف هؤلاء الباحثون ان الفروع والطبقات العليا الهائلة لهذه الاشجار التي تعتبر اطول الاشجار في العالم تشرب من السماء مباشرة وتمتص الماء من الغيوم التي تلف السواحل معظم موسم الجفاف.

وهذا يفسر كيف تنتقل الاشجار التي هي بارتفاع بناية مؤلفة من 37 طابقا كمية كافية من الماء من جذورها لإرواء الجذوع والاوراق في المناطق الشاهقة.

والجواب الواضح هو ان الاشجار في الحقيقة لا تحتاج إلى نقل الماء إلى اعلى، لان الفروع والاوراق التي هي بشكل الابر تحصل على الرطوبة التي تحتاج اليها من الجو.

ويحاول الباحثون ان يحددوا كمية الرطوبة التي تمتصها الاشجار. الا ان عالم البيئة النباتية في جامعة كاليفورنيا، ببركلي تود دواسون يعرف ذلك اصلا: «إنها كمية كبيرة».

ويعتقد ان مقدرة شفط الماء إلى اعلى ضد قوة الجاذبية والاحتكاك هو احد اشد العوامل التي تحدد إلى اي مدى يمكن ان تطول قامة الاشجار.

وبدأ الباحثون يعون ان الاشجار العملاقة تستطيع ان تغير بيئاتها الخاصة سواء على الارض أو في سقوفها المعقدة على ارتفاع مئات الاقدام في الجو.

هناك اشجار الخشب الاحمر(Redwood) عمرها حوالي 2000 سنة. ومع الوقت تلتقط سقوفها الهائلة المعقدة الاوراق الابرية والغبار والبذور وتشكل منها سجادات ترابية مختمرة بسماكة المتر وبحجم الباصات وتنمو عليها النباتات وتعيش حيوانات، وهي تمتص الماء على ارتفاع مئات الامتار فوق الارض.

وقد اكتشف ستيليت في اعالي الاشجار حيوانات هلامية وقشرية وحيوانات اخرى توجد عادة في قاع جداول الماء، بل وحتى عظايات جوالة لا رئة لها، ويجب ان تبقى رطبة لكي تتمكن من امتصاص الاوكسجين عبر جلدها.

وخلال شهر سبتمبر/ ايلول الماضي تسلق الباحثون الاشجار مرة اخرى حاملين معهم كمبيوترات الحضن لاسترجاع المعلومات التي تم جمعها خلال فترة السنة الماضية.

وحتى اطول اشجار الخشب الاحمر تنمو بحوالي 30سم في السنة مسجلة ارقاما قياسية جديدة في الارتفاع، وذلك - حسب ما يقوله ستيليت - أن الظروف مؤاتية الآن.

وخلال مرحلة انحباس الامطار التالية ستذبل رؤوس الاشجار وتذرى، لتعود إلى النمو مجددا عندما تتحسن الاحوال من جديد في دورة تكررت مرات لا عدّ لها ولا حصر منذ ظهور هذه الاشجار قبل آلاف السنين.

هذه الاشجار الباسقة هي من مخلفات ايام الديناصورات، وهي تنمو فقط في الحزام الضبابي في كاليفورنيا، وهو حزام ضيق بطول 500 ميل يتوغل في المناطق الجنوبية لولاية اوريغون حيث يولد الفارق في درجات حرارة مياه البحر وحرارة الاجواء ضبابا طيلة فصل الصيف تقريبا.

ان اشجار الخشب الاحمر هي اسرع الاشجار نموا في اميركا الشمالية، وهي تتولد بسرعة بأن تنطلق الفسلات من الجذوع المقطوعة، الا انها تواجه صعوبة اذا ازيح السقف بكامله. ويجري داوسون تجارب لمعرفة عدد الاشجار اللازمة لتشكيل غابة، الامر الذي قد يؤدي إلى الحد من قطع الاشجار للاغراض التجارية.

خدمة (أ. ب

العدد 68 - الثلثاء 12 نوفمبر 2002م الموافق 07 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً