العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ

التسوّق عبر الإنترنت...

إذا لم تكن تقوم أو قمت بذلك، فلا بدّ أنك تعرف واحداً على الأقل يقوم بالتسوّق والشراء الإلكتروني (عبر الإنترنت) من المواقع الشهيرة كـ (أمازون، أو إي بي، أو علي إكسبريس أو سوق دوت كوم، والتي استحوذت عليها «أمازون» حديثاً)، حيث أصبحت عملية الشراء الإلكتروني سهلة ومتيسّرة ومتاحةً لكل أحد عبر إجراء بسيط لا يستغرق الدقائق وقد راجت مثل هذه الممارسة واتسعت وصار عدد المرتادين لها في ازدياد مضطرد، لدرجة أنني أعرف من لا يخرج ولا يفكّر في الخروج من منزله لشراء سلعة... أي سلعة مادام الأمر لا يكلّفه إلا النهوض من مكانه إذا قُرع جرس الباب!

البعض لا يزال يتوجس ريبة وخيفة من الدخول في معترك الشراء عبر الإنترنت؛ ولكن كون تلك المواقع الشهيرة والمحترمة تمنحك بعض الضمانات فإن أغلب المحاذير والمخاوف في طريقها للإختفاء.

موضوعنا هو، لماذا يلجأ الكثير منّا للشراء من المواقع الإلكترونية الأجنبية؟ ... قد يكون سعر السلعة هو ما يدفع أولئك للقيام بتلك العملية... حيث يعرف جميع من قام بالتسوق عبر الإنترنت أن أغلب السلع يمكن الحصول عليها بسعر يمكن أن يصل لنصف سعر السوق المحلي مع ضمان الجودة! تمكّن أخي - مثلاً - من شراء ثوب نسائي مع إيصاله حتى باب المنزل خلال يومين من إجراء العملية الإلكترونية، بسعر أقل من نصف سعر مثيله في البحرين، وكان السعر مُتضمناً تكلفة الشحن أيضاً! كما أن هناك جوانب كثيرة مهمة جداً تشجّع المستهلك على «الاستمرار» في الشراء عبر شبكة الإنترنت، من قبيل وفرة المعروض وتوافر المواصفات الدقيقة والواضحة عن كل سلعة، إلى جانب الاضطلاع على آراء الآخرين ممن استخدم ذلك المنتج، وفوق كل هذا وذاك أنه سيصل إلى حد باب بيتك دون الحاجة للمساومة أو الوقوف في طابور والأهم أنه لا حاجة للبحث عن موقف للسيارة!

هذا الأمر ربما يجعلني وأمثالي من لم يقتحموا هذا المجال لسبب أو لآخر أن أعيد التفكير جدياً في الولوج في هذا الطريق والإفادة منه.

والسؤال، هو هل يعرف ويشعر التجّار المعنييون بهذا الأمر؟ وهل تم وضعه على الطاولة لبحثه وتقييمه وتحديد ردّ الفعل إزاءه؟... أنا اتحدّث عن تجّار الإلكترونيات والإكسسوارات والملابس بأنواعها، حيث إنهم أكبر المتضرّرين من منافسة السوق الإلكترونية وحيث صاروا يشتكون كساداً طويلاً... زادته تلك السوق بلة! والجواب، أنهم أو أغلبهم غير شاعرين أو مدركين أو ربما غير مهتمين بتلك الظاهرة، إذ هم يُعوّلون على الزبائن القدامى (ذوي الولاء لهم) والاعتماد على بعض المناسبات كالأعياد وغيرها لتروّج بضاعتهم ويتحرّك سوقهم لعدة أيام.

للأسف كثير من التجّار يدخل مجال العمل التجاري ويخوض غماره بعقلية الهواة، لا عقل التاجر المحنّك اللمّاح، خذ مثلاً عندك بعض باعة الخضروات والفواكه أو الأسماك... تجده وضع سعراً مُرتفعاً (نسبياً) لسلعته لا يتنازل عنه ولا يعيد التفكير فيه مهما ساومته، والنتيجة أنه بعد مدة تفسد سلعته وتبور نتيجة عزوف المستهلك، وبالتالي فهو قد خسر السلعة والتكلفة وربما الزبون أيضاً.

الأمر ينطبق على بعض محلات الملابس أو الأجهزة الإلكترونية الذين يظلّون محافظين على أسعار بضاعتهم على رغم مرور الزمن، وظهور منتجات أكثر تطوراً وحداثة بسعر مثيل أو أقل أيضاً، أو يقومون بعرض المنتجات الحديثة بأضعاف سعرها (الحقيقي) والذي بتنا نعرفه بضغطة زر!

جابر علي

العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً