سعادتهُ أن يرى السعادة على وجوه الآخرين، لقد كان ولازال هو دافعه الأكبر في استمرار عطائه للفن السينمائي. دفعهُ حبه للسينما وتعطشه للثقافة إلى أن يصبح أحد أبرز رواد الكتابة والإخراج في الشرق الأوسط. الكاتب والمخرج بسّام الذوادي يروي لنا تجربته السينمائية في اللقاء التالي:
حدثنا عن نفسك؟
- بسّام الذوادي، مخرج سينمائي، أخرجت أول فيلم روائي بحريني، وسابقاً قمت بالتمثيل في بطولة أول مسرحية في البحرين والتي فازت بأول جائزة في مهرجان الخليج وهي مسرحية «المؤلف» من تأليف علي سالم، ودرست السينما في القاهرة (1978 - 1983)، وبعد تخرجي من الجامعة عملت في تلفزيون البحرين كمخرج لغاية أن وصلت إلى مدير عام للإذاعة والتلفزيون وبعدها تقاعدت عن العمل ورجعت للسينما.
كيف بدأت مشوارك السينمائي؟
- منذ الصغر كان والدي يشجعني كثيراً عن طريق قراءة مجلات رسومية، وكنت أقوم بتمثيل هذه الرسومات وأصورها مع والدي بكاميرا فوتوغرافية لعمل نفس القصص في المجلات ولكن بالصور، إلى أن حصلت على الفانوس السحري وهو جهاز يضيء على الحائط ويمكنك من التحكم بعرض مجموعة من الصور، وقبل دراستي في عام 1975 قمت بالعمل كفرّاش في وزارة وكان زميلي يملك سيارة (لانسر) وعند شراء هذه السيارة قديماً تحصل على هدايا من بينها كاميرا سينمائية، شاشة عرض، وجهاز تسليط الضوء فقمت بشرائهم من عنده، وتم تصوير أول فيلم وهو فيلم الوفاء في عام 1975 ببطولة ممثلين تايلنديين وعملت في هذا الفيلم كمخرج وممثل ومصور، وبعدها قمت بعمل عدة أفلام إلى أن وصلت للمرحلة الجامعية.
لكل منا موهبة أو مهارة تميزه عن غيره حتى ولو كان يجهلها. فكيف اكتشفت ذاتك في فن الإنتاج السينمائي؟
- اكتشفت ذاتي من دون أي تخطيط أو مهارة، ولم أكن أعي ما هي الصناعة السينمائية أو الإنتاج السينمائي ولم أكن أهتم لمردودها المالي أو للعوائق التي تقف أمام المخرج السينمائي فكل مافي الأمر أني كنت أستمتع بردود أفعال الناس عند إنتاجي لفيلم معين، وأن أرى المتعة في عيون المشاهدين، إلى أن نظرت للسينما بعينٍ أخرى.
ما أبرز عمل قدمته في تلفزيون البحرين؟
- قدمت العديد من الأعمال، بدايةً قدمت برنامج سينما الفيديو الذي كان يعرض أحدث الأفلام حيث أقبلت عليه الجماهير والصحافة واستمر لمدة ثلاث سنين. أما على مستوى الدراما عملت على مسلسل حسن ونور السنا، مسلسل الهارب للمؤلف حميد مراد رحمه الله، مسلسل فتاة أخرى، مسلسل العين، مسلسل الرعب عيون تحت الجمجمة، ومسلسل يونس والآخرين. وأجمل ما لاقيته وكسبته في تلفزيون البحرين هو فريق العمل الذي بدأت معهم من الصفر إلى أن وصلنا إلى أنجح الأعمال ومنهم عبدالنبي فردان، عبدالله جميل، عبدالرحمن الملا وغيرهم من الشخصيات البارزة.
كيف ترى واقع الفن السينمائي في الآونة الأخيرة؟
- لا يوجد واقع سينمائي في البحرين لعدم وجود أفلام بحرينية تطرح في دور السينما. لقد كان طموحنا أن نرى سنوياً فيلماً بحرينياً على الأقل ولكن لا توجد أرضية مناسبة لتحقيق ذلك لشح مصادر الدعم المالي وعدم وجود مستثمرين في الصناعة السينمائية بجانب قلة الكثافة السكانية وقلة الاهتمام بالأفلام المحلية فكان ذلك صعباً جداً.
ما سبب قلة المخرجين المتميزين في البحرين؟
- بسبب عدم وجود أرضية ملائمة للإخراج السينمائي على عكس الأفلام القصيرة التي توجد لها قاعدة جماهيرية كبيرة وتضم مجموعة من المخرجين المبدعين والذين حصلوا على جوائز ولكنهم لا يستطيعون إخراج أفلام روائية كبيرة.
ما هي أهم العقبات التي تواجه المخرج في السينما الخليجية؟
- قالها ضاحكاً ثلاث مرات: الإنتاج ثم المال، هي أكبر عقبة تواجه المخرج كما ذكرنا سابقاً بعدم وجود مصادر مالية وكذلك الاستثمار الشخصي في الإخراج يعد طريقاً للخسارة. ولذا فإني أدعوا الشركات الكبيرة والتي تحقق أرباحاً مالية ضخمة كشركات الاتصالات والنفط والإلمنيوم أن يخصصوا ميزانية لرعاية الأعمال السينمائية كي تستمر.
في تثقيف ذاتك سينمائياً، كيف تتم هذه العملية؟
- عن طريق معرفة تاريخ ونشأة السينما والمراحل التي مرت بها والإطلاع على الأعمال السينمائية لأكبر الكتاب والمخرجين مثل فيلليني، بوزليني، وأنطونيوني في إيطاليا، تريبو وغودار في فرنسا ويكروساوا في اليابان. عندما نقرأ عن السيرة المهنية لهؤلاء ونشاهد أبرز أعمالهم السينمائية فإننا ننتقل لعالم مختلف من الخبرات والثقافات. ولذلك المشاهدة والقراءة والتعطش للمعرفة مهمة جداً للكتابة والإخراج السينمائي.
ما نوعية الأفلام التي تفضل العمل فيها؟
- لقد جربت كل شيء، منها أفلام الرعب، الأفلام النفسية، التشويق والإثارة، وأيضاً أحب التاريخ ولا أعني التاريخ المكتوب وإنما التاريخ من وجهة نظري. فمثلاً «حكاية بحرينية» التي تروي الأحداث التي جرت في البحرين في عهد جمال عبدالناصر فكان هناك ثلاث شخصيات سياسية بارزة ولكني اختزلتهم في شخصية واحدة ولكن الذي يقرأ في التاريخ يميز من خلال المشاهد المختلفة أن المقصود فلان وفلان. ولذلك أحب نوعية الأفلام التي تروي التاريخ من خلال لسان حال الشخصيات وليس تمثيل التاريخ المكتوب.
من أبرز أعمالك السينمائية فيلم الحاجز، الزائر، حكاية بحرينية، وأربع بنات... حدثنا عن أبرز التحديات والعقبات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها؟
- لا توجد تحديات غير المادة وإنما مشكلتي كانت دائماً مع النص. فكنت أقدم الكثير من المشاريع منذ زمن، ولكن لم يتحقق إلا فيلم الحاجز في سنة 1989 وأيضاً فيلم «زائر» وهو فيلم رعب وإثارة مستوحى من موقف حصل لي في المنزل فبدأت في كتابته ثم ساعدني في ذلك فريد رمضان حتى اكتمل النص. حكاية بحرينية الذي بدأناه في التسعينات ولم يتم تصويره إلا في 2006 فكانت طول هذه المدة بسبب البحث عن النص الجيد الذي يثير اهتمام المشاهد البحريني.
ما الذي يلهمك باعتبارك كاتب سيناريو ومنتج سينمائي؟
- أكثر ما يلهمني في حياتي هو وجود زوجتي بجانبي، فهي التي تعطيني إحساس الفخر والكمال وهي الجزء الأساسي في حياتي. كذلك ما يلهمني استمرار وجود الشباب بحماس وطاقة أكبر في عملية الإنتاج... فهذا هو مصدر قوتي واستمراري وتكملة مسيرة الفن.
بسام الذوادي أول من أسس مهرجاناً للسينما في الخليج، فهل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة؟
- حضرت أول مهرجان لي منذ 32 سنة، ومن هنا أدركت أن النجاح يكتمل في عمل المهرجانات وأن السينما لا تكتفي بحضور المشاهدين، فعملت أول مهرجان مع نادي البحرين للسينما في سنة 1993 بإسم أيام السينما المصرية الجديدة، والهدف من هذا المهرجان أن نخلق أعمالاً مشتركة بين البحرين ومصر. وفي سنة 2000 عملنا أول مهرجان للخليج وقد نجح هذا المهرجان بشكل كبير وبنفس الهدف المذكور سابقاً، والذي شجعني بشكل كبير محمد المطوع وزير الإعلام سابقاً. وتتم مناقشة عمل أكاديمية متخصصة في استقطاب طلبة الإعلام لعمل مجموعة من الأعمال وتوظيف الطلبة من خلال هذه الأكاديمية ولهذا السبب قمت بعمل هذا المهرجان ونأمل في نجاح عمل الأكاديمية.
القصة الخليجية... لماذا لم تجد طريقها للإنتاج الهوليودي؟
- السبب الرئيسي هي خصوصية الأدب البحريني بالنسبة للعادات والتقاليد الخليجية بشكلٍ عام وعدم وجود شمولية في الطرح على المستوى الدولي والاكتفاء فقط بالأدب الخصوصي.
ما هي رؤيتك الخاصة في الإخراج؟
- في الواقع لا توجد هناك أي رؤية خاصة، وإنما كنت متأثراً بمجمل الأعمال السينمائية لكبار المؤلفين والمخرجين، مما دفعني هذا التأثر لا شعورياً إلى تطوير أسلوبي الخاص في الإخراج الذي كنت أقوم به من منطلق حبي للسينما، وتقديم محتوى يعجب المشاهدين.
ماهي مشاريعك المستقبلية التي تطمح إليها؟
- في الوقت الحالي أمامي مشروعان هما فيلم الفراشات لا تحلم هنا والذي قمت بكتابته في عام 2001، بالإضافة إلى مناقشة إعادة المهرجان السينمائي في البحرين وخصوصاً بعد توقف مهرجانات أبوظبي وقطر.
العدد 5327 - الجمعة 07 أبريل 2017م الموافق 10 رجب 1438هـ
بالتوفيق لج ياولاء والى الامام
موفقة ياخلف جبدددتي ❤❤❤❤
مجهود رائع، يعطيكم العافية و إلى الأمام دائماً
حبيبتي بنت العمة بالتوفييق ياارررب
من هذا للأفضل????????
بالتوفيق ياخلف. جبدي
والى الامام دوما
بالتوفيق وردة ????
Nice
عمررررررري اختي ❤️ الله يوفقش ويحفظش
موفقه حبيبة القلب
بالتوفيق بت الاخت ????????????الى الامام دائما