شهدت منطقة سترة الصناعية عصر أمس الجمعة جريمة قتل، راح ضحيتها شاب بحريني يدعى هاني علي عاشور (26 عاما) بعد اشتباك مع القاتل عقيل عباس قطان عبدالله (20 عاما) أدى إلى طعنه بسكين قرب قلبه، في وقت تناقلت فيه الأخبار أن الخلاف له جذور سابقة.

و تشير تفاصيل الجريمة - التي كانت حديث القرى التابعة إلى سترة طوال يوم أمس - إلى أن القاتل قصد سترة الصناعية ليحضر سباقا للحمير ينظمه شباب قرى سترة ما بين الحين والحين على شارع 115، الذي يعرفه شباب سترة بـ «شارع الفنس»، قادما من جزيرة النبيه صالح التي ينتمي إليها.

وبحسب شهود عيان فإن الخلاف الذي قاد إلى حادث القتل يوم أمس، له جذور بدأت يوم الأربعاء الماضي، عندما ذهب المقتول بصحبة صديقه إلى قرية النبيه صالح إذ كان يمر ببعض الشباب ومن بينهم القاتل، وحصل عراك بينهم.

ويقول أحد الشهود وهو صديق القاتل وقريبه: «لم نكن نعرفه من قبل، مرّ بنا بسيارته هو وصديقه يوم الأربعاء الماضي وكان رافعا صوت الأغاني بطريقة مزعجة، فيما كان شباب القرية يتلون القرآن على عادتهم في كل ليلة بعد الفطور، وبعد ما طلبنا اليه خفض صوت المسجل رفض ما أدى إلى اشتباك الشباب معه».

وبحسب التفاصيل التي يرويها الشهود فقد ذهب صديق المقتول إلى بيته ليخبره بأن أحد الذين تعاركوا معه - ويقصد القاتل - موجود في السباق، فهرعا إليه إلى هناك، وما هي إلا لحظات حتى خر القتيل، وفر القاتل هاربا على ظهر حماره عائدا إلى قريته.

يقول الشاهد: «لا نعرف لماذا قصده إلى موقع السباق، هل ليجدد العراك أو ليتفاهم معه؟ فالاعتداء وقع سريعا ولم نكن نعي ما حدث، إلا بعدما رأينا الدماء تغطي المكان».

ويضيف: «طعنه في موقع ما بين صدره ورقبته، فتفجرت الدماء، أسرعت به إلى مركز سترة الصحي ولكنه توفي قبل ثلاث دقائق من وصولنا عند الدوار القريب من مخبز الجوادين».

وتفيد التقارير الطبية أن الطعنة أحدثت جرحا أدى إلى تمزق عضلات القلب إذ بلغ عمقها سبعة سنتيمترات، ونقلت الجثة من المركز الصحي في سترة إلى مشرحة مجمع السلمانية الطبي لاستكمال التحقيقات الجنائية.

وتجمهر الأهالي وأقرباء المقتول عند المركز الصحي قبل نقل الجثة إلى السلمانية إذ بقي مقعد السيارة الأمامي التي نقلته ملطخا بالدماء تحت حراسة مشددة إلى حين وصول رجال الأمن إلى موقع الجثة.

وعلى الطرف المقابل يتناقل أهالي النبيه صالح الذين تجمهروا قرب الساحل القريب من قريتهم يتابعون بحث رجال التحقيقات الجنائية ورجال خفر السواحل عن أدوات الجريمة في مياه الساحل أن القاتل لم يبيت نية القتل ولم يأخذ معه أدوات الجريمة.

يقول صديقه: «أنا أعرفه جيدا، لم يكن عدوانيا أبدا، فالمقتول وأصدقاؤه هم الذين أزعجونا في قريتنا، عندما كنا نقرأ القرآن، ولم يستجيبوا لطلبنا بخفض صوت المسجل، وانتهى الخلاف عند هذا الحد».

ويضيف: «عند الثالثة ظهرا اخبرني بأنه سيذهب ليحضر سباق الحمير في منطقة سترة الصناعية وقد استعار حمار صديقنا وذهب، بعد ذلك عاد وهو مرتعب ليخبرني بأنهم هاجموه وضربوه وقد دافع عن نفسه عندما ضربوه بالسكين، وقد رأيت آثار الاعتداء عليه».

وقال الضابط المسئول عن مسرح الجريمة: ان الادارة العامة للتحقيقات والمباحث الجنائية كانت قد تلقت البلاغ بوقوع الجريمة في تمام الرابعة وخمس واربعين دقيقة فانتقلت طواقم مسرح الجريمة والطبيب الشرعي واختصاصيو المختبر الجنائي وضباط ادارة أمن منطقة ميناء سلمان فعاينوا مسرح الجريمة ثم انتقلوا إلى مركز السلمانية الطبي إذ كان الضحية قد نقل إلى هناك لإسعافه ولكنه كان قد توفي وتم الكشف الطبي على الجثة حيث افاد الطبيب الشرعي أن الوفاة نتجت عن الطعن بآلة حادة.

وتم القاء القبض على القاتل الذي كان قد ذهب إلى منزله بعد ارتكاب جريمته وما زال التحقيق مستمرا معه لمعرفة ابعاد واسباب الجريمة وسيقدم المتهم إلى قاضي التحقيق وفقا للاجراءات القانونية.

وعثر رجال الأمن الذين بحثوا مطولا عن آثار الجريمة قرب ساحل النبيه صالح على (الفانيلة) التي كان يرتديها القاتل ملطخة بالدماء ومرمية قرب (كبينة) خشبية.

ونُقل القاتل وصديق المقتول - الذي شهد الجريمة - من مركز شرطة ميناء سلمان إلى التحقيقات الجنائية في العدلية لاستكمال بحث الأسباب التي قادت إلى الجريمة.

وبالرجوع إلى أرشيف جرائم القتل في البحرين، فان هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقها ثلاثة حوادث مشابهة تختلف في التفاصيل والدوافع في أقل من عامين