تقام اليوم أولى مباريات مربع الكبار في كأس سمو ولي العهد إذ يلعب المحرق أمام الشرقي عند الساعة 7.00 مساء على الاستاد الوطني في مباراة يتوقع لها بأن تظهر بالصورة الفاعلة والحماسية والندية بين الطرفين لعدة اعتبارات، منها كون المحرق يسير بخطوات ثابتة نحو الثلاثية ولا يريد أن يخرج من المعادلة وبالتالي لن يرضى الا بالفوز، في المقابل يسعى الشرقي إلى ضرب عصفورين بحجر واحدة فالأمل للتأهل الأول في كأس ولي العهد من جهة وهزيمة المحرق أمام جماهيره وحرمانه من الثلاثية ويعد ذلك أمرا مهما بالنسبة الى الشرقي لو تحقق قد يفوق الفوز بالكأس.
من خلال هاتين النقطتين السابقتين يتأكد لنا أن الفريقين سيدخلان لتقديم الأداء الطيب ومن ثم التفكير في الفوز. المحرق الذي لم ينقطع من الكرة لمدة سنة كاملة لم ير فيها الراحة لكل لاعبيه سواء كانوا مع المنتخب أو بقوا مع الفريق ولذلك التأثيرات السلبية من الإرهاق والتشبع والإصابات وبالتالي تنعكس هذه الأمور بالسلب على الأداء الجماعي للفريق. ولكن نقطة مهمة يمتلكها المحرق لم ولن تكن عند غيره. فعلى رغم هذه الظروف الصعبة التي يواجهها المحرق الا ان الغيرة في نفوس ابنائه كبيرة ولا تقبل تنكيس الرأس حتى ولو لعب عامين متتاليين إذ نجومه يحومون من أجل اسعاد جماهيرهم. ومباراة الشرقي اليوم هي على الطريق نفسه الذي بدأه في الموسم الماضي.
المحرق متكامل الصفوف بدءا من الحراسة القوية سواء لعب فيها أسد المرمى سيدمحمد جعفر أو البديل الكعبي فكلاهما أمين في مرماه والدفاع أيضا له الدور الكبير في حفظ المرمى وان كان العمق يحتاج إلى الترميم الأكثر والجهة اليمنى التي لعب فيها شويطر في مباراة النجمة واثبت فيها ولكن لم يلاق الضغط من قبل النجمة ولكن اليوم سيكون الأمر مختلفا لو لعب شويطر مرة أخرى لاعطاء ابراروا مزيدا من التحرر في منطقة الوسط التي قد تشهد غياب محمد سالمين بسبب الإرهاق والتعب ولكن فيما لو لعب واشركه المدرب فلن يظهر بالأداء المعروف عنه وبالتالي من المؤكد أن مدرب المحرق سلمان شريدة سيعمد إلى اشراك شويطر في الظهير الأيمن وابراروا في الوسط. اما الهجوم فلديه ما يكفيه من أسلحة فتاكة أمام المرمى باشراك حسين علي وريكو أو البديل عبدالله الدخيل.
اما الشرقي فمن جهته هو فريق مجتهد يضم في صفوفه خامات شابة تحتاج الى قليل من الخبرة والحظ حتى تصل الى النتيجة الايجابية ولكن لديه القدرة في تحقيق الفوز لو استطاع القراءة السليمة طوال الـ90 دقيقة.
من زمن بعيد نرى الشرقي دائما يحرج المحرق في مبارياته وهو اليوم امام فرصة تاريخية للتأهل الى نهائي كأس ولي العهد لو استطاع الاستفادة من ظروف المحرق المرهق والمتعب الذي لم ينقطع خلال عام ولكن هذه الاستفادة لا تكون بالأمور النظرية بل بالقراءة السليمة لواقع المحرق بدلا من اللعب بالأسلوب الدفاعي والاعتماد على الكرات المرتدة التي قد لا تكون. ولكن عندما تقرأ المحرق بإمكانك اللعب على مواقع الضعف ومنها تستطيع أن تمر كثيرا واحراج البطل والفوز عليه وترك عامل الاسم جانبا وهيبة البطل واللعب بالعناصر التي تمتلكها لتحقيق الفوز. مدرب الفريق بن شمام متفهم وقارئ جيد للفريق الآخر ولكن في بعض المباريات قد يخونه الحظ في وضع التكتيك المناسب واليوم هو أمام فريق صعب في قراءته ولابد من ان يكون دقيقا في اختيار عناصر الفريق وأسلوب وطريقة اللعب التي سيواجه فيها المحرق القوي. فهل يكشر الليث عن أنيابه اليوم ليوقع المحرق أرضا ويتأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائي ولي العهد؟
«هل من المعقول أن نتدرب وتلعب مباريات لمدة 12 أشهرا متواصلة ويتوقف الدوري لمدة شهرين لبطولة الخليج من دون أن تكون هناك خطوات عملية في التوازن وبعدها يريدون من سالمين التألق في مباراة السعودية المقبلة. تتأجل مباريات الدوري لبطولة الخليج ويرفض الأمر بالتأجيل في هذه الأشهر المتعبة والمرهقة».
بهذه الكلمات بدأ نجم الكرة البحرينية قائد المحرق محمد سالمين مؤكدا أن المحرق بدأ إعداده في الأول من يوليو/ تموز 2008 ونحن نلعب الآن في الشهر نفسه من 2009 من دون توقف ولذلك التعب والإرهاق والإصابات كلها عوامل تجعلني لا استطيع اللعب، وما ظهرت عليه أمام النجمة أمر طبيعي لأنني لا استطيع أن أقدم أفضل مما قدمته. انا طلبت ألا أشارك ولكن ظروف الفريق جعلتني أشارك. ومباراة اليوم أمام الشرقي إذا كان زملائي من اللاعبين الغائبين قد جهزوا فلن ألعب المباراة لأنني وصلت إلى الحد الذي لا يستطيع أن اقدمه.
وأضاف «انا أحمّل اتحاد الكرة كل تبعات ما يجري وعدم التخطيط السليم للجدول الزمني لتسير مسابقات اتحاد الكرة بهذه الصورة. فاللاعب بشر له طاقة محددة ويحتاج إلى الراحة وبالتالي نحن كلاعبين في المنتخب الوطني مطالبون بتقديم الأداء الرجولي المميز أمام السعودية ولكن هل باستطاعتنا ذلك في ظل هذه الظروف والكل يعرف بأن السعودية أنهى مسابقاته قبلنا بزمن طويل، وهو الآن في راحة اجبارية للعودة من جديد».
وتابع: «بالنسبة إلى مباراة اليوم امام الشرقي فهي مهمة جدا لأننا نلعب بطولة غالية على الجميع وتحمل اسم ولي العهد وبالتالي نسعى للمحافظة على اللقب الذي أحرزناه في الموسم الماضي. ولكن في المقابل أعتقد أن الشرقي في هذا الموسم يعد من أفضل الفرق بدليل فوزه على فريقين قويين كالرفاع والأهلي وهو متطور ولديه خامات شابه ومتميزة تسعى لاثبات وجودهم مع مدرب متميز».
وقال أيضا: «لم ار خلال هذا الموسم على رغم ظروف المحرق بخروج عدد من اللاعبين للاحتراف في الخارج أي فريق لا من المنافسين ولا غيرهم قد لعب ضد المحرق مهاجما فكل الفرق لعبت بالأسلوب الدفاعي خوفا من اسم المحرق فقط لأننا لم نكن كما كنا في الموسم الماضي. ولذلك الحذر سيكون عنوان المواجهة وكما قلت إن الشرقي طموح وسيلعب بتكتيك الفوز».
وأضاف «أعتقد أن مطالبات الجماهير بالاحتفاظ بالثلاثية تشكل ضغطا علينا ولكن الوضع تغير إذ صرنا نلعب بوجوه شابة، ويؤكد لنا ذلك أن المحرق يمتلك قاعدة قوية من هؤلاء ولا خوف عليه وبالتالي سنلعب بعيدين عن هذه الضغوط ومن أجل الفوز».
وتابع: «وجود جماهير المحرق يسعدنا وأيضا الذي يسعدنا أكبر وجود الرابطة. أنا التقيت معهم أكثر من مرة وقلت لهم نحن مشتاقون لوجودكم ولكن هناك مشكلة ليس الحل بيدنا نحن كلاعبين ولو كنا نحمل الحل لوضعناه سريعا.
قال قائد الفريق الشرقاوي وحامي عرينه عبدالله سعد إن المحرق فريق كبير وصاحب بطولات ونعرف عنه جيدا من قوته وضعفه وسندخل اليوم بغياب عدد من الأساسيين ولكن بهذه الظروف نفسها هزمنا الرفاع والأهلي وبالتالي سنواجه المحرق بالتكتيك بعيدا عن الأسماء. سيكون سلاحنا الروح القتالية وبمن سيكون في الملعب أمام فريق قوي وصعب ولابد مواجهته بتكتيك يقودنا إلى الفوز.
وأضاف «الأخ العزيز حمد الرويعي استفدت منه كثيرا في تهيئتي لمباراة اليوم عبر النصائح من حارس كبير له خبرته الكبيرة في مثل هذه المباريات الصعبة على رغم الظروف التي أمر بها ولكن الرويعي عرف كيف يهيئني للمباراة ولذلك فأنا غير خائف ولا قلق من مواجهة المحرق بل أنا جاهز (حتى الآن للمباراة). أرى ان لاعبينا يملكون الإصرار والحماس والجدية. اننا عاقدون العزم على الفوز بإذن الله. المباراة ستكون مثيرة وقوية».
وتابع: «لن نلعب بالطريقة الدفاعية، كما كنا أمام النجمة الذي هزمنا بعدما لعب بطريقة دفاعية بحتة».
وعن مواجهة المحرق باعتباره بطلا وفريقا قويا وكبيرا وامام جماهيره قال: «هذا يعطينا حماسا ودافعا قويا داخل الملعب. بإذن الله الفوز سيكون حليفنا. ما شعرت به من قبل اللاعبين في التدريبات الماضية هو اكبر حافز للمواجهة والفوز».
قال مساعد مدرب الفريق الأول للكرة بالشرقي موسى مبارك إن أعداد الفريق عادي وله طابع اخاص وشعرنا من خلال جدية اللاعبين في التدريبات وأشعر بانهم جاهزون نفسيا وهي أول مشاركة لنا في كأس ولي العهد ويتطلعون إلى التتويج.
وأضاف «الإدارة لم تشعر اللاعبين بالضغط النفسي من خلال تعاملها مع أجواء مباراة اليوم بشكل عادي ونحن أيضا كجهاز فني لم نحسسهم أيضا بهذا الأمر مع قرارة أنفسنا بأهمية مباراة اليوم ونطمح بأن نصل إلى النهائي في مواجهة فريق له تاريخه بطولاته. نأمل تقديم العرض الجيد والمطلوب».
وتابع: «دائما فريق البطولات كبير في عطائه ودعمه المعنوي والمادي كبير يفوق الدعم الذي يتلقاه فريقنا بحسب الإمكانات المتاحة ولكن فريقنا له صولاته وجولاته في مبارياته أمام المحرق والفوز من عدمه بيد اللاعبين داخل اللعب عندما يطبقون ما نريد منهم كمدربين. أعتقد أن الشرقي أثبت للجميع بأنه فريق كبير وسنثبت اليوم بإذن الله ذلك الأمر». وقال أيضا: «فريقنا على رغم النقص العددي في الأساسيين نتيجة بعض الإصابات أو الإيقافات الا اننا سندخل المباراة بالموجود ونطمح إلى الفوز من دون شك. والحذر في مثل هذه المباريات مطلوب من البداية بل الحذر واجب بإمكانات المحرق في النهائيات. اعتقد أن كفة المحرق في المباراة هي الأرجح والأكبر حظا ولكن نأمل ان نكون فال خير للشرقاوية».
وأضاف «من خلال قربي من المدرب بن شمام لا أعتقد أنه يلعب بالأسلوب الدفاعي. فهو لديه تكتيك معين ودقة في الحذر والتركيز على الهجوم. ولكل مباراة تكتيك خاص بحسب ظروفها وهو يريد فرض أسلوبه على الفريق الآخر. ولذلك أتوقع انتهاء المباراة في وقتها الأصلي ونأمل ان تكون للشرقاوية».
أكد الأمين المالي في نادي الرفاع علي الأنصاري أن الفريق الأول للكرة يعد العدة من جديد ليكرر فوزه على الأهلي في مباراة مربع كأس سمو ولي العهد، وقال: «إن مباريات الرفاع والأهلي دائما تكون قوية ومثيرة كالتي جرت قبل أيام وكنا تمنينا أن تخرج على خير ولكن قدر الله كان ذلك».
وقال: «بحسب رأيي الشخصي أن الرفاع في مباراة قبل النهائي لكأس الملك لم يقدم العرض المنتظر منه واشعر بأنه يمتلك الأكثر والأفضل، ونأمل أن يقدمه اليوم لأن إمكاناته الفنية أكثر من جيدة».
أما المباراة المقبلة فسنلعب أمام الفريق الذي لعبنا معه قبل أيام والفريق المنافس لنا فريق صعب وليس من السهولة الفوز عليه ولذلك من الصعوبة التوقع لأن من النادر جدا ان ترى مباراتين بين فريقين خلال أيام فقط وللتأهل إلى النهائي وهنا تكمن الصعوبة».
وأضاف «الإدارة دائما مع الفريق قبل كل مباراة سواء كان ذلك من الرئيس أو نائبه أو من الإداريين في الفريق الذين يتحدثون إلى اللاعبين ويهتمون بالمباراة وإخراجهم من الضغوط ووضعهم في الأهمية المطلوبة، وهذا هو أسلوب الرفاع من زمن بعيد في بث روح الحماسة خصوصا في التدريبات الأخيرة. ونحن نطالب الفريق بأن يقدم العروض الفنية ولكن لدينا الروح الرياضية أمر مهم جدا في الفريق».
وتابع «هذا الموسم أعاد لنا الهيبة التي كنا عليها من قبل 3 سنوات وأعتقد المركز الثاني في الدوري لا يعد إنجازا لنا لأننا كنا الأقرب إلى البطولة ولكن لكوننا غبنا عن المنصة التتويجية، ونأمل أن نتوج جهودنا في نهائي كأس الملك بإحراز البطولة. وفي الأمر الآخر نأمل الفوز مرة أخرى على الأهلي وان نكون طرفا في النهائي. ونحن عاقدون على العزم للفوز بالبطولتين. نهائي كأس الملك ليس من الصعب الفوز على المحرق والدليل فوزنا عليه في مباراة الدوري لأن المستويات متقاربة وحظوظنا قوية في الفوز. وأما مباراة الأهلي فأعتقد حظوظنا في الفوز أيضا متاحة ونأمل أن نتأهل من جديد لنهائي كأس سمو ولي العهد».
وقال أيضا: «المكافآت موجودة في كل فوز بفضل وجود رئيس النادي وأعضاء الشرف خصوصا الشيخ خليفة بن راشد آل خليفة».
أما بشأن تنظيم معسكر للفريق فلم يطرح ولكن قد ينفذ في المباراة النهائية لكأس الملك وإذا تأهلنا إلى نهائي كأس سمو ولي العهد.
العدد 2496 - الإثنين 06 يوليو 2009م الموافق 13 رجب 1430هـ