العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ

شارع التهلكة

في أقل من اسبوع في شهر رمضان الفضيل فقدنا ثلاثة، امرأتان في ريعان الشباب وطفلة بريئة في ربيعها العاشر، كل ذلك حدث على شارع الموت والتهلكة في مدينة حمد المدينة التي من المفترض أنها بنيت لتكون مدينة نموذجية حديثة.

المرأتان كانتا في سيارة وكانت في مسارها الصحيح فجاءت أخرى مسرعة جدا متجاوزة في شارع لا يسمح بالتجاوز وصدمتها وجها لوجه وكانت النتيجة مصرع السيدتين وجرح الباقين جروحا بليغة بمن فيهم المتسبب.

أما الطفلة فكانت متوجهة لشراء الخبز قبل الإفطار بساعة فعبرت الشارع وهي لا تدري بأنها تعبر للحياة الآخرة وكان المتسبب سائقا مراهقا متهورا مسرعا ومن سرعته أنه لم يرها إلا بعد أن قذفها ثلاثين مترا فسقطت وماتت في الحال.

هذا الشارع المخيف الذي يمتد من الدوار الرابع غربا وجنوبا حتى الدوار المتجه إلى كرزكان أصبح هاجس الجميع فكم من الحوادث وقعت عليه، فأنا أصبت بحادث عليه ومعي سيارتين وكان المتسبب الأول السرعة وشابا عمره 19 سنة، ويكاد لا يمر أسبوع من دون حوادث، فصرت أخشى وأحسب له ألف حساب ولكن ليس لي مفر لأنه الشارع الوحيد الذي أمر عليه للبيت. وهو يخدم منطقة كبيرة من الدوار الرابع حتى الدوار الحادي عشر وما بعده لمن يريد اختصار دوارات الشارع الرئيسي.

ماذا فعلوا للشارع؟ أعادوا رسم الخطوط الأرضية ووضعوا علامات عاكسة ولافتات مرورية (ممنوع التجاوز) و(نهاية منطقة التجاوز) ثم ثبتوا عدادات لقياس كثافة الشارع ليخضع للدراسة إلى أمد غير معلوم والحوادث مستمرة.

انني من سكان هذا الشارع ومن هذا المنبر الحر أناشد المسئولين أن يضعوا حلا سريعا لتفادي زهق الأرواح وألا يتذرعوا بحجج واهية، كما قال أحد سكان المدينة عندما طالبوا بوضع مرتفعات في حيهم قالوا ان ذلك يشوه صورة المدينة وكأن الناس أرخص من المدينة التي بنيت من أجلهم!

محمد سلمان

مدينة حمد

العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً