أنا فتاة عمري 14 سنة وأعاني من مشكلات في أسرتي بالاضافة إلى عصبية والدتي التي لا تتفهم ظروفي النفسية. والداي غير متعلمين وأجد صعوبة في التعامل معهما ووالدتي تضربني لأتفه الأسباب ولا أستطيع أن أبدي أي رأي أمامها. إن تلك الظروف أثرت سلبا على مستوى تحصيلي العلمي وعلى درجاتي وحتى سلوكي في المدرسة. كنت أتمنى أن تكون لي أم متفهمة أقول لها كل ما أريد أن أقوله وبدون تحفظ ولكني أفتقد كل ذلك، أحيانا كثيرة أشعر بالكره تجاه والدتي وأفكر بالزواج لكي أرتاح من هذه العيشة.

وردة

لقد سمعت شكاوى كثيرة من الفتيات اللاتي يمررن بنفس الظروف التي تمرين بها ولكن دعينا نحلل تلك الظروف ونجد لها تفسيرا حتى نستنتج من خلالها الحلول التي تساعدنا في التكيف مع تلك الظروف.

الأم عندما تكون عصبية عادة ما تكون واقعة تحت ضغط نفسي بسبب مشكلاتها مع الوالد أو أنه يمارس بعض الضغوط عليها من حيث الحرمان العاطفي أو المادي أو بسبب سوء تفاهم.

معظم السيدات اللاتي لا يعرفن كيف يتعاملن مع ضغوطهن النفسية يلجأن لضرب أولادهن والصراخ للتنفيس عن ذلك الضغط الذي بداخلهن.

هنا يأتي دورك الذي تتجاهلينه في امتصاص غضب والدتك وأعطائها الدعم النفسي الذي من خلاله تستعيد توازنها النفسي عما يضايقها.

والدعم يكون بصورة مساعدتها في المنزل وتحمل بعض المسئوليات مثل إخوتك الصغار. أنا لا أقول لك بأن تعملي طوال اليوم بل تقسّمي وقتك بين الدراسة وعمل المنزل والاهتمام بأخوتك.

عندما تكون والدتك هادئة ومستقرة نفسيا تدللي عليها وأحكي لها ما في خاطرك من هموم، مثلا قولي لها بأنها عصبية وهذا يضر بصحتها وأنكم بحاجة لها وأعرضي عليها بأن تساعديها في التخلص من تلك العصبية كأن تذكريها أثناء عصبيتها بكلمة تتفقان عليها.

كلامي هذا يذكرني بابنتي الصغيرة فاطمة (7 سنوات) عندما أرفع صوتي وأغضب معها تقول بكل برود وثبات وقوة شخصية «لا تصرخي، أنا أسمع» وكان ذلك اليوم آخر يوم رفعت صوتي أمامها. لأني صرت أخشى أن تحرجني بانتقادها.

هكذا يلعب الأبناء دورا فعالا في تصحيح تصرفاتنا.

أما عن مستواك في الدراسة، هذه مسئوليتك فلا تبحثي عن شماعة تعلقين عليها تقصيرك. وجودك في الصف وتركيزك مع المدرسة له دور كبير في تقليل الضغط النفسي الذي تشعرين به داخل الأسرة. حاولي أن تفصلي بين الأمور. أنسي المدرسة عند باب المنزل وانسي المنزل عند باب المدرسة. الزواج ليس الجنة الخالية من المشكلات والمثال أمامك كل يوم.

نجوى التيتون