الحمدالله انني مؤمن بالله إلى ابعد الحدود بأنه الرزاق وما كتبت رسالتي هذه الا لإلقاء الحجة.
كنت في الاعدادية عندما التحقت بشركة نفط البحرين وحرّفت عمري إلى 18 حتى أتوظف واكون فردا من طلاب التدريب المهني. ووفقت فيها وتخرجت وبعثت إلى جامعة في لندن.
في العام 75 التحقت بشركة بترول ابو ظبي الوطنية وعشت مع جميع افراد اسرتي في حياة رغيدة براتب مغر وسكن مفروش في العام 89 وصل مرتبي إلى 1200 دينار وفيلا كبيرة فاخرة مفروشة. كانت اسرتي كبيرة ومنذ العام 77 طالبني كثير من الشخصيات ان اخذ الجنسية ولكني أبيت الا ان أبقى على جنسيتي وعندي شهود على ذلك امثال رئيس نادي الجزيرة إذ كان يريد ان يلحق ابني شريف إلى فريق النادي بجنسية اماراتية. المهم في الموضوع بعد خدمة 11 سنة في الادنوك عدت إلى بلدي البحرين وكنت في شوق لها ولكني فوجئت بقارق المعيشة، سنتان من دون عمل ومصاريف العائلة تقارب 650 دينارا وبنيت بيتي بعد ذلك ووجدت نفسي اقارب على الافلاس. حصلت على وظيفة في وزارة الكهرباء براتب 320 دينارا (مشرف صيانة ميكانيكية) وخدمت 14 سنة حين وصل عمري حسب البطاقة السكانية إلى الستين ولكني قبلها اثبت عمري بشهادة من الصحة وفي جوازي ان عمري 57 سنة. وقبل التقاعد بشهور رفعت تظلما إلى لجنة التظلم في الوزارة مع كل ما يلزم من اوراق ولم ينظر في الشكوى وقبل شهرين من احالتي رفعت شكوى تظلم إلى الديوان الاميري . في بداية 2002 أحلت على التقاعد وبعد اربعة شهور اتصل الديوان لأستلم شيكا وهذا أفرح افراد اسرتي واخواتي ظنا منهم انني سأحظى برواتب السنوات الثلاث. ذهبت لاستلام الشيك واذا هو 500 دينار فقط لاغير. قبل التقاعد بثلاث سنين طلبت شراء سنوات خدمة كلفتني 5000 دينار ادفعها اقساطا كل شهر اكثر من 90 دينارا وعندما أحلت على التقاعد كنت استلم شهريا 107 دنانير تقريبا ومصروف العائلة يزيد عن 500 دينار بعد هذه السنوات من العمل 16,5 في بابكو و14 سنة في الوزارة احصل 100 دينار وحتى علاوة المعيشة طارت كأني طلقت نسائي. لا ادري ربما اولادي يتمنون ان أموت حتى يحصلوا المكرمة 30 دينارا لكل شخص وهذا طبعا أوفر حظا من 100 للكل!
صورة أخرى... ابنتي صرفت عليها في معهد البحرين لأنها لم تقبل في الجامعة وكانت حاصلة على مجموع 81 في المئة وبعد تخرجها قدمت اوراقها للوزارة كي تخلفني في أي وظيفة ولكن الاوراق طريقها سلة المهملات وفي حفلة تكريم (المتقاعدين) قدمت اوراق ابني شريف (الذي يعمل في الكويت) إلى الوزارة بعد توصية من الوزير ولكنها أيضا ذهبت إلى سلة المهملات.
هكذا تكريم المواطن... مدير المحطة وجميع المهندسين والعاملين لا ينكرون انني متفان في العمل وأحث العاملين على احترام العمل لدرجة جعلت بعضهم يتهمني بالتشدد وحازم ولكن طيب القلب.
هكذا يحال مخلص لعمله ويوظف عجوز عمره أكثر من 65 سنة، كل من عايشه يراه يأتي للعمل متكاسلا ويذهب لينام في الحجرات الخشبية (الكرفان) هذا ما رأيته ولكن ربما هناك اكثر من هندي متقاعد يؤدي نصف عمل أو لا يؤدي.
أعود مرة اخرى لأسأل: هل يوجد في بلد خليجي نفطي موظف متقاعد يعيش بـ 100 دينار؟ كان مرتبي 526 دينارا وكان لا يكفي مع علاوات الاوقات الأضافية.
والغريب ان العلاوة الاجتماعية تلغى كأنها دعوة للمتقاعدين أن يطلقوا زوجاتهم.
(م.ي.ع
العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ