العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ

هل يتنحّى الرؤساء التاريخيون عن «سدة الحكم» في الجمعيات السياسية؟

تستعد الجمعيات السياسية، أو بعضها، لعقد مؤتمراتها السنوية خلال الفترة المقبلة: «المنبر الديمقراطي التقدمي» في 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، و«جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» في 23 الشهر الجاري أيضا، و«جمعية العمل الوطني الديمقراطي»، في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.

مؤتمر «الوفاق» - الذي سحبت السلطات موافقتها على عقده في مركز المعارض، ولم يتحدد موقع انعقاده بعد - يكتفي بمناقشة أوضاع الجمعية الداخلية عبر عقد جلسات عمل تستمر لمدة ثلاثة أيام، من دون أن يشمل جدول الأعمال إعادة انتخاب مجلس الإدارة المنتخب في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي (أشهرت الجمعية رسميا في 7 نوفمبر 2001)، على رغم مناداة بعض الأعضاء بانتخاب مجلس جديد، كون الإدارة الحالية انتخبت من خلال أعضاء الجمعية التأسيسية الـ 100، بينما يصل عدد الأعضاء الحاليين إلى حوالي 2000. ويتوقع المراقبون أن تتم إعادة انتخاب الشيخ علي سلمان رئيسا للمرة الثانية، إذا قررت الجمعية إجراء الانتخابات فعلا.

من جهته أعلن «المنبر التقدمي» النية لانتخاب مجلس جديد، ويتوقع أن تعلن «جمعية العمل» الشيء نفسه. والسؤال الأبرز الذي يطرح على الجمعيتين الأخيرتين اللتين تشكلتا على أنقاض أحزاب «قديمة»، هو: هل سيتنحى الرؤساء التاريخيون عن مواقعهم القيادية؟ وهل التنحي سيكون حقيقيا أم سيظل هؤلاء القادة يمارسون لعب الدور الأبرز في صوغ قرار الجمعية من خلف الستار؟ علما بأن الصين الشعبية أبرز نماذج الحزب سلمت جيل الوسط في الحزب الشيوعي الصيني مواقع قيادية في النظام، وهو ما لم يفعله «الإخوان المسلمون»، إذ تسلم قيادته «شيخ» من الرعيل القديم هو مأمون الهضيبي.

يذكر أن «جمعية المنبر التقدمي» تعد امتدادا لـ «جبهة التحرير الوطني البحرانية» التي تأسست في العام 1955، وعدت من أنشط التنظيمات الماركسية. وشغل أحمد الذوادي فيها منصب «الأمين العام» منذ أواسط الستينات، وعندما تشكلت «جمعية المنبر» على أنقاضها اختير الذوادي رئيسا لها أيضا.

أما عبدالرحمن النعيمي، فهو الرجل الأول في «الجبهة الشعبية في البحرين» منذ حدوث ما أطلق عليه «الانفصال التنظيمي» في «الجبهة الشعبية لتحرير عُمان والخليج»، وتشكيل جبهة خاصة بالبحرين وأخرى بسلطنة عُمان، في مطلع السبعينات. وقد غادر النعيمي البحرين قسرا في منتصف الستينات، وبعد عودته في مطلع العام الماضي شكل بالاتكاء على ماضيه النضالي «جمعية العمل» التي أشهرت في 10 سبتمبر/أيلول 2001، وانتخب النعيمي رئيسا لها.

فالذوادي والنعيمي شغلا مواقع قيادية طوال أربعة عقود، وهو ما يطرح سؤال التنحي. هذا السؤال يطرح أيضا على عضو مجلس النواب السابق رسول الجشي الذي انتخب رئيسا لـ «التجمع القومي» وعلى الكثير من رؤساء الجمعيات الإسلامية والأهلية والأندية الرياضية.

المعارضون لاستمرار القيادات القديمة ينطلقون من أهمية أن تضرب الفعاليات السياسية المطالبة بالديمقراطية نموذجا إيجابيا في «تداول السلطة» كي لا تكون مطالبتها بالديمقراطية بعيدة عن الصدقية

العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً