يكثر الحديث رسميا عن ترائي هلال شهري رمضان وشوال، ويكثر الجدل ايضا، غير أن «الوسط» طلبت إلى استاذ الفيزياء في جامعة البحرين، ورئيس جمعية البحرين الفلكية وهيب عيسى الناصر، الفصل في هذا الجدال، وكان هذا اللقاء.

لا يختلف أي حاسب فلكي متمرس أو متلق للمعلومات من مصادر ومواقع فلكية في مواعيد ولادة هلال شوال التي ستكون في الساعة 7 صباحا و34 دقيقة بالتوقيت العالمي (10 صباحا و34 دقيقة بتوقيت البحرين) - وخصوصا أن هذه الولادة سترى بالعين المجردة لأولئك القاطنين في جنوب افريقيا وغرب استراليا، ومن هم في المحيط الهندي كون هذه المناطق ستشهد كسوفا كليا في هذا الوقت. كما لا يختلف الحاسبون الفلكيون في تحديد موقع غروب القمر، والشمس، وزمن مكوث الهلال في المناطق الاسلامية كافة، فعلى سبيل المثال، يمكث هلال شوال 1423 هـ في سماء مكة المكرمة مدة 9 دقائق (غروب الشمس 5م و38 دقيقة، وغروب القمر 5م و48 دقيقة)، وفي كوالالمبور (أقصى الشرق الاسلامي) يمكث الهلال 4 دقائق، وفي الرباط (أقصى الغرب الاسلامي) 13 دقيقة، والجزائر 11 دقيقة، وتونس 10 دقائق، وطرابلس (ليبيا) 11 دقيقة، والخرطوم 13 دقيقة، وأنقرة 5 دقائق، والقدس الشريف 8 دقائق، ودمشق 7 دقائق، والمدينة المنورة 10 دقائق، وصنعاء 11 دقيقة، وبغداد 6 دقائق، والرياض 9 دقائق، والكويت 7 دقائق، والمنامة 8 دقائق، وطهران 4 دقائق، والدوحة 4 دقائق وأبوظبي 8 دقائق، ومسقط 7 دقائق، وجاكرتا 4 دقائق.

وهذه الحسابات متطابقة مع الحسابات الصادرة من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية (مصر)، وتقويم أم القرى (السعودية)، وتقويم العجيري (الكويت)، ومواقع الانترنت الفلكية، فلا خلاف في ذلك، ونظرا إلى أن الشرطين المعتمدين في مؤتمر توحيد الأهِلَّة في مدينة جدة 1998، الذي اجتمع فيه ممثلون رسميون من رجال الشريعة والفلك عن كل دولة اسلامية، والخاصين باعتماد دخول الشهر القمري الاسلامي وهما:

1- ضرورة ولادة الهلال أولا

2- ضرورة غروب القمر بعد غروب الشمس ولو بدقيقة بعد تلك الولادة.

ومن هذا المنطلق فإن غرة شوال 1423 هـ هي الخميس 5 ديسمبر/ كانون الأول 2002، وخصوصا - كما ذكرنا سابقا - أن الهلال الجديد سيبقى في الأفق بعد غروب الشمس في 4 ديسمبر (يوم حدوث الكسوف الكلي للشمس) لمدد تتراوح بين 4 إلى 14 دقيقة.

ويكمن الخلاف هنا بين الفلكيين في المدة المتاحة للرصد - ليس كحساب وإنما كمفهوم. فالغالبية ترى ضرورة أن يكون زمن مكث الهلال أكثر من 20 دقيقة وكذلك أن يكون الهلال على يسار أو يمين الشمس بحوالي 8 درجات لتتسنى بذلك رؤية الهلال من قبل جموع من الناس، بل ان المدارس الفلكية لا تعقد جلسات رصد الهلال لطلابها إلا إذا كان عمر الهلال لحظة رصده أكثر من 18 ساعة، علما بأن الرقم القياسي العالمي لتصوير هلال وليد كان لهلال عمره 5:13 ساعة، وبالتليسكوب!

لذلك نرى أن بعض الفلكيين أو المتابعين لشئون الرصد يستندون إلى الشروط السابقة ليستنتجوا بعد ذلك أن غرة شوال 1423 هـ هي يوم الجمعة 6 ديسمبر وليس يوم الخميس - من منطق تعذر رؤية هلال شوال في مدة زمنية قدرها 10 دقائق فقط!.

ولكن من ناحية أخرى، ومن خلال متابعاتي للرصد ومسار رأي من يستهلون بشكل مستمر لكل الأشهر، ومن قصص أفراد المجتمع عن قدرة بعض الأفراد على رؤية النجوم في وضح النهار وقدرة أولئك على التميير بين لونين متقاربين جدا في اللون في بيئة غير واضحة، فإن قرار لجنة توحيد الأهلَّة الأخير يكون منطقيا جدا إذ أن هلال شوال سيكون مولودا فعلا في الأفق ولعل بعض الأفراد ممن حظاهم الله بالتميز في الابصار لا يمكن رفض شهادتهم خصوصا إذا كانت رؤيتهم تنطبق مع محاكاة الرسم الفلكي لشكل الهلال.

لذلك ومما سبق يرى جموع الفلكيين أن الأول من شوال 1423 هـ هو يوم الخميس، 5 ديسمبر 2002، علما بأن بعض الدول الاسلامية كسلطنة عمان فاجأت العالم الاسلامي العام الماضي بقرار مشاهدة مواطنيها للهلال على رغم أن زمن مكث الهلال في السلطنة كان أقل من 5 دقائق، وهذا يعزز هذا التوجه الجديد في تقويم أم القرى (المحدث)