في سوق جدحفص وقف أمام (بسطة) الخضراوات ينتظر الفرج، ترك عائلته في أول أيام العيد وجاء إلى السوق، (يلتقط رزقه)، يتصارع ملامحه الملل والرجاء، الملل من قلة الزبائن، والرجاء في الله سبحانه وتعالى، حين بدأت الاقتراب من (بسطته)، تهلل وجهه، فقد اعتقد انني زبونة، وانكسرت ابتسامته حين عرف انني صحافية، وان (السالفة كلام في كلام).
وعبدالواحد - وهذا اسمه - والده كان بحارا.
ولماذا لم تصبح بحارا مثل والدك؟
لم يعلمني والدي ركوب البحر، فقد كنت في المدرسة، وعندما تركت المدرسة عملت في دكان في سوق المنامة، ثم سافرت لأعمل في الدمام والقطيف لدى بعض التجار، ومرت الأيام وعدت إلى البحرين، لأعمل في السوق وأتزوج واستقر في بلدي.
عندك (عيال)؟
ثمانية أولاد وابنتين.
هل أولادك يعملون معك في السوق؟.
حاولت تعليم أولادي، أحد أولادي درس في الهند، وعلى رغم تخرجه فلايزال في البيت.
وما هو حلمك الذي تتمنى تحقيقه؟
«اشتريت أرضا من ناس، الإسكان أخذتها مني، أتمنى يعطوني أرضي، وأتمنى أتزوج لأن ما عندي مره، مرتي توفت».
ونترك عبدالواحد ليتصارعه الملل والرجاء، ويحلم، لأننا (لو بطلنا نحلم... نموت)
العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ