قالت وصوتها يرتجف، وأنفاسها تلهث، حتى كدت اسمع دقات قلبها: «لا ادري كيف اصف خجلي من نفسي؟، أعرف أنني لا استحق حتى أن أعيش، ولكنني تعبت من نظرتي لذاتي، ويؤرقني إحساسي بأنني لست الفتاة الطيبة التي يحبها الناس، هل تصدقين انني أتمنى الموت لوالدي، ربما تظنين انني عانيت الكثير من قسوة هذا الأب الذي أتمنى له الموت، ولك أن تعرفي الحقيقة، وهي إنني طوال عمري الابنة المدللة لدى أبي، كل ما اطلب مجاب، وكل أحلامي تكاد تتحقق بفضل والدي الذي يحسدني عليه الجميع، والغريب انني أتمنى لوالدي الموت، حتى انني بت أتخيل اليوم الذي سيموت فيه، واستعد له، بل كثيرا ما اتعجله، كثيرا ما حاولت طرد هذا الإحساس من قلبي، وعقلي، من دون جدوى، أتجنب التعامل مع والدي، وأدعي انني مريضة، أو مشغولة، اشعر بالقلق في عيونه ولا أدري إلى متى سأظل اهرب منه؟، كل ما اعرفه انني أحب والدي، ولا أدري لماذا أتمنى له الموت»؟
العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ