العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ

أنقرة تضاعف الضغوط حتى الدقيقة الأخيرة

كوبنهاغن- اف ب - لوران بارتيليمي 

12 ديسمبر 2002

بذلت تركيا نشاطا دبلوماسيا مكثفا قبل ساعات من افتتاح القمة الأوروبية في كوبنهاغن التي يفترض ان تكرس توسيعا تاريخيا للاتحاد الأوروبي من 15 إلى 25 دولة عضو وان تحدد الجدول الزمني لانضمام محتمل لتركيا إلى الاتحاد. وقد وصل رئيس الوزراء التركي عبد الله جول ورئيس الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان في وقت سابق لافتتاح القمة وذلك للدفاع عن مطلبهم القاضي بتحديد موعد لفتح مفاوضات الانضمام مع تركيا عبر عقد لقاءات ثنائية قبل القمة. وترفض أنقرة ان تبقى في «قاعة الانتظار» في حين تستعد عشر دول للحصول خلال قمة كوبنهاغن على بطاقة الدخول إلى الاتحاد على ان يصبح انضمامها نافذا في الأول من مايو/ أيار 2004. وتريد تركيا ان تضمن ان مصير ترشيحها إلى الاتحاد الأوروبي سيصبح معروفا قبل هذا التاريخ خشية من ان يكون للدول الجديدة الوافدة إلى الاتحاد كلمتها في الجدل على عضوية تركيا وهي مسألة شديدة الحساسية لدى دول الاتحاد. وكانت فرنسا وألمانيا قدمتا اقتراحا مشتركا يقضي بتقديم تقويم بشأن التقدم الاقتصادي والديمقراطي الذي حققته تركيا في ديسمبر/ كانون الأول 2004 قبل إطلاق المفاوضات في يوليو/ تموز 2005.

وقد أعلنت برلين عن عقد لقاء ثلاثي على هامش القمة بين المسئولين الأتراك والمستشار الألماني غيرهادر شرويدر والرئيس الفرنسي جاك شيراك. وينوي جول واردوغان ان يجريا لقاءات منذ اليوم (أمس) مع كل رؤساء الحكومات الأوروبية المؤيدين لانضمام تركيا وهم اليوناني كوستاس سيميتيس والإيطالي سيلفيو برلوسكوني والبريطاني طوني بلير. وتحظى أنقرة بدعم كبير من جانب الرئيس الاميركي جورج بوش كما انها تتمتع بوسيلة ضغط إضافية تتمثل بتسوية قضية قبرص إحدى الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتدور مفاوضات الدقيقة الأخيرة في كوبنهاغن حول توحيد الجزيرة المقسمة إلى شطرين يوناني وتركي برعاية الأمم المتحدة بين القبارصة اليونانيين والأتراك. ويقول مصدر دبلوماسي ان تركيا قد تكون مستعدة لتقديم دعم مبدئي لخطة الأمم المتحدة في تسوية القضية القبرصية في حال حصلت على ما يرضيها في قمة كوبنهاغن بخصوص ترشحها إلى الاتحاد. غير ان القضية التركية تهدد بحجب نسبي للهدف الرئيسي من قمة كوبنهاغن وهو إتمام مفاوضات الانضمام مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفاكيا وتشيكيا والمجر وسلوفينيا وقبرص ومالطا. وقبل ان تحتفل القارة الأوروبية بوحدتها التاريخية في إطار الاتحاد الأوروبي الموسع، سيكون على دول الاتحاد الـ 15 والدول العشر المرشحة للانضمام ان تتفق على الجانب المالي للعملية. وكان المبلغ الإجمالي الأخير الذي اقترحته الرئاسة الدنماركية للتوسيع يبلغ 5,40 مليار يورو للمرحلة 2004 - 2006. وتؤكد الدول الأعضاء وعلى رأسها ألمانيا ان هذا المبلغ هو الأكبر الذي يمكن ان يقدمه الاتحاد في حين تحاول الدول المرشحة بقيادة بولندا الحصول على مبالغ اكبر حتى اللحظة الأخيرة

العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً