حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان الحرب على العراق ستؤدي إلى قيام «أرضية خصبة للإرهاب» وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «ذي تايمز» البريطانية قبل ثلاثة أيام من زيارة تاريخية يجريها الرئيس السوري إلى لندن.
وقال الرئيس السوري انه في حال وقوع حرب ضد العراق فإن «الانعكاسات لن تقتصر» على هذا البلد بل ان «المنطقة بأكملها ستغرق في المجهول» كما سيحصل تدفق للاجئين وأزمة اقتصادية خانقة وستصبح «الأرضية خصبة للارهاب».
وقال الأسد الذي صوتت بلاده لصالح القرار 1441 لمجلس الأمن الدولي الذي يشدد إجراءات تفتيش برامج التسلح العراقية، ان الحرب على العراق باتت محتومة بسبب تصميم واشنطن. وقال ان «الولايات المتحدة عملت على إعاقة عودة مفتشي (الأمم المتحدة) وهذا هو الدليل على ان كل ما يريدونه هو ضرب العراق». ودحض الأسد تأكيدات واشنطن بأن صدام حسين يشكل تهديدا للمنطقة.
وقال «نحن أولى بإعطاء الحكم لأننا نعيش في هذه المنطقة». وفي مقابلته الأولى مع صحيفة بريطانية منذ تسلمه السلطة أكد الرئيس السوري من جهة ثانية دعمه لمنظمات إسلامية فلسطينية مثل حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لان هذه المنظمات برأيه «تعبر عن وجهة نظر ملايين الفلسطينيين في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة». واعتبر الأسد ان هؤلاء الفلسطينيين يلقون تأييد «300 مليون عربي وأكثر من مليار مسلم وملايين الأشخاص في العالم اجمع». وتابع «من المستحيل ان يكون جميع هؤلاء من الإرهابيين أو ان يكونوا جميعا مساندين للإرهاب». وقال ان العمليات الانتحارية التي ينفذها شبان فلسطينيون تعبر عن استيائهم وسخطهم لعدم حصولهم على دولة ولا جيش ولا كرامة وبسبب كونهم مستهدفين برصاص الجيش الإسرائيليين. وقال ان أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية تشكل «ردا على إرهاب (رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون) ضد المدنيين الفلسطينيين». وعلى سؤال بشأن الدعوات المتكررة لرئيس وزراء بريطانيا طوني بلير لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، قال الاسد انه «لا يكفي الإعلان عن موقف مبدئي او التعبير عن فكرة». ويقوم الرئيس السوري، ترافقه زوجته، بزيارة تاريخية إلى بريطانيا من السادس عشر إلى الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ
