نادى مئات الأشخاص عصر أمس بمحاكمة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد حقوق الإنسان رافعين صورا لمجموعة من الذين سقطوا إبان فترة الحوادث في البحرين في منتصف التسعينات، وذلك في مظاهرة سلمية جالت شوارع المنامة على مدار ساعتين بدءا من جامع رأس الرمان وصولا إلى ميدان باب البحرين.
كما رفع المتظاهرون شعارات حماسية حملت أسماء عدد ممن سقطوا خلال الانتفاضة الشعبية في فترة التسعينات، إضافة الى حمل صور لبعض من سقطوا في فترة السبعينات مثل سعيد العويناتي.
وقد تزامن خروج هذه المظاهرة الحاشدة مع احتفالات البلاد التي شهدتها بالعيد الوطني يومي أمس وأمس الاول غير ان رئيس اللجنة الوطنية لضحايا التعذيب سيد جعفر العلوي قال لـ «الوسط»: «إن أهمية خروج هذه المظاهرة تنبع من كون ان اثنين سقطا ضحية حوادث التسعينات في هذا التاريخ تحديدا من العام 1994 وبالمصادفة يحملان الاسم الأول ذاته وهما هاني خميس وهاني الوسطي».
وأوضح: «نحن لا نريد أن «ننغص» فرحة العيد الوطني ولكن هؤلاء شهداء الوطن وعلينا ان نفي بحقهم».
وأشار العلوي الى ان ملف انتهاكات حقوق الانسان لابد ان يغلق «بصورة مرضية» وعبر الاتصال بالقيادة السياسية ومؤسسات الدولة المختلفة «لتعويض أسر الشهداء وضحايا التعذيب وتقديم الجلادين الى المحاكمة».
وخلال المظاهرة التي شاركت فيها النساء والاطفال نقل بعض الاطفال تجربتهم الخاصة التي لا تزال آثارها عالقة في أذهانهم كونها تسببت في يتمهم. وهو ما اوضحه الطفل علي محمد علي من قرية بني جمرة البالغ من العمر اثني عشر عاما بقوله: «أود أن أوجه رسالة أبوية إلى ملك البلاد، ألا وهي: مَنْ يطالب بحقي ويعوضني عن نعمة الأبوة التي حُرمت منها؟ فلقد تيتمت بسبب تلك الحوادث ولن أرضى إلا بمعاقبة مَنْ تسبب في مقتل والدي».
وعن استمرار المسيرات والمظاهرات السلمية على خلفية عودة فليفل علق الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة قائلا: «لم يكن متعمدا تعكير صفو الأجواء الاحتفالية اليوم (أمس) للعيد الوطني... ولكن هذا ما حدث»، منوها الى ان الجميع ممن شارك من المتظاهرين يتمنى الفرح لا الاحزان، «لكن سقوط اثنين في الوقت نفسه وفي اليوم نفسه هو ما دفع الشارع البحريني لتخليد ذكرى استشهادهما».
يذكر ان البحرين لا تزال تشهد مظاهرات واعتصامات سلمية تطالب بفتح ملف انتهاكات حقوق الانسان بصورة ملحة منذ عودة فليفل الشهر الماضي
العدد 103 - الثلثاء 17 ديسمبر 2002م الموافق 12 شوال 1423هـ
