استشهدت طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 11 عاما أمس عندما فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتهم فجأة باتجاه منازل الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطفلة ندى ماضي أصيبت بعيار ناري في الصدر أثناء وجودها على سطح منزلها شمال بوابة صلاح الدين في رفح. وأضافت المصادر أن الفتاة نقلت إلى المستشفى وتوفيت في وقت لاحق.
وقال شهود عيان إن الطفلة استشهدت بعد أن فتحت قوات الاحتلال النار عشوائيا ومن دون مبرر على مجموعة من المواطنين أثناء مرور جنازة الشهيد علاء مصلح السدودي (15عاما) الذي استشهد يوم الأربعاء برصاص الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الحدود. وتحولت جنازة الشهيد السدودي التي جابت شوارع المدينة، التي عمها الحداد وأغلقت المحال التجارية أبوابها، إلى مظاهرة غضب عارم تندد بالاحتلال وممارساته اليومية من إرهاب وقتل بحق المواطنين الأبرياء الذين يستهدفون داخل وأمام بيوتهم التي لم تعد آمنة.
وطالب المشيعون المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بالعمل على وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وتوفير حماية دولية فورية وعاجلة له. واحتج الفلسطينيون ومنظمات عالمية لحقوق الإنسان على العدد المتزايد لسقوط أطفال بين قتلى وجرحى بنيران إسرائيلية.
ومن جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في بلدة بير زيت شمال مدينة رام الله. وقالت مصادر فلسطينية إن الجنود الإسرائيليين شددوا من إجراءاتهم العسكرية من حصار واقتحام وإقامة الحواجز العسكرية لبلدة بير زيت والتي تقوم بها منذ أكثر من عشرة أيام.
وأضافت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقامت حاجزا عسكريا على مفترق جامعة بير زيت وشرعت في حملة تفتيش دقيقة لمركبات المواطنين الفلسطينيين لاسيما طلبة الجامعة، فيما عززت من تواجدها على الحاجز العسكري الذي يفصل مدينة رام الله عن بلدة بير زيت والقرى المجاورة لها على مداخل قرية سردا شمال مدينة رام الله.
وفي الخليل، أزالت القوات الإسرائيلية بالقوة موقعا نائيا أمس أقامه مستوطنون يهود ليطالبوا بالأرض بجوار موقع هجوم فلسطيني قتل فيه 12 مستوطنا ورجل أمن إسرائيليا. وفي الضفة الغربية داهم الجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم وهدم منزل أسرة فلسطيني متهم بقتل خمسة أشخاص في مزرعة جماعية إسرائيلية الشهر الماضي. جاءت العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي أمس بينما بدأت الولايات المتحدة العد التنازلي لعمل عسكري لنزع أسلحة العراق وتسعى للحصول على تأييد عربي من خلال احتواء القتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال الجيش الإسرائيلي ومتحدثون باسم مستوطنات ان القوات الإسرائيلية داهمت قبل الفجر عدة منازل متنقلة أقيمت من دون تفويض من الحكومة على طريق يربط الخليل ومستوطنة كريات أربع المجاورة وقام الجيش بتفكيكها. وقام جنود إسرائيليون بإخراج مستوطنين شبان بالقوة من المنازل السابقة التجهيز. وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون الإسرائيلي مجموعة من المجندات الإسرائيليات يحملن مستوطنة. وقال بيان وزارة الدفاع ان هذه المنازل المتنقلة «تشكل موقعا نائيا غير قانوني على أراضٍ فلسطينية خاصة». ويقيم نحو 200 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية وغزة اللتين استولت عليهما «إسرائيل» في حرب العام 1967. والمستوطنون هدف رئيسي لهجمات الناشطين الفلسطينيين منذ تفجر الانتفاضة احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر/ أيلول العام 2000. وينظر المجتمع الدولي إلى المستوطنات على انها غير مشروعة. لكن «إسرائيل» ترفض ذلك وان كانت تمنع التوسع الذي يتم من دون تفويض. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن ثلاثة مستوطنين اعتقلوا أثناء عملية الخليل بسبب سلوكهم مع القوات الإسرائيلية. ولم يتسن على الفور الحصول على تأكيد من الشرطة. وقال متحدث باسم المستوطنين إنه جرت بعض الاعتقالات لكنه وصف المواجهات بأنها محدودة. وفي طولكرم قال شهود عيان فلسطينيون إن نحو 60 عربة مدرعة دخلت البلدة في ليلة الخميس تدعمها طائرات هليكوبتر هجومية. وأزال مهندسون إسرائيليون منزل أسرة سرحان سرحان وهو رجل من طولكرم لا يعرف مكانه تتهمه «إسرائيل» بتنفيذ هجوم العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني على مزرعة جماعية إسرائيلية قتل فيها خمسة أشخاص. وأعلنت كتائب الأقصى المسؤولية عن الهجوم. ونفى مسئولو امن فلسطينيون اشتراك سرحان في الهجوم قائلين انه لا يعرف عنه أي انتماء لناشطين. وقال شهود العيان الفلسطينيون ان والد سرحان اعتقل. ولم يعرف على الفور ان كان بين خمسة «رجال مطلوبين» قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم اعتقلوا في العملية
العدد 105 - الخميس 19 ديسمبر 2002م الموافق 14 شوال 1423هـ