ظهرت في الآونة الأخيرة أساليب جديدة للقراصنة في سبيل اقتناصهم الضحايا، لعل أبرزها هو استغلال أسماء المشاهير على مستوى العالم، وخصوصا في مجال الفن، لزرع الفيروسات على الأجهزة المخترقة، وهو ما يمثل طريقة سهلة لخداع المستخدمين.

وقد ظهر اسم باريس هيلتون صاحبة سلسلة فنادق «هيلتون» وأحد أكبر المشاهير والأثرياء في العالم، ملاصقا لفيروس جديد يصيب أجهزة الكمبيوتر. ويحاول الفيروس إغراء المستخدمين من خلال رسالة تقول إن «باريس هيلتون تقابل قزما في الطريق»، وتحتوي مثل هذه الرسائل على رابط يأخذ المستخدمين الذين لا يشكون في الأمر إلى صفحة إنترنت تبدو مثل موقع «يوتيوب».

وفي هذا الموقع الذي يشبه موقع «يوتيوب»، يتم إخبار المستخدم بأنه لكي يشاهد مقطع الفيديو فإن عليه النقر على رابط آخر لتنزيل وتثبيت البرنامج الذي تم تحديثه، وما هذا البرنامج إلا فخ يقع فيه المستخدم، لأنهم في حقيقة الأمر إنما يقومون بتنزيل أحد برامج الفيروسات.

ويسمى هذا الفيروس باسم «كوبفيس»، وهو يقوم بتحويل أجهزة الكمبيوتر إلى وسائط تنقله بدورها إلى أجهزة الكمبيوتر الأخرى.

كما يمكن أن يحتوي هذا الفيروس على برنامج يقوم بتسجيل ضربات لوحة المفاتيح ويعرف كلمات السر عند إدخالها إلى جهاز الكمبيوتر.

من جانبه، يقول ألكسندر غوستيف وهو خبير في شركة «كاسبرسكي لاب لأمن الكمبيوتر» في بيان له، إن ذلك النوع من الفيروسات يمكن أن يكون مرسلا من قبل أحد قراصنة الإنترنت، مضيفا أن المستخدمين يثقون تماما في رسائل عنوانها صديق على مواقع الشبكات الاجتماعية، ولذلك فإن هناك احتمالا كبيرا أن يضغط المستخدمون على مثل هذه الرسائل ويفتحوها.

وكان المطرب العالمي مايكل جاكسون هو الآخر اسما لفيروس جديد يصيب أجهزة الكمبيوتر عن طريق رسالة إلكترونية تحمل اسم «Michael Jackson has made a suicide» أو «مايكل جاكسون ينتحر» وهو ما يعد الأحدث في هجمات الفيروس عبر الإيميلات.

الإيميل المكتوب بلغة إنجليزية رقيقة يزعم أن مايكل جاكسون الفنان الأكثر شهرة في العالم قد انتحر في مزرعته الشهيرة «Neverland» مع رابط يطلب مرسل الرسالة من المستخدم الضغط عليه لمشاهدته، وعند فتح الرسالة يتمكن الفيروس من الجهاز.

والفيروس عبارة عن شكل جديد من أشكال الفيروسات المسماة «حصان طروادة» أو «Trojan Horse» وهو يعمل على عكس الدائرة الكهربائية لجهاز الكمبيوتر، مما يتسبب في اتلاف جميع القطع الداخلية، لذلك أطلقت التحذيرات بضرورة الانتباه لمثل تلك الرسائل وحذفها بمجرد وصولها إلى البريد الإلكتروني.

وكان خبراء الكمبيوتر قد طالبوا مستخدمي الإنترنت بضرورة توخي الحذر بعد الهجمة التي تعرضت لها آلاف المواقع الخاصة بقطاع الأعمال الصغيرة، التي أصابتها الفيروسات عن طريق شفرة خبيثة، مما أدى إلى انتقال العدوى إلى أجهزة زائري هذه المواقع.

وأكد الخبراء أنه بمجرد تسلل هذا الفيروس إلى جهاز يعمل بنظام «ويندوز»، يقوم بسرقة كلمات السر ومتصفح البيانات وكلمات الدخول إلى الحسابات المصرفية وألعاب الكمبيوتر في الإنترنت، منوهين إلى أنه من الصعوبة تصدي المواقع ومستخدمي الكمبيوترات الشخصية لهذا الهجوم.

وأضاف الخبراء أن التقنية المستخدمة في هذا الهجوم تشبه تقنية «روت كيت» التي تقوم على استخدام برنامج أو مجموعة برامج من أجل السيطرة على نظام تشغيل أحد أجهزة الكمبيوتر من دون الحصول على الترخيص، مؤكدين أن الهجوم المحكم قد نجح على نطاق واسع مقارنة بأي هجوم مماثل حدث في الماضي.