في إحدى الجلسات الرمضانية، تحدث إلينا بعض الحضور من لهم علاقة وثيقة بالتعليم الصناعي، عن المشكلات التي يعاني منها القسم الصناعي، التي لو استمرت - بحسب اعتقادهم - بهذه الوتيرة من دون أن تتحرك وزارة التربية والتعليم لعلاجها بأسرع وقت، فإن التعليم الصناعي في المستقبل المنظور سيتعرض لأزمة حقيقية، أو كما أسماها أحدهم «كارثة تعليمية» من قلة الكوادر الوطنية المؤهلة، وقال آخر: إن مستقبل التعليم الصناعي لا يبشر بخير إذا ما بقي الحال كما هو عليه الآن!
سألتهم عن السبب الذي جعلهم يتخوفون على التعليم الصناعي بهذه الصورة المخيفة، فرد أحدهم قائلا: ليس خافيا على أحد أن التعليم الصناعي في الآونة الأخيرة يعاني من استقالات كثيرة تفوق التصور، فكيف سيكون مستقبل هذا القسم إذا كان عشرات المعلمين من هذا القسم يقدمون استقالاتهم في كل عام دراسي؟! هذا يعني الكثير ويرمز إلى الشيء الكثير، وينذر بخطر كبير قد يتعرض له التعليم الصناعي في المستقبل القريب. وتعجبوا من عدم تحرك الوزارة باتجاه وقف هذا الأمر حتى الآن على رغم خطورته الكبيرة!
سألتهم: من وجهة نظركم، ما الأسباب التي دفعت عشرات المعلمين كما تقولون إلى تقديم استقالاتهم في كل عام؟ قالوا: إن السبب الأول هو حصولهم على وظائف في مؤسسات خاصة برواتب وامتيازات مادية ومعنوية ونفسية تفوق بكثير ما يحصلون عليه في وزارة التربية والتعليم، وقد تصل إلى ضعف ما يحصلون عليه أو أكثر. والكثيرون منهم يعبرون عن وضعهم الجديد بالجنة، وهذا السبب لم يكن خافيا على الوزارة، وقد أعلنت عنه أكثر من مرة في مواقف تربوية مختلفة، وكأنها تعتبر ما يحدث أمرا طبيعيا ولا يستحق التفكير فيه بجدية، والدليل أنها لم تعلن عن إيجاد حلول لإزالة هذا السبب. والشيء الذي لابد أن نتوقف عنده طويلا، قبول تلك المؤسسات الخاصة هذا العدد الكبير من المعلمين... ألا يدل دلالة واضحة وجلية على أن أولئك النفر من المعلمين يتميزون بكفاءات عالية ومتميزة؟! فلو كان الأمر خلاف ذلك لما قبلت ضمهم إليها بتلك الامتيازات، ولما أغرتهم برواتب مجزية، ولما وفرت لهم مختلف سبل الراحة، حتى جعلتهم يتركون عملهم في التعليم الصناعي.
قلت: وماذا تريدون أن تفعل وزارة التربية والتعليم أمام التي أسميتموها بـ «المعضلة»؟! أتريدون منها أن تقوم بتمييزهم عن أقرانهم من المعلمين؟ ألا ترون أن ذلك سيزعج بقية المعلمين المنتسبين إلى جميع الأقسام التعليمية؟ ألا ترون أن منطقكم لا يتناغم مع الواقع التعليمي في جوانبه المتعددة؟ رد أحدهم قائلا: قبل الإجابة على أسئلتك المتكاثرة، هل في جعبتك أسئلة أخرى قبل البدء في الإجابة؟ قلت له يكفي ما طرحته عليكم من أسئلة. قال: أما ماذا نريد، فإننا لا نريد شيئا من وزارة التربية والتعليم، ولكن التعليم الصناعي بخصوصياته تختلف بصورة واضحة عن خصوصيات بقية التخصصات التعليمية، فالتعليم الصناعي يتطلب من وزارة التربية أن تنطلق لحل هذه المشكلة من خصوصيات هذا القسم، وأن تقوم جديا بدراسة هذه المسألة من مختلف جوانبها العملية. لا يخفى على أحد ما يدرس في التعليم الصناعي الذي بني على أساس عملي بالدرجة الأولى، وفيه يتعامل المعلم والطالب معا مع السيارات والكهرباء والتبريد والآلات الخطيرة وغير ذلك من التخصصات العملية التي لا تخلو من الخطورة، التي قد يتعرض بسببها لمخاطر كثيرة لا يتعرض لها أقرانه من المعلمين في الأقسام الأخرى.
في اعتقادي - والكلام مازال للمتحدث - لا مجال للتحسس من هذا الجانب. إننا نثق بوعي المعلم وتقديراته لمثل هذه المسائل. في الزمن السابق كان الطالب الذي يختار التعليم الصناعي يكافأ ماديا، ويميز عن بقية الطلبة في مختلف الأقسام التعليمية ولم يتحسسوا منه، ولم نسمع من أحد يستنكر هذا التمييز. البعض قال إن سبب ذلك التمييز الذي ألغي في وقتنا الحاضر، عزوف الطلبة عن الالتحاق بالقسم الصناعي، وربما يكون ذلك أحد الأسباب، ولكن السبب المنطقي هو أن الطالب يعلم ما يتطلبه هذه القسم من جهد عقلي وجسدي، وأنه قد يعرض نفسه للخطر لو هو قرر الانتماء إليه. ذلك التمييز المادي حفز أعدادا كبيرة من الطلبة للالتحاق به، فمسألة خصوصية القسم الصناعي لا يختلف عليها أحد، كوان الأولى أن تخصص لهذا القسم في كادر المعلمين المزمع تطبيقه في المستقبل القريب زاوية خاصة تتناسب مع الميزة التي انفرد بها عن بقية التخصصات. لابد أن يحسب للمعلم بدل مادي للمخاطر التي يحتويها هذا القسم، وهي معروفة وواضحة عند الجهات المعنية بالتعليم الصناعي.
وختم حديثه بقوله: أملنا أن يلتفت إلى التعليم الصناعي بجدية حتى لا تبعثر الجهود وتضيع الطاقات والكفاءات ويفرغ من الكوادر الوطنية المؤهلة والمبدعة في السنوات القليلة المقبلة.
في الواقع لم أجد بدا من موافقته الرأي. وربما يرى البعض في موافقتي على ما ذكر سالفا مبررات لم تبن على أسس واقعية، ولهذا أقول لمن يرى خلاف ما تصورناه، عليك أن تبادر بذكر رأيك لنا مع تبيان الأسس المنطقية والواقعية التي اعتمدت عليها في بناء الرأي الذي توصلت إليه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق وزارة التربية والتعليم في تطوير التعليم الصناعي ورفع معنويات المنتسبين إليه.
سلمان سالم
العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ
إحدى المجنى عليهم من التعليم الصناعى
انا لم أعمل منذ تخرجى بسبب أن كليتى ليس معترف بها ليس لدى الجامعةولكن عند الناس عندما أذكر انى متخرجة من التعليم الصناعى أسمع تعليقات غريبة منها (يعنى أيه ، فين على الخريطة ، هى تربية نوعيه يعنى ، طيب أنتى ممكن تشتغلى معانا أيه ) وغيره من التريقة وكتير بضطر أكذب وأقول أنا كلية تربية وساعات هندسة دا لأن كليتى بتضم الأتنين توجهت للدراسات العلياوبرده مش عرفالى تخصص ومن هنا انا نفسى اساعد أصحاب الكلية دى يعنى بتكلم عن نفسى وأخلى رسالة الماجيستير عن مشكلة العليم الصناعى بس هتكون أيه ولا أيه......
كلية التعليم الصناعى كلية محترمة جدا
يا اختى لا تقللى من الكلية فأنت عانيتى اثناء الدراسة بها انا خريج هذه الكلية
خريج 1998 القاهرة قسم سيارات عملت بعدها عشر سنوات فى وزارة التربية ثم تعاقدت مع وزارة التربية فى البحرين وأعمل بها منذ سبع سنوات وحتى الأن والكلية معروفه جدا هنا فى البحرين لأنها تجمع العملى والنظرى