أكد النائب ناصر الفضالة أن زيارة الوفد الأوروبي الذي كسر حصار غزة الشهر الماضي للمملكة مازالت قائمة، مشيرا الى أنها مبادرة شخصية قام بها الوفد، حيث وصلوا للمملكة يوم الاثنين الماضي، ومن المؤمل أن يستمر مكوثهم لمدة عشرة أيام، إذ سيغادرون البحرين يوم الأربعاء المقبل.
وقال الفضالة في حديث لـ «الوسط» أنه لم يكن على علم بزيارة الوفد للمملكة، إذ تلقى اتصالات من جهات عدة تفيده بأن الوفد الأوروبي الذي كسر حصار غزة في أغسطس/ آب الماضي بواسطة سفينتين موجودون في البلاد، الأمر الذي دفعني للالتقاء بهم، حيث قمت بترتيب لقاء لهم بصفتي رئيسا للجنة البرلمانية لمناصرة فلسطين مع رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني حيث أشاد بالحملة الإنسانية التي قادتها المجموعة المشرفة على كسر الحصار عن غزة، وكانت محط إعجاب وتقدير المجتمع الإنساني الداعي والساعي للسلام العادل الشامل، وأوضح دعم المملكة اللامحدود للقضايا الإنسانية والقضية الفلسطينية، وقد أشار في لقائه إلى ضرورة التنسيق وتظافر الجهود في المحافل البرلمانية، وخاصة بين البرلمانات العربية والإسلامية من أجل دعم حملات كسر الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الوفد الأوروبي استهل وجوده في المملكة بتلبية دعوة لجمعية وعد حيث تم تنظيم فعالية لمناصرة فلسطين، كما قاموا بالاجتماع مع عدد من الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية، كجمعية نساء من أجل القدس، وجمعية مقاومة التطبيع البحرينية، وجمعية مناصرة فلسطين، كما أنهم زاروني في مجلسي الأسبوعي، ورتبت لهم زيارة لمجلس عبدالغفار الكوهجي في الجفير إذ التقوا هناك بجمع من المواطنين الذين أثنوا على شجاعتهم وعزيمتهم، ووعدوا بتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، معتبرا أن «ما وجدناه عندهم من العزيمة والحماس يجعلنا نتحفز لأن نعمل معهم على كسر الحصار من خلال تمويل قوافل برية وبحرية مماثلة لتلك التي كسرت الحصار في غزة».
وعن الهدف من الزيارة، ذكر النائب أن هذه الزيارة غير المسبوقة جاءت لنقل هموم ومعاناة الشعب الفلسطيني عامة، والمحاصرون منهم في غزة خاصة للعالم العربي، مشددا على أن وجودهم في البحرين هو محطة من محطات الضغط في سبيل فك الحصار سواء على الحكومة الإسرائيلية أو المصرية التي رفضت فتح المعبر أمام الوفد لمدة 29 يوما متواصلا لتوصيل الأدوية لعدد من المرضى المحاصرين.
وطالب الفضالة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تحقق في تواصل الحصار الصهيوني على قطاع غزة وتشديده، وآثاره الكارثية على كل الأصعدة وخاصة الصحية.
وشدد النائب على ضرورة تدخل فوري من جميع البرلمانات العربية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الصحية في العالم، لممارسة الضغوط لوقف الحرب التي تشن بلا هوادة على طعام ودواء المواطن الفلسطيني، مشيرا إلى استغرابه من منع الاحتلال الصهيوني مؤخرا دخول المواد الخام والمستلزمات الأساسية لمصنع الشرق الأوسط للصناعات الدوائية شمال قطاع غزة. وسائلا عن سر صمت الزعامات العربية عن كل تلك الانتهاكات وسكونها حتى الآن عن التحرك الايجابي لنصرة الشعب الفلسطيني المحاصر.
وانتقد الفضالة عدم التزام الاحتلال بالتهدئة التي كثر الكلام عنها بمنعه فتح المعابر التجارية، والسماح بمرور كافة الاحتياجات الضرورية والملحة لقطاع غزة، واقتصار السماح على دخول مواد أساسية وبشكل مقلص لا يكفي لسد النقص الشديد، رغم النداءات المتكررة من المنظمات الإنسانية الدولية التي حذرت من كارثة إنسانية بشعة في غزة المحاصرة.
وأكد النائب أن الممارسات الصهيونية واستمرار التجاهل الرسمي العربي يشكلان عقوبة جماعية وحرمانا للشعب الفلسطيني بأكمله من أبسط حقوقه في الحرية والغذاء والعلاج والدواء، يجب أن تتوقف بتدخل من قبل كل المعنيين من برلمانات ومؤسسات أهلية دولية وعربية وإسلامية، وكل إنسان ينسجم مع ضميره الإنساني وأخلاقه في هذا العالم الذي من المفترض أن يكون حرا.
أخيرا دعا الفضالة شعب البحرين ومؤسسات المجتمع المدني أن يتكاتف الجميع ويوحد جهوده الخيرة من اجل الضغط المتواصل لكسر الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني والمساهمة الفاعلة في تسيير القوافل والوفود الأهلية والرسمية من اجل دعم أهلنا في فلسطين بشتى الوسائل الممكنة فلا يجوز أن يترك مليون ونصف فلسطيني ليلاقوا مصيرهم لوحدهم أمام سمع وبصر مليار ونصف مسلم وعربي يرتبطون معهم بالعقيدة والنسب والتاريخ، والإنسانية
العدد 2200 - السبت 13 سبتمبر 2008م الموافق 12 رمضان 1429هـ