أرسلت وزارة التنمية الاجتماعية رسالة قبل عامين تفيد الصناديق الخيرية بإعطائها مهلة ثلاثة أشهر ليتم تحويلها إلى جمعيات خيرية خاضعة تحت مظلة قانون المنظمات الأهلية، إلا أن إشكالية حل الصناديق وتصفية أموالها كان سبب الإشكالية، لذلك فإن القانون مر إلى مجلس الوزراء الذي ناقشه وقام بتحويله إلى المجلس النيابي، إلا أنه الآن مضى على الرسالة ما يقارب عامين ونصف العام ولم يتحول سوى صندوق واحد إلى جمعية، ولم يخضع هذا الصندوق لقرار النواب الذي لم يضع قانون المنظمات على جدول أعماله إلى الآن، إضافة إلى أن لجنة الخدمات لم تقر بالموافقة على رفعه إلى الآن ما يسبب إشكالية أخرى للصناديق.
وفي لقاءين موسعين تحدثت «الوسط» مع عدد من الصناديق عن تجربتها في محاولة التحول إلى جمعيات خيرية من ضمنها صندوق الشاخورة الخيرية الذي تم الإعلان عن تحوله إلى جمعية خيرية خلال الشهر الماضي، وكان اللقاء مع رئيس الصندوق سلمان العصفور، وصندوق سار الخيري الذي كان من ضمن الصناديق الثلاثة المفترض أن يتم تطبيق تجربة التحول عليها ومثله رئيسه السيدعلوي المحفوظ، وبعض أعضاء اللجنة التحضيرية لاتحاد الصناديق الخيرية تحت التأسيس كرئيس الاتحاد السيد صالح تقي وأمين سر الاتحاد يوسف البناء وعضو الاتحاد السيدأحمد الوداعي...
بدأ الحديث أولا مع رئيس جمعية الشاخورة الخيرية سلمان العصفور، وكان هذا نص الحوار:
* كيف كانت إجراءات تحول الصندوق إلى جمعية؟
- الإجراءات كانت بسيطة وسهلة وإن كان هناك تأخير في بعض الأحيان، وخصوصا أن الصندوق قدم طلب التحول في شهر مارس/ آذار 2007 إلا أنه تم إشهار الجمعية في 20 يونيو/ حزيران الماضي.
* إذا كانت مدة طلب التحويل حتى إشهار الجمعية طويلة جدا؟
- نعم إذ إنها استغرقت عاما وثلاثة أشهر تقريبا، إلا أنه على رغم ان المدة كانت طويلة فإنه طوال العام والثلاثة أشهر لم يتعرض الصندوق سابقا والجمعية حاليا إلى أية عقبة فالعملية كانت سلسة ومرنة ولم تعطل أعمال الصندوق حتى ولو ليوم واحد، إذ إن التنمية كانت متعاونة معنا وخصوصا أن الشاخورة الخيري كان أول صندوق يتحول إلى جمعية، فالإجراءات على رغم أنها استغرقت وقت إلا أن التنمية حاولت ألا يؤثر الوقت على عملنا في الصندوق.
* ما هي الإجراءات التي مر بها الصندوق لإتمام عملية التحول؟
- قدمنا طلب التحويل وكانت لنا اجتماعات عدة مع وزارة التنمية الاجتماعية وتحديدا مع الوكيل المساعد وحيد القاسم ومديرة إدارة المنظمات الأهلية بالوزارة نجوى جناحي وبعد أكثر من اجتماع طلبوا منا وجود موافقة من مجلس إدارة الصندوق سابقا ومن المؤسسين القدامى جميعهم تفيد بأن جميع الموجودين يوافقون على تحول الصندوق إلى جمعية خيرية، وليس هناك اعتراض من أي شخص سواء من المؤسسين أو من أعضاء مجلس الإدارة، وخصوصا أن بعض الصناديق يختلف رأي مؤسسيها وإدارييها في مسألة التحول ما كان يخلق مشكلة في مسألة الموافقة على التحول، وطبعا بعد تأكد موافقة المؤسسين وأعضاء مجلس الإدارة كافة تم إرسال التواقيع جميعها إلى الوزارة وكان هناك أكثر من لقاء مع القاسم للاطلاع على باقي التحولات.
* التعامل مع مادة «تجميد أموال الصندوق حتى يتم إشهاره»، كيف تم؟ هل كان بالصورة التي توقعتها الصناديق أم كان مختلفا؟
- كان مختلفا عما توقعته الصناديق الخيرية عموما، والشاخورة الخيري خصوصا. فبعد عدة اجتماعات بوزارة التنمية الاجتماعية طلبنا من الوزارة أن يتم تعيين شركة للقيام بعملية التصفية وفعلا تم تعيين شركة تدقيق وتم الاتصال بالمندوب الذي أرسلته الشركة لتحديد ما يحتاجه وكيف ستكون العملية وكان هناك بين الصندوق والمندوب ثلاث جلسات للمشاورة، خلال الجلسة الثانية طلب المندوب من الصندوق القيام بعملية جرد لجميع الأموال والأمور العينية وفعلا تمت عملية الجرد وتم تجميد الأموال في أحد البنوك المعروفة إلى أن انتهى المندوب من عملية التدقيق والجرد وبعدها تم فك التجميد.
* هل كانت عملية التجميد عملية شكلية أما فعلية، وخصوصا مع تخوف بعض الصناديق بأن تؤثر على أعمال الصندوق؟
- عملية التجميد كانت شكلية ولم تكن فعلية، إذ إن عملية التحول إلى جمعية خيرية مرت بعدة مراحل، فخلال المرحلة الأولى عندما كانت الإجراءات في يد التنمية لم يتم تجميد الأموال إلا أنه بعد الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي المتعلقة بالتصفية والتجميد تم تجميد الأموال لما يقارب 10 أيام وبعد انتهاء المدقق من عمله تم فك التجميد عن الأموال واستطاع الصندوق أن يمارس عمله وصرف الأموال قبل أن يتم إشهار الجمعية.
* وهل تعطلت أعمال الصندوق خلال فترة التجميد؟
- التجميد لم يعطل الأعمال، وخصوصا أن الشركة أعطت الصندوق مهلة لأخذ احتياط من الأموال لتيسير أعمال الصندوق لحين يتم الانتهاء من تجميد الأموال، إضافة إلى ان تجميد الأموال كان في بداية الشهر وهو الأمر الذي سهل العملية وخصوصا أن عمل الصندوق يزدحم في نهاية كل شهر وليس بدايته.
* إذا... تخوف الصناديق لم يكن في محله؟
- ان تخوف الصناديق ليس له مبرر الآن، وخصوصا مع تجربة الشاخورة الخيري، إلى جانب انه بإمكان الصناديق التي ستتقدم بطلب التحول تحديد أن يكون التجميد في بداية الشهر وليس نهايته حتى لا تتعطل الأعمال.
* وهل ستتكفل التنمية الاجتماعية بدفع كلفة المطبوعات وغيرها من عملية التحويل، وخصوصا أن الكلفة عالية ولا يستطيع الصندوق تحمل نفقاتها؟
- بحسب ما تم الاتفاق عليه فإن الوكيل المساعد في التنمية وحيد القاسم أكد للصندوق أن الوزارة ستتكفل بدفع مصاريف التحول وخصوصا مع تحملها أتعاب المصفي إلا أنه إلى الآن لم يتم صرف هذه التكاليف، والصندوق سيجتمع مع القاسم ووزيرة التنمية فاطمة البلوشي لمعرفة متى سيتم صرف أموال المطبوعات وباقي تكاليف التحول.
* ما هي البنود التي تمت إضافتها في النظام الأساسي للجمعية؟
- البنود التي وضعتها لجنة الاتحاد هي نفسها وإن كان هناك تغير بسيط في بعض البنود إلا أن هذا التغير لم يكن جذريا، إلى جانب أنه تمت إضافة بند يخص الشاخورة الخيري وهذا ما طلبناه عند قيامنا بطلب التحول وهو تخويل جمعية إسلامية أخرى للحصول على أموال الجمعية في حال تم حل الجمعية أو غلقها لأي سبب من الأسباب. إلى جانب أن التنمية مسبقا شرحت لنا انه لابد من تخويل أية جهة لصرف الأموال في حال غلق الجمعية لأي سبب.
* هل بعثت التنمية بالنظام الأساسي الأخير الذي من المفترض أن تسير عليه جمعية الشاخورة الخيرية؟
- نعم، وكان النظام يشترط أن يتم انتخاب مجلس إدارة جديد للجمعية وخصوصا أن مجلس الإدارة السابق كان للصندوق وليس للجمعية، إلا أن النظام كانت أهدافه هي نفسها ولم تتغير إذ إنه مازالت الأهداف اجتماعية خيرية إلى جانب أنه من حق الجمعية صرف المعونات وتقديم كسوة العيد والقيام بالأنشطة الثقافية والاسثمارية والاجتماعية لأبناء القرية فضلا عن أن باقي البنود لم تتغير فهي مازالت هي نفسها وكأن الجمعية تعمل كالسابق ولم يختلف عملها كثيرا، إلا أن الفرق الوحيد الموجود حاليا هو أن الصندوق تحول اسمه إلى جمعية خيرية.
العدد 2135 - الخميس 10 يوليو 2008م الموافق 06 رجب 1429هـ