العدد 2138 - الأحد 13 يوليو 2008م الموافق 09 رجب 1429هـ

أزمة وول ستريت تغير حياة كثير من العاملين في قطاع المال

حين بدأت لينزي نورث العمل في ليمان براذرز قبل 11 عاما لم تتوقع ان تعاني البطالة وهي في الاربعينات من عمرها.

لكن مثل عشرات الآلاف الآخرين تم الاستغناء عنهم بسبب الازمة في وول ستريت وكان هذا بالفعل ما آل اليه امر لينزي.

يمكن ان تكون البطالة في منتصف العمر امرا مدمرا لكنها بالنسبة للبعض مثل نورث فرصة لإلقاء نظرة على حياتهم واعادة فتح مجالات قديمة وتجربة امور جديدة.

وقالت نورث «اعيد تقييم ما اريد ان افعله بحياتي حقا. ولدي الوقت الآن لألتقي باناس مختلفين خارج مجال عملي. عدت لاشياء اثارت اهتمامي لسنوات لكن لم تتح لي الفرصة لمتابعتها.»

وهي تتابع الآن اهتماماتها حين كانت طالبة في كلية لندن للاقتصاد في بداية الثمانينات مثل شئون البيئة ومشروعات اجتماعية.

ولكنها تصر على الا تهدر الخبرة التي اكتسبتها في القطاع العقاري في ليمان براذرز وربما تتجه للعمل في مجال العمارة البيئية.

وقالت «ربما كنت سأتجه اليها في نهاية الامر، ولكن علي ان استغل الفرصة لخوض التجربة». والبحث عن فرصة عمل في اي سن امر صعب ولكن الامر يعد شاقا لمن تجاوزوا الاربعين وبصفة خاصة من تكبلهم اقساط الرهن العقاري ومصاريف تعليم الابناء.

وتقول نورث «بعد فترة لا تريد ان تكون جديدا في اي مجال ويتوقع الناس ان يكون لديك قدر معين من الخبرة كلما تقدم بك السن. كلما كبرت في السن تزداد صعوبة خوض مجال جديد».

وليمان شركة نورث القديمة من أكثر الشركات المالية تضررا من آثار ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة.

واعلن القطاع المالي وحدة خفض 85258 وظيفة منذ بداية العام وهو أكبر عدد في اي من قطاعات الاعمال حسب احدث تقرير لمؤسسة تشالنجر وجراي وكريسماس الاستشارية للتوظيف.

وبالتالي يلجأ الناس لبعض الاماكن غير المعتادة طلبا للمساعدة.

واشارت الكليات لزيادة عدد المتخصصين في القطاع المالي الذين يعاودون الاتصال بها ويتجاوز عددهم 40 في المئة وبعضهم يريد ان يغير مهنته ليصبح طبيبا او محاميا او مدرسا. وتقول مسئولة علاقات الخريجين في كلية اميركية كبرى رفضت نشر اسمها نظرا لسرية بيانات الخريجين «المشكلة ان عالم المال يضع قيودا ذهبية في ايدي العاملين فمن الصعب الانتقال من (وظيفة تدر) 250 ألف دولار أو أكثر للعمل كمدرس لغة انجليزية مقابل 80 الف دولار.

وقفزت نسبة الالتحاق بدورات دراسية مهنية في مركز ثقافي ومجتمعي شهير في القطاع الشرقي في مانهاتن (حي المال) حيث يعيش عدد كبير من العاملين في وول ستريت بنسبة 21 في المئة في العام المنصرم.

وقال المسئول عن برنامج تعليم الكبار في المركز ديفيد جاكوبسون «تلقى برامجنا لتعليم الكبار ومحاضرات التنمية الفردية اقبالا كبيرا»، مضيفا ان معظم المشاركين في الدورات فوق الاربعين. ولكن لا ينتظز الجميع حتى يتم الاستغناء عنه فبعد 22 عاما من العمل في صناعة مزدهرة معظم الوقت استقال كيفين كالاهان (52 عاما) من وظيفته في باركليز كابيتال في نيويورك ليحضر رسالة ماجستير في ادارة الاعمال في الصين.

ويقول في رسالة عن طريق البريد الالكتروني «بدلا ان الاستمرار في بيئة عمل غير مستقرة مع قبول خفض كبير شبه مؤكد لما سيقدم لي من تعويض في السنوات القليلة المقبلة قررت ان الوسيلة الافضل لاستغلال وقتى هي ان ابتعد خلال الفترة الباقية من دورة التراجع الحالية واحاول اعادة تسليح نفسي في السنوات القليلة المقبلة.»

وتابع «أسوأ سيناريو ان اعود للولايات المتحدة بعد 18 شهرا بعد ان انال قسطا كبيرا من الراحة لاكون مستعدا لدخول ما امل ان تكون سوق عمل أفضل».

العدد 2138 - الأحد 13 يوليو 2008م الموافق 09 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً