سعى وفد من أهالي المحرق صباح أمس للمصالحة بين رئيس إدارة الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر.
وأستعرض الوفد خلال لقائه رئيس إدارة الأوقاف السنية أسباب الخلاف بين الإدارة والشيخ الجودر الذي تم منعه من إرسال خطبه إلى الصحافة.
المنامة- مالك عبدالله
التقى وفدٌ من أهالي المحرّق صباح أمس بمبنى إدارة الأوقاف السنية رئيس إدارة الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة للوقوف على حقيقة الخلاف بين الإدارة وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر الذي أشار إلى منْعه من إرسال خطبه إلى الصحافة للنشر.
وأشاد أعضاء الوفد خلال اللقاء بالجودر مؤكّدين أنّ «الشيخ صلاح الجودر هو إنسان وحدوي ونحن نستغرب من إيقافه عن نشر خطبه، وكان الخبر مفاجئا لنا، خصوصا أنّ هناك من الخطباء مَنْ يتعدّى على الطائفة الأخرى من دون أيّ إنذار له أو حتى إيقافه».
من جهته نفى رئيس إدارة الأوقاف السنية أنْ تكون «الإدارة قد طلبت من الجودرعدم نشر خطبه؛ لأنّ ذلك ليس من اختصاصات الإدارة، بل إنّ ذلك غير ممكن من الناحية العملية إذ لا يمكن منع الصحافيين من حضور المساجد»، ولفت إلى أنّ «من الأسهل على الإدارة أنْ توقف الخطيب وهو من ضمن صلاحياتها».
وأكد خلال اللقاء أنّ ما جرى لا يخرج عن دائرة التناصح، كما نفى أنْ تكون الأوقاف السنية قد نقلت الجودر من مسجد طارق بن زياد إلى جامع قلالي بإرادتها، بل أنّ نقله جاء بناء على طلبه، أمّا إيقافه عن الخطابة في العام 2006 فقد كان بسبب القرار الذي صدر بمنع استغلال المساجد للدعاية الانتخابية، وقد استجاب له الشيخ مشكورا كما استجاب له غيره من الخطباء، وأنه ليس صحيحا ما أثير من أنّ الأوقاف منعته سابقا أو الآنَ من الخطابة أو النشر.
وقال عيسى أن ما طالعتنا به الصحف من عناوين مثيرة ليس صحيحا، فنحن لم نمنع الشيخ صلاح عن إرسال خطبه للصحافة، وكل ما جرى أننا طلبنا منه أنْ يبتعد عن القضايا السياسية مثار الخلاف، ويتفرغ للقضايا الدينية، وخصوصا أنّ منبر الجمعة يجب أن تحتل فيه القضايا الدينية والأخلاقية الأولوية.
وأضاف «إذا تعاطينا مع ما يُقال وفق ما ورد في الصحافة فكان من الأولى على الأوقاف أنْ تمنع الشيخ صلاح الجودر عن الخطابة لا أنْ تمنعه عن نشر وتعميم خطبه على الصحافة، وهو ما يؤكّد أنه لا يُوجد منْع على الإطلاق وإنما هناك إسداء للنصيحة ليس لهذا الخطيب فقط بل لكلّ الخطباء، كما أننا نتناقش ونتحاور معهم ونسمع لآرائهم، وقد نقتنع ببعضها، وما يهم في الأخير هو المصلحة العامّة لهذا البلد وللدين الحنيف».
ولفت إلى أنّ الطلب الذي تقدّمت به الأوقاف السنية جاء بناء على شكاوى المصلين الذين أوصلوا ملاحظاتهم لنا، وأغلبها تتعلق بأنّ الخطبة في يوم الجمعة تطغى عليها الموضوعات السياسية التي نراها يوميا في الصحافة، وفي الإعلام، وأنهم - أيّ المصلين - يرغبون في أن تقتصر الخطبة على القضايا والشئون العبادية والأخلاقية، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، ومع ذلك لم نقل له لا تتحدّث عن هذا الموضوع أو ذاك الملف، فنحن لا نمنع الناس من الحديث عن شئونهم العاّمة، والأوقاف السنية لم تؤسس لتملي على الخطباء الأوامر فيما يُقال أو لا يُقال، لكن عندما تتم مخالفة القانون ومخالفة أخلاقيات المنبر فلابدّ من التنبيه على الخطيب والتناصح معه، فالخطيب له دوره وله رسالته التي يجب أنْ يقدمها للمصلين الذين ما جاءوا إلا ليستمعوا لخطاب الإسلام وخطاب الأخلاق، وأمّا الاستغراق في الأمور السياسية فمقامه في أوقات وأماكن أخرى.
وأوضح رئيس الأوقاف السنية أنه «ليس صحيحا أبدا القول إننا منعنا الجودر عن نشر خطبه للصحافة، فكيف سنطلب منه عدم إرسال خطبه للصحافة ونتركه يتحدّث بها لجموع المصلين؟ أليس من الأسهل علينا بهذا المنطق أنْ نمنعه من الخطابة بدلا من منْعه من النشر، إنني أؤكد أنّ المساجد ليست للدعاية وخصوصا في هذا الشهر الفضيل، وأنّ مَنْ يريد الدعاية الانتخابية فلديه الصحافة ولديه الإعلام ولا داعي لاستغلال المساجد في ذلك، علينا أن نربأ بهذه الصروح الدينية عن الاستغلال، كما علينا ألا نضخم أية كلمة تقال أو نصيحة تسدى؛ لأننا جميعا كمسئولين محاسبون أمام الله وأمام القيادة».
المنامة - جمعية الصحفيين
أكد رئيس جمعية الصحفيين البحرينية عيسى الشايجي تضامن الجمعية مع الشيخ صلاح الجودر، داعيا إلى مراجعة إجراء منع خطيب الجمعة من نشر خطبه دعما لحرية الرأي والتعبير وإفساحا للمجال أمام الأصوات المعتدلة.
وقال الشايجي إن «الشيخ صلاح الجودر يمثل أحد الأصوات المعتدلة والمتوازنة والمتنورة في البحرين، ومنعه من نشر خطب الجمعة في الصحافة لا يستقيم مع ما يمثله من اعتدال وتكريس التسامح وما تشهده البحرين من أجواء ديمقراطية وحرية».
وأضاف «من المعروف عن الشيخ صلاح الجودر مساندته للمشروع الإصلاحي الديمقراطي الذي يقوده عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهو لا يدخر وسعا في دعم هذا المشروع من على شتى المنابر، وكذلك سعيه الدائم من أجل تكريس الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والتفرقة».
وأعرب رئيس الجمعية عن استغرابه من هذا الإجراء بحق هذه الشخصية الوطنية، وقال إن «هذا الإجراء لا يمت إلى الحرية والديمقراطية والسعي إلى تكريس الاعتدال».
وأوضح الشايجي «في الوقت الذي نرى ونسمع فيه العديد من الأصوات المتطرفة والمتشددة التي تشكل خطرا على الأمن وعلى وحدتنا الوطنية يتم منع الشيخ صلاح الجودر - وهو الشخصية المعروفة بالرزانة والاعتدال - من نشر خطبه التي كان يستحسنها الجميع»
العدد 2208 - الأحد 21 سبتمبر 2008م الموافق 20 رمضان 1429هـ