العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ

انقطاع الكهرباء وأزمة البنزين يزيدان من صعوبة حياة الإيرانيين

تشهد إيران انقطاعا في التيار الكهربائي وصفوف انتظار هائلة أمام محطات البنزين ومخاوف من انقطاع الماء أيضا، ما جعل حياة المواطنين تزداد صعوبة ولا سيما مع احتمال تفاقم الوضع في حال تشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية بسبب ملفها النووي.

وقال مسعود المتقاعد الستيني الذي قدم لتقاضي راتبه «أمضيت ساعتين في المصرف لأن النظام المعلوماتي كان معطلا بسبب انقطاع الكهرباء».

ويقطع التيار منذ مطلع الصيف ما بين ساعتين وأربع ساعات يوميا بحسب المدن والأقاليم.

وروى طبيب الاسنان فرهد محمود زاده «تنقطع الكهرباء كل يوم ما بين الساعة الواحدة والساعة الثالثة بعد الظهر» ما يرغمه على التوقف عن العمل.

وأضاف «سأشتري مولدا كما في أيام الحرب» الإيرانية العراقية (1980-1988) حين كانت الكهرباء تنقطع يوميا.

ويشكل هذا التقنين الذي يطاول جميع المناطق الإيرانية مصدر قلق كبير وخصوصا أن نائب وزير الطاقة محمد أحمديان توقع أن «يزداد في الأشهر المقبلة».

والتقنين ناتج بالدرجة الاولى عن تراجع توليد الكهرباء في السدود بسبب الجفاف الحاد الذي يضرب المنطقة برمتها. غير أن الصحافة ذكرت أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل أثرت على عمل محطات التوليد نتيجة الصعوبة التي تواجهها الحكومة في الحصول على بعض القطع الحساسة.

ولا يقتصر تأثير انقطاع الكهرباء على حياة الإيرانيين اليومية بل يطاول أيضا الاقتصاد ولا سيما قطاع الانتاج الصناعي.

وكتبت صحيفة «سارمايه» الاقتصادية إن «هذا الانقطاع غير مسبوق منذ عشرين عاما (..) ويثير بلبلة تامة في الاقتصاد».

ويتعين على الإيرانيين أحيانا الانتظار ساعات في الإدارات والمصارف والمحاكم.

وحذرت وسائل الإعلام الرسمية من أن سكان طهران يواجهون احتمال تقنين الماء أيضا إذا لم ينخفض مستوى الاستهلاك بنسبة 15 في المئة.

وتضاف إلى كل ما سبق مشكلات التزود بالوقود وما تثيره من صفوف انتظار طويلة أمام محطات الوقود.

وقال حميد الذي يعمل سائق أجرة في سيارته الخاصة: «ذهبت أمس إلى أربع محطات ولم يكن لديها بنزين. وفي نهاية الأمر بدلت رأيي».

وتتشكل منذ عدة أسابيع صفوف ممتدة على طول مئات الأمتار أمام محطات الوقود في طهران وغيرها من المدن الكبرى.

ويفضل بعض السائقين التزود بالوقود ليلا، غير أنه يترتب عليهم حتى في الأوقات المتأخرة الانتظار ما لا يقل عن عشرين دقيقة لحلول دورهم.

وأوضحت الصحافة أن انقطاع الكهرباء ونظام التقنين الذي يرغم السائقين على استخدام بطاقة الكترونية لشراء البنزين، يشكلان معضلة حقيقية بالنسبة إلى الايرانيين.

وتسجل مشكلات التموين هذه في وقت تطرح الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بشكل متزايد احتمال فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني وتحديدا واردات البنزين إلى الجمهورية الإسلامية.

وتستهلك إيران حاليا سبعين مليون ليتر من البنزين يوميا تستورد منها أكثر من 25 مليون ليتر.

وفي حال تشديد العقوبات الدولية، فسيواجه هذا البلد مشكلة تموين حقيقية ستزيد من صعوبة الحياة اليومية بالنسبة إلى مواطنيه. وقد أعلنت الحكومة أنه سيتحتم عندها الاعتماد فقط على الإنتاج الداخلي.

العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً