العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ

العلماء يرحبون بدعوة العاهل للحوار

رحب عدد من العلماء من مختلف الاتجاهات بالدعوة التي وجهها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المعنيين بالشأن الديني في البلاد للقاء ودي تحت سقف المصارحة والتحاور الحر المباشر لتأسيس خطاب وطني رصين في المجالس والمنابر والجمعيات والصحافة، مشيرين إلى أهمية التلاقي والحوار لبحث كل القضايا المثارة في الساحة ومعالجتها بروح وطنية مسئولة بعيدا عن التجريح والمزايدات.

ودعا الامين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي النائب الشيخ عبداللطيف الشيخ إلى ضرورة أن يثمر الحوار عن مراجعات شاملة من الجانبين الكتب والمنشورات والأشرطة الدينية المتشددة، عن طريق لجنة مشتركة تضم العلماء المعتدلين والمشهود لهم من الجانبين.

وبدوره أكد عضو كتلة الوفاق النائب السيد حيدر الستري على أهمية الدعوة الملكية للحوار، مضيفا «ان مثل هذه الدعوات هي ما نتوخاها باستمرار وخصوصا نحن في هذه الفترة المعقدة أحوج ما نكون إلى الخطاب الوحدوي ورص الصفوف».

ونوه الستري الى أن «مستقبل البحرين رهين بمثل هذه المبادرات واستمرارها على أن تتضمن هذه اللقاءات العزم والنية الراسخة على تحقيق ما يصبو إليه جميع المخلصين بحيث تصبح الأفكار المطروحة خلال مثل هذه اللقاءات واقعا ملموسا يجسد مزيدا من ترسيخ التعايش واحترام القناعات الوطنية المسئولة».


مشيدين بدعوة العاهل لمناقشة قضايا الوطن «تحت سقف المصارحة»

علماء يؤكدون أن الحوار فرصة لترسيخ قواعد الإصلاح

الوسط - حيدر محمد

أكد عدد من العلماء أهمية الدعوة التي وجهها جلالة الملك إلى المعنيين بالشأن الديني في البلاد للقاء ودي تحت سقف المصارحة والتحاور الحر المباشر وطرح أمور الدين بشفافية وصدق ورؤية قائمة على العلم والبحث النزيه لتأسيس خطاب وطني رصين في المجالس والمنابر والجمعيات والصحافة، وفي الحياة العامة، مشيرين إلى أهمية التلاقي والحوار لبحث كل القضايا المثارة في الساحة ومعالجتها بروح وطنية مسئولة بعيدا عن التجريح والمزايدات.

وأشار العلماء إلى أن «الدعوة الملكية للحوار تمثل فرصة لطرح الإشكاليات أمام رجل الإصلاح الأول»، مؤكدين أن «هذه الدعوة تعكس حرص جلالته على لم شمل العلماء من مختلف الاتجاهات تحت سقف واحد لمناقشة القضايا وترشيد الخطاب الوطني، خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة».

الشيخ يدعو لتشكيل لجنة مشتركة لتنقية الأجواء

وقال الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي ورئيس كتلتها النيابية الشيخ عبد اللطيف الشيخ :»المؤمنون إخوة في الدين والعقيدة ويجب التصدي لجميع العناصر التي تسعى لإثارة الفتنة بين المسلمين، محذرا من دعاوى الفرقة التي تقف وراءها أياد خفية»، مضيفا «إن الدعوة إلى الحوار والتلاقي تمثل أهمية عظيمة نظرا لما تمر به المنطقة من أزمات وزوابع، وحاجتنا إلى رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية بعيدا عن تخوين وتكفير الآخر».

ودعا الشيخ إلى أن يؤسس الحوار لأرضية مشتركة للجميع، وفهم معتدل للدين يتصدى للتعصب والتشدد، وثقافة تؤمن بالمواطنة والحوار وحق الآخر في الاختلاف، وتؤمن كذلك بأن لولا وجود الآخر ما كانت الحياة»، كما دعا الشيخ إلى ضرورة أن يثمر الحوار عن مراجعات شاملة من الجانبين كتب والمنشورات والأشرطة الدينية المتشددة، عن طريق لجنة مشتركة تضم العلماء المعتدلين والمشهود لهم من الجانبين.

وناشد الشيخ المرجعيات للطائفتين بضرورة تلقف دعوة جلالة الملك والبدء فورا بتشكيل لجنة مشتركة من المشهود لهم من الطائفتين لدراسة الأمر والعمل على إصلاح ما أفسده البعض، وتنقية الأجواء مما قد يعكرها، ولتقوية الجبهة الداخلية، على أن يضع كل طرف نصب عينيه قاعدة «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه».

وأضاف الشيخ «الوطن للجميع وان أي أضرار تلحق به تؤثر على الجميع ، وقد اكتسبت البحرين ميزة كبيرة عبر التاريخ نظرا للتعايش الذي يجمع بين الطائفتين الكريمتين، مؤكدا أن الحوار هو المخرج لأي أزمة مهما تفاقمت بشرط ان تكون هناك نوايا مخلصة وحرصا من جانب المتحاورين على إنجاح مثل هذه الحوارات»، محذرا من وجود «تربص من قبل قوى معادية للإسلام وللحرية وفي مقدمتها حق الاختلاف الذي أخذ في الانحسار و وقد نجحت هذه القوى فيما أردأت حيث حل مكان الاختلاف ثقافة اللون الواحد والصوت الواحد الذي لايقبل بوجد آخر يناقشه أو يتحاور معه، مطالبا بضرورة نشر ثقافة الحوار وتعزيز المواطنة».

القطان: ندعو العلماء للاستجابة لهذه الدعوة الكريمة

وعلى الصعيد ذاته، بارك عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وخطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان عبدالله القطان الدعوة الملكية للحوار، قائلا:»نحن نشيد بهذه الدعوة ونشد على يد جلالة الملك، اذ دعا المعنيين من الشأن الديني والعلماء والدعاة للم شملهم وسعيه الدؤوب للحوار الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية وهذا ليس بمستغرب على جلالة الملك، ويأتي تأسيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وضمه للطائفتين الكريمتين دليل كبير على إرادة جلالة الملك لتعزيز الوحدة الوطنية، ولهذا بادر المجلس بعقد الندوات والمؤتمرات التي تدعو إلى التقارب بين المذاهب الاسلامبة بناء على توجيهات جلالة الملك، ونحن ندعو العلماء والمعنيين الاستجابة لهذه الدعوة الكريمة(...) و لا شك ان شاء الله سيكون مردودا طيبا على البلاد لإبعاد شبح الفتن والخلافات والاحتقانات عن هذه البلاد حتى ينتشر الأمن في ربع هذه المملكة المباركة.

الستري: مستقبل البحرين رهين بمبادرات الحوار

وبدوره، اكد عضو كتلة الوفاق النائب السيد حيدر الستري أهمية الدعوة الملكية للحوار، مضيفا: «إن مثل هذه الدعوات هي ما نتوخاها باستمرار من قبل المسئولين الحريصين على مصلحة البحرين وأبناء البحرين، وخصوصا نحن في هذه الفترة المعقدة أحوج ما نكون إلى الخطاب الوحدوي ورص الصفوف ونبذ كل أشكال الفرقة والطائفية والتمييز».

وأوضح الستري أن «مستقبل البحرين رهين بمثل هذه المبادرات واستمرارها، لان مثل هذه المبادرات عندما يعمل عليها أصحاب النفوذ والتأثير الاجتماعي والسياسي فإن البحرين ستكون قد تعدت مخاطر ومخاوف عديدة وبدأت تسير في الخط الصحيح لأمنها السياسي بما يحقق تفرغ جميع أبناء هذا البلد العزيز لصياغة المصير المنشود والزاهر الذي سيحقق مزيدا من التقدم والتنمية، ويستثمر كل الجهود والطاقات في بناء هذا الوطن وتجنيبه من المزالق الوعرة والمجهولة وهذا ما سيجمع عليه عقلاء هذا الوطن، وسيعملون بكل حماس وإخلاص ووطنية على تحريكه على ارض الواقع».

وأضاف الستري بأن «ما يرجوه الجميع هو أن تتضمن هذه اللقاءات العزم والنية الراسخة على تحقيق ما يصبو إليه جميع المخلصين بحيث تصبح الأفكار المطروحة خلال مثل هذه اللقاءات واقعا ملموسا يجسد مزيدا من ترسيخ التعايش واحترام القناعات الوطنية المسئولة وان تعددت هذه القناعات إذا كانت كلها تدور في هذا الإطار الإسلامي الوطني من دون ممارسة التهميش او التشكيك في نوايا من تجمع غالبية شعب البحرين على وطنيتهم وإخلاصهم وحرصهم على مصلحة البحرين».

الجودر: اللقاء فرصة سانحة لطرح كل الإشكاليات أمام رجل الإصلاح

من جانبه، أكد الخطيب الشيخ صلاح الجودر أن دعوة جلالة الملك للحوار تعكس حرصه واهتمامه بالساحة والإقليمية ومحاولة التواصل مع رجال الدين والمنابر تحت سقف المصارحة، مشيرا إلى أن «هذا الأمر ليس غريبا عن جلالة الملك، ويجب أن نستثمر هذا اللقاء لمناقشة كل القضايا المطروحة على الساحة ونحن نقرا من خلال هذه الدعوة اهتمام الملك بتجديد الخطاب الديني ورفع مستوى الوعي العام وترشيد الناس إلى الحوار المباشر والدعوة إلى الحكمة والموعظة وهذه مسئولية رجال الدين في اخذ زمام المبادرة للكشف عن كل السلبيات والأخطاء والسموم مثل: التكفير والتخريب والاصطفاف الطائفي والكشف عن بعض الفكر التكفيري السموم التي تصيب مراكز الأمن في عقول الناس».

وأضاف الجودر:»ان هذه مسئولية الخطيب الرسالي لإيصال هذه الرسالة وتعزيز الأمن والاستقرار، وما نراه خلال الفترة الماضية سموم دخيلة على المجتمع البحريني وهي ممقوتة وهي تأتي من خلال القنوات الفضائية وبعض المنتديات الالكترونية، واللقاء مع جلالة الملك سيكون فرصة جيدة لطرح كل الإشكاليات أمام رجل الإصلاح الأول، وأتمنى ألا تمضي الفرصة من دون طرح المشاكل الرئيسية وهموم المواطن».

المهتدي: آن الأوان للحوار الوطني الجاد

إلى ذلك، أشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالعظيم المهتدي إلى أهمية الحوار الوطني لإرساء قواعد الإصلاح العام قائلا: «من الواضح أن الوطن الذي يراد له الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار لا بد له من تلاقي القيادات والتلاقح في الأفكار في سبيل الخروج من معوقات هذا الانجاز الكبير، وحتى لا تكون الإصلاحات شعارات من غير ضمانات على ارض الواقع، ومن هنا نعتقد أن جلالة الملك قد أتى بالمزيد من الرؤى الواقعية على هذا المسار، ففي أطروحة جلالة الملك للقاء لعلماء الدين المتميزين في الساحة نقرأ خطوة جديدة في سبيل إرساء قواعد الإصلاح العام في البلاد ونزع فتيل المشكلات والعودة إليها».

وأضاف المهتدي «متى يخرج الخطاب ويثير فتنة وزوبعة، متى يزاد الخلاف وتتعمق الفجوة بين الشخصيات والقوى الفاعلة فيتأثر المجتمع سلبا؟ ذلك حينما لا يكون مجلس يضم الأطراف كلها فإنهم لو جلسوا لأفرغوا ما في الصدور فتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فما أتوا بعده على المنابر ليفرغوا تناقضاتهم على رؤوس الناس كالقنابل، وهذه فلسفة التلاقي والحوار والسبب الذي يدعو الجميع إلى القبول بالجميع تحت سقف مجلس واحد سواء للقاء أهل البلاد أو ببعضهم فاللقاء حالة حضارية».

وتابع المهتدي «نحن نرى قد آن الأوان للحوار الوطني الجاد الذي طالما دعونا إليه على كافة المستويات، إلا إننا لا نجد نجاحا وثمرة بأي حوار مالم يكن أساسه المحبة التي تقرب القلوب والعدالة التي تبعد شبح الظلم والتمييز وكذلك مبدأ العقلانية التي يحتاجها كل مشروع حضاري على صعيد بناء الوطن وفق المعايير الحضارية»، راجيا «من هذا الحوار أن يؤسس لحوارات مستمرة وذات شفافية وأريحية حتى يفصح الجميع المشارك عما يجول في قلبه بأمانة وراحة، فما دمنا في سفينة تبحر بنا إلى شاطئ الأمن والأمان، فلا بد لنا جميعا أن نتعاون من اجل ذلك حكومة وشعبا وجميع القوى المخلصة للوطن والمواطنين».

وكان رئيس المجلس الاعلى للشئون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد ال خليفة قد كشف عن توجيهات عاهل البلاد للحوار مع العلماء، موضحا أنه «قياما بهذا الواجب الذي ينتظره منهم كل مواطن، وتذكيرا بالوشائج الجامعة بينهم، وبما يجسد النموذج البحريني الخالد في التآخي والتعايش سيتم توجيه الدعوة، في وقت قريب، إلى عدد من حاملي هذه المسئولية الجسيمة للتلاقي في جو ودي برعاية جلالة الملك «تطلعا إلى الالتقاء حول ما هو مشترك ونبيل بين الناس كافة» ومن أجل أن يسود الاستقرار والوئام في ربوع الوطن لمواصلة التنمية ورفع المستوى المعيشي للمواطنين الذي هو الهدف الأول للمشروع الإصلاحي الذي يقوده جلالة الملك.

العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً