أشاد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار المفكر الإسلامي محمد سليم العوا بالمقاومتين اللبنانية والعراقية، واصفا إنجازات حزب الله اللبناني وصمود الشعب العراقي الذي قدم مليوني شهيد في جهاده ضد الاحتلال الأميركي بأنهما من النماذج التي تؤكد أن هذه الأمة «ليست مهزومة».
وقال في احتفال جمعية الوسط العربي الإسلامي مساء أمس الأول (الأربعاء) بمقرها في منطقة الحد بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لثورة الثالث والعشرين من يوليو/ تموز إنه يحضر للمرة الأولى احتفالا يحيي ذكرى هذه الثورة، مشيرا إلى أن هناك محاولات جرت فيما مضى من السنين لجمع التيارين الإسلامي ممثلا في حركة الإخوان المسلمين، والقومي ممثلا في الخط الناصري، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح، معبرا عن شعوره بالسعادة حين علم أن جمعية الوسط العربي الإسلامي تضم في عضويتها المنتمين لكلا التيارين الإسلامي والقومي.
وفي كلمته أمام الاحتفال، نقل الأمين العام لجمعية الوسط العربي الإسلامي جاسم المهزع صورا متعددة للأوضاع الراهنة التي تعيشها الأمة والحاجة إلى استلهام منهج قائد ثورة 23 يوليو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر متبعا خلف كل صورة من صور الاستسلام والتأزم والخذلان عبارة: «أين أنت يا يوليو، وأين أنت يا عبدالناصر»، قائلا إن الثورة وقائدها أصبحا رمزا للكرامة أمام العزة «المهدورة» والسلام الذي أصبح استسلاما مرفوضا، مؤكدا أنه من أجل كل أهداف الثورة ومعانيها، نحتفل بذكرى مرورها.
ومن جانبه، قال الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي رسول الجشي في كلمته إنه من الصعب جدا التحدث عن ثورة يوليو من جميع جوانبها، فهي الثورة التي استطاعت أن تحركنا وكأننا قد (خرجنا من قمقم) حيث كان الشعب العربي مغلوبا على أمره، وجاءت الثورة لتحركه ولكي يثبت للعالم أن قضيته لن تموت.
وزاد قوله: «ولكننا بعد 56 عاما، نقف أمام الأسباب التي أدت إلى انتكاسة كبيرة في واقعنا العربي، والتي ليس من السهل أن نعددها، لكن الأمور لن تكون كما هي وأن الغيوم ستنقشع».
وجاءت كلمة جمعية المنبر الديمقراطي التي قدمها عضو المكتب السياسي علي بقارة التي استهلها بالقول إن إحياء ذكرى ثورة يوليو تعيدنا إلى مبادئها التي نحتاج إليها لكي نجتاز المرحلة التي يتعكر جوها بسموم الطائفية، ناقلا صورة من صور ذكريات قريته مع الثورة حيث كان البسطاء يناقشون مبادئ الثورة وأهدافها ولم يناقشوا قط مذهبها ومذهب قائدها! واليوم تحاصرنا الطائفية في حكوماتنا ومساجدنا ومآتمنا، لذلك نحتاج اليوم إلى العدالة الاجتماعية التي جاءت ضمن مبادئ ثورة يوليو، ونحتاج إلى دولة القانون التي نادت بها، ونحتاج إلى ترسيخ الوحدة الوطنية التي كانت مفتاح النجاح في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، ونحتاج إلى نبذ الطائفية وتكريس الديمقراطية والوقوف أمام أي تراجع في هذا الطريق بحزم بتوسيع الحريات في جميع أشكالها.
وتناول ممثل جمعية المنبر الوطني الإسلامي النائب ناصر الفضالة في كلمته القول إنه كان ينبغي على الأمة أن تستلهم دروس العزة من ثورة يوليو، لكن الحال تغير إلى الذل والهوان، وأصبح القرار السياسي في أمتنا أدنى من الصفر.
وقال: «عايشنا الثورة منذ بدايتها، وقبلها وتساءلنا كيف سقطت القدس؟ لكن كان هناك زخم شعبي لرفع راية الجهاد لإنقاذ القدس، وقد تغير الزمن، وتغيرت الوجوه والزعامات، فأصبحنا مشغولين بلقمة العيش وعلاوة الإنقاذ».
وزاد أن المقاومة اليوم تعتبر من الأعمال غير الشرعية، فاستكثروا علينا حتى أن ندافع عن أنفسنا بالكلام! ولابد أن نعلم أبناءنا كيف نكسر الطوق والحاجز لكي نعلمهم العزة، وعلى أصحاب الرأي أن يركزوا على أجيال الأمة ليصبحوا جيل النصر.
العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ