علمت «الوسط» أن أكثر من 26 انقطاعا كهربائيا حدث منذ فجر أمس (الخميس) في 17 منطقة مختلفة من المحافظات الخمس في البحرين. وتفاوتت مدة الانقطاعات إذ وصل بعضها لأكثر من 6 ساعات. وكان سبب غالبية تلك الانقطاعات مشكلات فنية أو أعطاب في الكابلات الأرضية والمولدات الفرعية نتيجة الأحمال المرتفعة بسبب ارتفاع الحرارة لأكثر من 43 درجة مئوية خلال اليومين الماضيين.
وأكد مسئولون في هيئة الكهرباء والماء أن «ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية في أيام مختلفة وخصوصا خلال الشهرين الجاري والمقبل ستضاعف بدورها من مستوى الحمل على الشبكة، ما يتسبب في حدوث الانقطاعات الكبيرة التي تشمل مناطق مختلفة من البحرين، ناهيك عن عدم الاهتمام والمبالاة اللذين يوليهما المشترك تجاه خفض الاستهلاك في الظروف الصعبة»، موضحين أن «هيئة الكهرباء تبذل كل ما بوسعها بغية تفادي حدوث أية انقطاعات، إلا أن هناك بعض الأمور التي تخرج عن سيطرتها وإرادتها، وخصوصا أن الهيئة لا تعاني من أي نقص في الطاقة الكهربائية المنتجة يوميا التي تبلغ 2766 ميغاوات».
الوسط - صادق الحلواجي
علمت «الوسط» أن أكثر من 26 انقطاعا كهربائيا حدث منذ فجر يوم أمس (الخميس) في 17 منطقة مختلفة من المحافظات الخمس بالبحرين، وكانت مدة الانقطاعات متفاوتة ووصل بعضها لأكثر من 6 ساعات متواصلة. وكان سبب غالبية تلك الانقطاعات مشكلات فنية وأعطاب في الكابلات الأرضية والمولدات الفرعية إثر الأحمال المرتفعة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 43 درجة مئوية خلال اليومين الماضيين.
وتشير المعلومات إلى أن البحرين حققت يوم أمس (الخميس) رقما كبيرا في الانقطاعات الكهربائية منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي الذي شهد انقطاعات كهربائية كثيرة في الأيام الأولى منه، طالت حتى مناطق حساسة في قلب العاصمة المنامة، وكانت معظم تلك الانقطاعات متكررة بعد أيام أو أسابيع قليلة من إرجاع التيار الكهربائي بعد إصلاح العطب.
وفيما يتعلق بأسباب حدوث الانقطاعات، فإن غالبيتها بسبب الأحمال الزائدة إثر تحميل شبكة المبنى والكابل الممدود لتزويده بالكهرباء من الكابل الرئيسي المغذي في المنطقة حملا يفوق مستوى القدرة الافتراضية المخصصة له، ما يمثل ضغطا كبيرا يؤدي بالتالي إلى احتراق أو انفجار الكابل أو حدوث خلل فني في المولد الفرعي بالمنطقة، وبالتالي تضرر المنطقة المحيطة بالكامل. كما أن مخالفة المشترك للمستوى المسموح له باستهلاكه من الطاقة يؤدي إلى انقطاع الكهرباء، ما يعتبر مخالفة قانونية بإمكان هيئة الكهرباء والماء محاسبة المشترك المخالف على أساسها، باعتبار أن هناك مستويات من الطاقة الموفرة لكل مبنى بحسب الاتفاق المبرم مع الهيئة حين التقدم بطلب التيار الكهربائي، إذ يجب على المشترك حين يزيد قدر الاستهلاك الكهربائي في المبنى أو المنزل أو المحل التجاري إبلاغ هيئة الكهرباء والماء بذلك لزيادة مستوى التيار الكهربائي الذي يحتاجه، تلافيا لحدوث مشكلات تؤثر على الجيران والمنطقة المحيطة، مع العلم أن زيادة مستوى الطاقة المطلوبة للمبنى تتم بعد دفع الرسوم المترتبة لكل مستوى مطلوب.
ومن ضمن الأسباب المذكورة ضعف الشبكة الرئيسية في المبنى أو تدهور حالة الكابل الموصل للمبنى نتيجة قدمه وترهله، وهو ما تعتبره الهيئة حملا زائدا على خط المشترك حين حدوث الانقطاع، بغض النظر عن تأكدها من مدى صحة وكفاءة الشبكة والكابل الموصل للمبنى. كما أن مخالفة المشترك لمستوى الطاقة المسموح له باستخدامها في غالبية الأحيان تتسبب في حدوث خلل كبير يشمل المنطقة المحيطة بالمبنى المخالف، باعتبار أن الشبكة مرتبطة بكابلات رئيسية مغذية صادرة من المولد الرئيسي للمنطقة.
ولا يستثنى وجود مشكلات ذات أهمية كبيرة تتحملها هيئة الكهرباء والماء، فإن عددا كبيرا من المناطق في البحرين - كما يقول بعض المسئولون في الهيئة - تعاني من مشكلات رئيسية في المولدات الفرعية وشبكة التوزيع في المنطقة، إما بسبب أنها لا تتحمل مستوى الحمل عليها بسبب الحراك العمراني الكبير في المنطقة، أو بسبب مشكلات في الصيانة والتطوير.
وبشأن المكالمات الواردة لقسم تسلم الحالات الطارئة والبلاغات على صعيدي الكهرباء والماء بالهيئة، فقد كانت مرتفعة ليومي الأربعاء والخميس عن الأيام الماضية، إذ ارتفع عدد المكالمات الواردة من المناطق المتضررة للقسم يوم أمس بنسبة 57 في المئة. وأكد مسئولون في هيئة الكهرباء والماء أن «ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية في أيام مختلفة وخصوصا خلال الشهر الجاري والمقبل ستضاعف بدورها من مستوى الحمل على الشبكة، ما يتسبب في حدوث الانقطاعات الكبيرة التي تشمل مناطق مختلفة من البحرين، ناهيك عن عدم الاهتمام والمبالاة اللذين يوليهما المشترك تجاه خفض الاستهلاك في الظروف الصعبة»، موضحين أن «هيئة الكهرباء تبذل كل ما بوسعها بغية تفادي حدوث أية انقطاعات، إلا أن هناك بعض الأمور التي تخرج عن سيطرتها وإدارتها، وخصوصا أن الهيئة لا تعاني من أي نقص في الطاقة الكهربائية المنتجة يوميا التي تبلغ 2766 ميغاوات». يذكر أن الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء عبدالمجيد العوضي أكد في تصريحٍ لـ «الوسط» أن استمرار الانقطاعات الكهربائية راجع إلى أن الأحمال الكلية في المملكة تصل لمستويات مرتفعة، إذ عمدت الهيئة إلى زيادة عدد خطوط الكهرباء وتكبير وحدات المحولات لتفادي المشكلة خلال موسم الصيف.
بلغ عدد المصاهر (الفيوز) التي تعرضت للتلف والاحتراق في المولدات الفرعية في مناطق مختلفة من البحرين مسببة انقطاعات كهربائية، نحو 206 مصاهر خلال أقل من شهرين.
وتشير التفاصيل إلى أن غالبية الانقطاعات المذكورة كانت إثر مشكلات فنية في المصاهر «الفيوز» الموجودة بداخل المولدات الفرعية التي يترتب عليها الحمل الكهربائي المستهلك، إذ يمثل كل مصهر مستوى معينا من الحمل للكابلات الصادرة من المولد لإمداد المنطقة. وغالبا ما تكون تلك المصاهر مرتبطة بعدة منازل قد تتسبب أية مشكلة في تضررهم كلهم.
انعدام الترشيد سببا للانقطاعات
ومثل عدم اهتمام المشتركين باللوائح والأنظمة المتبعة في مستويات القدرة المحتملة لكل مبنى مزود بالتيار الكهربائي، سببا أول وراء تلك الانقطاعات، إذ إن زيادة مستوى الحمل الكهربائي لحد يفوق مستوى القدرة المتاحة للمبنى يسهم في حدوث مشكلات فنية في المصاهر الموصولة بالخط المباشر للتيار، والذي غالبا ما يتعرض للتلف من خلال احتراقه بعد تعرضه لحرارة شديدة إثر ضغط الكهرباء العالي عليه.
وتعود أسباب الضغط العالي على المصهر الموجود بداخل المولدات الفرعية الكهربائية الموجودة في المناطق السكنية؛ إلى شروع المشترك في إضافة مكيفات أو أجهزة كهربائية تتطلب طاقة كهربائية كبيرة، في حين يسمح له بقدر استهلاكي محدد تحدده الهيئة لدى توقيع عقد الاشتراك مع المستهلك. كما أن بناء طابق علوي أو ملحق إضافي في المبنى الأساسي، وتزويد الأول بكهرباء إضافية على حساب المبنى الأساسي له دخل في حدوث مشكلة احتراق المصهر أو انقطاع الكهرباء بشكل عام.
الأحمال الإضافية مخالفة قانونية
ويعتبر بحسب القانون أن المستهلك الذي يفوق مستوى استهلاكه الكهرباء مستوى القدرة أو الخط الموصل إليه من قبل الهيئة، والذي ابرم العقد على أساسه مخالفا للقانون، وأن بإمكان الهيئة أن تقاضي المشترك المخالف الذي تسبب في حدوث مشكلة. وكانت الانقطاعات الكهربائية التي تعرضت لها البحرين خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ناجمة عن الأسباب المشار إليها سالفا نفسها، إذ يلعب المستهلك دورا مهما في الحد من مستوى الانقطاعات والمشكلات الفنية التي تحدث في ذلك الشأن على رغم وجود أسباب ثانوية أخرى قد تكون طرفا بارزا ملقى على عاتق الحكومة ممثلةُ في هيئة الكهرباء والماء.
وأكدت هيئة الكهرباء والماء ضرورة إبلاغ المشتركين الهيئة بالمستوى الحقيقي للأحمال المستهلكة في المبنى، وإلا فإن المشترك يعتبر مخالفا للقانون وان من حق الهيئة مقاضاة المشترك المخالف، منوهة إلى أن «الهيئة لديها الكثير من المشتركين المخالفين الذين من المفترض مقاضاتهم وفقا للقانون، إلا أن الحكومة أوصت بعدم الاهتمام بذلك وغض النظر عن الموضوع نظرا لوجود نسبة كبيرة من المشتركين المخالفين لدى الهيئة».
وأوضحت أن «الهيئة على أتم الاستعداد لتوفير الطاقة المطلوبة شريطة إبلاغها بذلك لتلافي حدوث مشكلات تتسبب في وقوع انقطاعات كهربائية، فضلا عن تأخر تنفيذ المشاريع التطويرية التي تقوم بها الهيئة، باعتبار أن ذلك يربك تحركات الهيئة في الاهتمام بالأمور المستقبلية التي تهم المواطن في الدرجة الأولى».
«الكهرباء» تحل مشكلة انقطاعات بني جمرة
أفادت هيئة الكهرباء بالإشارة إلى الخبر المنشور يوم (السبت) الموافق 19 يوليو/ تموز في صفحة رقم 13 (البحرين في أسبوع) العدد 2143 بالعنوان المشار إليه أعلاه، بأن مجمع 539 السكني بمنطقة بني جمرة تم حل مشكلة الانقطاعات فيه، علما بأن سبب الانقطاع ناتج عن خلل في الكابل المغذي لعدة منازل، وتم إصلاح الخلل حرصا من الهيئة على تلبية احتياجات ومتطلبات سكان المنطقة للكهرباء.
وقدمت الهيئة اعتذارها لكافة المواطنين والمقيمين بالمنطقة عن أي إزعاج نتج عن انقطاع الكهرباء. موجهة إلى ضرورة التعاون مع الهيئة عن طريق خفض استهلاك الكهرباء خلال أوقات الذروة من الساعة الواحدة ظهرا حتى الرابعة مساء، ومن الساعة العاشرة ليلا حتى الساعة الواحدة صباحا. وذلك للمساهمة في خفض الضغط على الشبكة الكهربائية.
العدد 2149 - الخميس 24 يوليو 2008م الموافق 20 رجب 1429هـ