أفاد استشاري أمراض السكري فيصل جعفر المحروس أن أكثر المرضى تأثرا بفصل الصيف هم مرضى السكري أو ما ينجم عن مضاعفات السكر في اضطراب الميزان الغذائي.

وأوضح المحروس أن «من المهم جدا أن يلتزم مريض السكر ببعض الإرشادات ليتفادى المشكلات الناجمة عن فصل الصيف والتي من أهمها أن يدرك بالاتفاق مع طبيبه نوع ومقدار الطعام الذي يناسب مرضه وعدم نسيان قياس السكر بين الحين والآخر، وألا يحاول إطفاء عطشه بغير الماء، والاستعانة بالسكارين وأشباهه لتحلية ما يريد تحليته من مشروبات، وفي أميركا يضعون السكارين مع السكر على موائد الطعام ليختار الزبون أيها يشاء، بالإضافة إلى المحافظة على نظافة جلده باستمرار وتجنب العرق الغزير والصنادل الضيقة والمشي على البلاج حافي القدمين، وضرورة أن يسعف المريض كل جرح مهما صغر في وقته ويعرض كل إصابة جلدية على الطبيب».

وأشار إلى أنه لا شيء يمنع مريض السكر من النزول إلى البحر والسباحة فيه على الإطلاق، لأنها من أنواع الرياضات التي تؤدي إلى احتراق مقدار أكثر من سكر الدم، ولفت إلى أن نزول البحر يتطلب من مريض السكر بعض الشروط مثل أن يكون المكان آهلا بالناس وألا يسبح في منطقة عمق الماء فيها أكبر من قامته بما يعني أن تكون الأرض في مكان يسبح فيه في متناول قدمه باستمرار، وعدم النزول إلى البحر قبل الافطار أو قبل الغذاء وهو تحت تأثير الأنسولين.

وتابع استشاري أمراض السكري «عرف منذ خمسين عاما أن 10 في المئة من مرضى السكر الكهول ممن هم فوق سن الأربعين يزيد وزنهم على معدل الوزن الطبيعي لمثل سنهم وطولهم بنسبة لا تقل عن 10 في المئة إن لم تزد على أربعين أو خمسين، وإذا كانت هذه الاحصائية مأخوذة عن بلاد كأوروبا وأميركا فالواقع أن نسبة زيادة وزن مثل هؤلاء المرضى في بعض بقاع الشرق العربي قد لا تصل الى تسعين في المئة وخاصة في مصر وسورية ولبنان، أما في بلادنا فكلما صعدنا الى الشمال ناحية البحر زادت هذه النسبة والسبب لاستعمال الرز غذاء أساسيا مضافا إلى السمن البلدي واستهلاك كميات غير معقولة من الحلوى التي تكاد تكون كلها من السكريات والدهون».

وأضاف «وإذا جاز هذا في الشتاء فإن هذا النوع من الغذاء يتحول في الصيف الى أكداس من الشحم، وقد يسبب لمريض السكر بالذات مأساة، فحرارة الجو في الصيف تستدعي نقص كمية الطعام اليومي الى ثلثها على الأكثر، لأن الجسم ليس في حاجة الى القدر نفسه من الطاقة الحرارية التي يستمدها من الطعام، والتي كانت الحاجة ماسة إليها في برد الشتاء».

وتابع المحروس «هذا ما يجب أن يحدث في الصيف، أما الواقع فهو مخالف تماما، ففي الصيف يطول النهار ونجد من يأكل بدلا من الوجبات الثلاث المعروفة أربع وجبات أو خمس، ومن دون تفكير في جملة ما ازداد من طعام، وفي الصيف يزداد العطش، ومريض السكر بطبيعة مرضه عطشان، ويزيد ذلك صيفا فيندفع إلى شرب مقادير كبيرة من السوائل ليطفئ بها عطشه وكثيرا ما يغالط نفسه بين الحين والآخر فيشرب زجاجة من المياه الغازية تحتوي على 20 أو 30 غراما من السكر، وقد يشرب من هذه الزجاجات في المتوسط خمسا أو عشرا في اليوم بمعدل من استهلاك السكر لا يقل عن مئتي غرام، وإذا ترجم هذا المقدار الى أرغفة من الخبز كان معناه أنه أضاف الى طعامه اليومي المحدد نحو ثلاثة أرغفة وهي حمل كبير على مريض السكر».

وواصل أن «مريض السكر الذي كان يأكل برتقالة واحدة بعد الطعام في الشتاء يجد نفسه صيفا في بستان من الفاكهة، لا تحتوي البرتقالة على أكثر من 10 في المئة من السكر، فإذا أكل المريض برتقالة ضخمة فقلما يأخذ منها من السكر أكثر من عشر جرعات، أما في الصيف فالبطيخة أو الشمامة المتوسطة الحجم التي تبلغ ستة كيلوغرامات على رغم أنها تحتوي هي الأخرى على نحو عشرة في المئة من وزنها سكرا فاذا أكل المريض ربعها - وكثيرا ما يفعل - فيستمد منها 150 غراما من السكر أي ما يساوي ما يستمده من أكثر من رغيفين، وتشتد المحنة حين يأكل ربع كيلوغرام من العنب الذي يحتوي على 20 في المئة من وزنه سكرا، أما وجنة المانغو فتحتوي على 22 إلى 25 في المئة من وزنها سكرا، وعلى المريض أن يترجم الى أرغفة ما يأخذه من أكل أربع حبات أو خمس».

وأضاف «في الصيف الطعام عبئ على مريض السكر الذي لا يعرف كيف يحتاط له ويتوقاه، وكثيرا ما يذهب إلى المصيف ومرضه تحت السيطرة التامة نتيجة علاجه فلا يكاد يقع تحت عبئ هذه الظروف الغذائية التعيسة حتى يختل التوازن بين الدواء الذي يأخذه ومقدار السكر الذي يتعاطاه، فتبدأ المضاعفات في الظهور ولاسيما في نهاية الصيف، وكما هو معروف فإن الغيبوبة السكرية تحدث في أواخر الصيف بكثرة وفي أوائل الخريف».ax