تحول النزاع في منطقة القوقاز إلى مواجهة أمس (الثلثاء) بين روسيا وحلف الأطلسي على رغم بروز مؤشرات بشأن بدء انسحاب القوات الروسية من جورجيا وحدوث أول عملية تبادل أسرى بين الطرفين.

فقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الموقف الذي تبناه «الأطلسي» في الأزمة الجورجية ستكون له «تداعيات»على العلاقات مع روسيا التي «ستستخلص نتائج» ذلك.

ورفض لافروف البيان الذي أصدره نظراؤه في الحلف، معتبرا أنه «غير موضوعي ويعكس انحيازا». وقال الوزير للصحافيين: «الواقع أن الحلف أخذ (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي تحت حمايته»، واصفا النظام في تبيليسي بأنه «مجرم» ومعتبرا انه «أفلس».

وأكد أن دعم ترشح تبيليسي للانضمام إلى الحلف هو ذو طبيعة «معادية لروسيا». وأضاف أن «السياسة القائمة على اجتذاب جورجيا إلى الأطلسي لا علاقة لها باستيفاء جورجيا لمعايير الانضمام، بل تنبع من أهداف يصح فيها القول إنها معادية لروسيا».

وأعلن لافروف أن انسحاب القوات الروسية من جورجيا يظل رهنا بعودة القوات الجورجية إلى مواقعها ويتوقع أن يستغرق «ثلاثة أو أربعة أيام».

واتهم «الأطلسي» بالتوجه «نحو إعادة تسليح» جورجيا، وأضاف «يحاولون أن يجعلوا من المعتدين ضحايا (...) وأن يبيضوا صفحة النظام الجورجي». وأكد أن «روسيا لا تحتل أي بلد ولا تنوي احتلال أي بلد».

كما أعلن المتحدث باسم القوات البحرية الروسية ايغور ديغالو أن بلاده ألغت مشاركتها في مناورات كانت مقررة في بحر البلطيق في إطار شراكتها مع الأطلسي، ولن تتمكن من استقبال فرقاطة أميركية في الشرق الأقصى في سبتمبر/ أيلول كما كان مقررا.

ومن جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أنها حصلت من «الأطلسي» على ما كانت تريده. وتطرقت إلى ثلاث نقاط إيجابية في الإعلان المشترك الذي صدر عن دول الحلف وهي: دعم الحلف «للديمقراطية الجورجية»، وتوجيه «رسالة شديدة القوة إلى روسيا تدعوها إلى الالتزام بما تعهدت به»، و «إعلان الأطلسي بشكل واضح جدا انه من غير المقبول أن تقوم روسيا برسم خط جديد في أوروبا لا يمكن أن نأمل بمستقبل أطلسي للمناطق التي تقع وراءه».

وفي تطور متصل، أعلن المتحدث باسم «البنتاغون» براين ويتمان أن أميركا لم تلاحظ انسحابا فعليا للقوات الروسية من جورجيا. وإلى ذلك، قال رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الكسندر ستاب إن جورجيا وافقت على قيام المنظمة بنشر مراقبين عسكريين إضافيين.