العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ

حال الحزب الديمقراطي الأميركي عشية مؤتمره العام

الدوحة - مركز الجزيرة للدراسات 

24 أغسطس 2008

هزيمة الجمهوريين الكبيرة في انتخابات 2006 -حيث فقدوا السيطرة على (الكونغرس) بمجلسيه- أشعرت بعض أهم قادتهم بأن عصر سيطرة اليمين الأميركي على واشنطن قد ولّى، وأن الانتخابات المقبلة (نوفمبر/ تشرين الثاني 2008) ستكون بمثابة فرصة يحتفل من خلالها الديمقراطيون بعودة مدهم السياسي بفعل الفضائح والأخطاء العديدة التي ارتكبها قيادات بـ «الكونغرس» وبإداراتي الرئيس جورج بوش خلال الأعوام الثماني الأخيرة، وعلى رأسها حرب العراق.

ولكن مع دخول شهر مارس/ اذار 2008 شعر العديد من المتابعين بأميركا وحول العالم بأن انتصار الديمقراطيين المنتظر في انتخابات 2008 -ومن ثم استعادتهم البيت الأبيض- بات أمرا متروكا لحسابات عدة ومعقدة، وربما صار بعيد المنال، وأن السبب في ذلك يعود لا لروح جديدة دبت في الجسد الجمهوري وإنما لعادة قديمة تمكنت من عقل وقلب قيادات الحزب الديمقراطي وجماهيره.

انقسام تاريخي

أصل هذه العادة يعود لانقسام أو شرخ تاريخي يقسم الحزب الديمقراطي منذ نهاية الستينيات لفريقين متناحرين متصارعين متساويين في النفوذ بشكل جلي وواضح، فريق يعرف باسم «اليسار الجديد» وفريق تقليدي يعرف باسم «الليبراليين الجدد».

يمثل اليسار الجديد القوى التي هزت أميركا والعالم خلال عقد الستينيات، بعدما فجرت بحرا من الثورات والحركات الجماهيرية الغاضبة التي أغرقت المجتمع الأميركي بشكل عام منذ منتصف الستينيات.

«اليسار الجديد» ضم جماعات تعبر عن الأفارقة الأميركيين والمهاجرين والشواذ والحركات النسوية والمثقفين والشباب والحركات المعادية للحرب وغيرها من الجماعات والحركات الثائرة التي رفضت الوضع القائم في أميركا ورأته وضعا تقليديا رجعيا لا يرتقي لعصر ما بعد الحرب العالمية الثانية.

الجماعات السابقة صعدت في أوساط الحزب الديمقراطي بسرعة فائقة على رغم رفض ومقاومة النخب الديمقراطية التقليدية المسيطرة على الحزب، والتي شملت اقطاعي الجنوب والطبقات العاملة والمتوسطة البيضاء وبعض مثقفي الشمال البيض الليبراليين وصقور السياسة الخارجية داخل الحزب الديمقراطي.

وشهد العام 1968 صراعا طاحنا بين الفريقين أدى إلى انقسام الديمقراطيين في مؤتمرهم الانتخابي العام لفريقين، نخب تقليدية تسيطر على قاعات المؤتمر الداخلية ومرشحه الرسمي، ونخب ثائرة غاضبة ومتظاهرة خارج «المؤتمر العام» تريد طرح مرشحها المعبر عن «اليسار الجديد».

ويبدو أن انقسام الحزب خلال مؤتمر العام 1968 لفريقين متناحرين يتمتعان بقدر كبير من النفوذ والشعبية حمل في أحشائه مستقبل الحزب لعقود مقبلة، فمنذ ذلك الحين والحزب مقسم بين «يسار جديد» و»يسار تقليدي محافظ» تُطلق عليه تسميات مختلفة لأنه يتغير باستمرار بفعل هجرة كثير من أعضائه منذ ذلك الحين إلى الحزب الجمهوري.

كما بات انقسام الحزب بين جناحين متصارعين متساويين في القوة تقريبا أحد أهم سمات الديمقراطيين وأسباب ضعفهم وهزائمهم المتتالية، ما أدى لخسارتهم الرئاسة باستمرار، فمنذ العام 1968 -وهو العام الذي يؤرخ به لبداية الأزمة- وحتى الآن لم يفز الحزب الديمقراطي بالرئاسة إلا لمدة ثلاث دورات رئاسية فقط، حيث فاز جيمي كارتر بدورة رئاسية واحدة (1976-1980)، وفاز بيل كلينتون بدورتين رئاسيتين (1992-2000)، وذلك في مقابل فوز الجمهوريين بسبع دورات رئاسية خلال الفترة ذاتها.

صعود الليبراليين الجدد

تبلورت قيادات الليبراليين الجدد في ظروف الأزمة التي كان يمر بها الحزب الديمقراطي.

تزامنا مع هذه الأزمة، دخل الحزب الجمهوري فترة من أزهي عصوره السياسية، مستفيدا من صراعات الحزب الديمقراطي السياسية. كان يستقبل جماعاته النازحة الرافضة لأجندة اليسار الجديد، وعلى رأسها أثرياء الجنوب والبيض من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين رفضوا أجندة «اليسار الجديد» لأسباب أخلاقية أو حقوقية، حيث رأى بعضهم أن اليسار الجديد مفرط في علمانيته وتجاهله للدين وللثقافة التقليدية وفي مناصرته لحقوق الأقليات والمهاجرين، هذا إضافة إلى المحافظين الجدد الذين رفضوا أجندة «اليسار الجديد» على مستوى السياسية الخارجية، حيث شعروا بأن اليسار الجديد يبالغ في مهادنة أعداء أميركا كالاتحاد السوفياتي كما يبالغ في انتقاد «إسرائيل».

في المقابل عانى «اليسار الجديد» نفسه من الفرقة والانقسام على الذات وغياب الأجندة الموحدة، إذ تكون منذ ولادته في منتصف الستينيات من جماعات فئوية متفرقة ولكل جماعة أجندة وقادة وممثلين، ولكنها أجندة وقيادات فئوية لا تتعلق بالضرورة بالصالح العام أو بأجندة الحزب الديمقراطي العامة.

في هذه الظروف تبلورت قيادات أو حركة جديدة للتيار المحافظ داخل الحزب الديمقراطي عرفت بأسماء مختلفة مثل «الليبراليين الجدد» أو «الطريق الثالث»، وهي حركة ولدت من رحم الأزمة، أزمة تراجع اليسار وصعود اليمين، وانقسام الحزب الديمقراطي، وثورة قوى اليمين المسيحي المتدينة.

وكان العام 1985 فاصلا في صعود تلك الجماعات، حيث شهد تأسيس «مجلس القيادة الديمقراطي» وهو أحد أهم الجماعات السياسية المعبرة عن تيار «الليبراليين الجدد»، فقد ضم المجلس أهم قادة التيار وعلى رأسهم كلينتون، والذي تولى رئاسة المجلس في الفترة (1990-1991)، وهي فترة قادت كلينتون والديمقراطيين للبيت الأبيض لدورتين متتاليتين، وهو أمر لم يتكرر منذ بداية أزمة الحزب الديمقراطي في أواخر السيتنيات.

وبصعود كلينتون صعد نجم «الليبراليين الجدد» وتبلور جيلهم وصوتهم الجديد داخل الحزب حيث رأوا أن عودة الحزب للسلطة تتطلب سحب البساط من تحت أقدام اليمين من خلال ما يأتي:

أولا: خطب ود الطبقة المتوسطة البيضاء عن طريق الاهتمام بقضاياها.

ثانيا: تقليص برامج الرعاية الحكومية الموجهة لدعم الطبقات الفقيرة والأقليات.

ثالثا: تبني خطاب أخلاقي وديني يحترم الأخلاق والدين يخاطب اهتمامات المتدينين من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

رابعا: على مستوى السياسة الخارجية بدا الليبراليون الجدد بشكل عام أكثر صقورية على ساحة السياسة الخارجية من «اليساريين الجدد».

بين بيل كلينتون وحرب العراق

فوز كلينتون ساهم في صعود «الليبراليين الجدد» داخل الحزب الديمقراطية، كما أضعف قوى اليسار الجديد داخله ولكنه لم يقض عليها، كما ساهمت أحداث 11-9 وما تبعها في تراجع أصوات «اليسار» داخل الحزب الديمقراطي والسياسة الأميركية بشكل عام.

وبهذا شهدت الفترة من 2000 إلى 2004 تراجعا مستمرا في نفوذ «اليسار الجديد» لأسباب مختلفة، ومع ذلك لم يتمكن الليبراليون الجدد من إخراج الحزب الديمقراطي من أزمته، ففي العام 2000 رشح الحزب الديمقراطي نائب كلينتون -آل غور- ولكنه خسر الانتخابات، وفي العام 2004 رشح الحزب الديمقراطي جون كيري، والذي صوت لحرب العراق تماشيا مع غالبية «الليبراليين الجدد»، ثم صوت ضد تشريع خاص بتمويل الحرب خلال الانتخابات التمهيدية لكي يرضي قواعد الحزب المعادية للحرب والتي ظلت تحت تأثير قوى «اليسار الجديد»، لذلك بدا كيري في الانتخابات العامة منقسما على نفسه يقول بأنه «صوت لتشريع خاص بتمويل الحرب قبل أن يصوت ضده»، وهو تناقض وانقسام داخلي واضح لم يتردد جورج بوش ومستشاره السياسي كارل روف في استغلاله كل الاستغلال، لذلك خسر الديمقراطيون المنقسمون على أنفسهم الانتخابات.

يرى البعض أن «الليبراليين الجدد» أفرطوا في مهادنتهم لليمين الأميركي فبدل أن يقدموا سياسات وسطية بديلة عن سياسات اليسار الجديد المتشددة في يساريتها وسياسات اليمين الأميركي الحاكم المتشددة في أصوليتها شعر «الليبراليون الجدد» بالانهزامية في مواجهة قوى اليمين الأميركي، ما دفعهم لتقديم سلسلة من التنازلات حتى وصل بهم الحال لتبني سياسات كحرب العراق وبات من الصعب التفريق بين بعض قياداتهم وقيادات المحافظين الجدد على ساحة السياسة الخارجية. وفي العام 2006 ثار الأميركيون ثورة شعبية تلقائية ضد كل من دعموا حرب العراق، لذلك ثار الديمقراطيون ضد «الليبراليين الجدد» حتى أنهم رفضوا ترشيح السيناتور جوزيف ليبرمان بولاية كونيكتيكت - والتي فاز فيها ليبرمان كمستقل لا كديمقراطي، والمعروف أن ليبرمان كان نائبا عن آل غور في انتخابات 2000، كما أنه تولى رئاسة «مجلس القيادة الديمقراطي»، وهو أهم منظمات «الليبراليين الجدد» السياسية، لست سنوات (1995-1996)، ولعل هزيمة ليبرمان كانت رمزا معبرا عن سخط الديمقراطيين على «الليبراليين الجدد».

انتصار الديمقراطيين في انتخابات العام 2006 أدّى إلى عودة الروح لقوى «اليسار الجديد» وتراجع قوى «الليبراليين الجدد» داخل الحزب بعد أن دعموا حرب العراق، ولكن هذا الانتصار لم يحسم الصراع داخل الحزب لصالح قوى «اليسار الجديد»، فسرعان ما شعرت القوى الجماهيرية اليسارية بأن قيادات «الكونغرس» الديمقراطي مترددة في تطبيق أجندتهم المعادية للحرب، حيث شهدت أواخر العام 2007 مشاعر غضب واسعة وسط الجماهير المعارضة للحرب ضد قيادات الديمقراطيين في الكونغرس حيث رأى نشطاء الحرب أن قادة الديمقراطيين بالكونغرس لم يفوا بعهودهم الانتخابية. وفي ظل الانقسام السابق بين قواعد الحزب اليسارية وقياداته المحافظة المترددة تمنى البعض أن تشهد انتخابات العام 2008 ظهور قيادات ديمقراطية جديدة تتخطى الانقسام بين يسار الحزب ويمينه بعدما أرهق الصراع بين اليساريين والليبراليين الجدد الحزب الديمقراطي وأنصاره لعقود.

هل يصلح أوباما ما أفسده الديمقراطيون؟

خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية (2008) وجد الناخبون الديمقراطيون أنفسهم أمام ثلاثة مرشحين بالأساس، وهم جون إدواردز (السيناتور السابق ونائب جون كيري في انتخابات 2004)، وهيلاري كلينتون، وباراك أوباما.

إدواردز وهيلاري عبرا عن «الليبراليين الجدد»، مع فارق أساسي هو أن إدواردز غير جلده بوضوح بين انتخابات 2004 و2008، حيث مال في انتخابات 2008 إلى النزعة اليسارية منتقدا واشنطن وسياسييها والمؤسسات الحاكمة والأثرياء وحرب العراق محاولا اجتذاب قواعد الحزب الديمقراطي اليسارية الثائرة ضد الحرب لمعسكره، ولكن تلك الجماعات لم تنس أن إدواردز ساند حرب العراق في 2002، وأن مواقفه على صعيد السياسة الخارجية يصعب وصفها باليسارية، وأنه محامي تعويضات ثري لا يصلح في دور المناضل من أجل الفقراء كما حاول تصوير نفسه، وذلك على الرغم من اعتذار إدواردز -خلال الانتخابات التمهيدية- عن تصويته لصالح قرار حرب العراق.

أما هيلاري فهي وريثة «الكلنتونية» الشرعية بمزاياها وعيوبها، وما عرف عنها من ذكاء ودهاء وقدرة مهولة على الصراع والتلون السياسي والانقضاض على الخصوم داخل الحزب وخارجه، وقدرة تنظيمية عالية وشهرة، ولكن هيلاري افتقدت قدرات بيل الخطابية، كما أنها كوريثة لليبراليين الجدد وقائدة لهم صوتت لحرب العراق ورفضت الاعتذار عن قرارها وتبنت سياسة خارجية يصعب تفريقها عن المحافظين الجدد.

أمام هذا المشهد صعد أوباما المفاجأة التي هزت قواعد اللعبة داخل أروقة الحزب الديمقراطي، فالرجل مفاجأة لأنه لم يكن معروفا على الساحة السياسية قبل العام 2004 حين ألقى خطابا رئيسيا في مؤتمر الحزب العام (يوليو/ تموز 2004)، وهو خطاب صعد بأوباما لعنان السماء نظرا لما كشف عنه من قدرات خطابية هائلة لم توجد سوى لدى عباقرة الحزب وقادته التاريخيين من أمثال كلينتون وجون كيندي ومارتن لوثر كينغ.

وهكذا بدا أوباما المفاجأة كالمعجزة المحيرة فسجله القصير بالكونغرس وعلى الساحة السياسية بشكل عام يجعل من المستحيل التأكد من نواياه، وإن كان ذلك يمثل ميزة أحيانا، لأن التركة السياسية الثقيلة قد تتحول عبئا إذا ما باتت مادة للخصوم.

كما أن أوباما بات يمثل الكثير لجماعات كثيرة متعارضة أحيانا، فمعارضته للحرب وخلفيته الشخصية والعرقية جذبت إليه قوى «اليسار الجديد» كالمهاجرين والأفارقة الأميركيين والأقليات وغيرهم، كما أن خطابه عن الوحدة والأمل وتخطي الفروق العرقية والسياسية نال إعجاب «الليبراليين الجدد» والبيض التقدميين بشكل عام، كما أن شبابه وانتماءه لجيل جديد نال إعجاب الشباب وأعطى حكماء الديمقراطيين الأمل في أن يمثل أوباما جيلا جديدا يتخطى صراعات جيل الستينيات المسيطر على مقاليد الحزب والسياسية في أميركا، وهو جيل منقسم على ذاته وضد ذاته لا يمل الصراعات السياسية والفئوية والتحزب والحروب الحزبية والعرقية والثقافية والدينية والخارجية بشكل لا ينتهي.

2008 وعودة الانقسامات

لذلك رأى بعض قادة الديمقراطيين مثل آل كينيدي أن أوباما يمثل أمل الحزب ورجل التغيير في مرحلة ما بعد جورج دبليو بوش، وتوالت الترشيحات والمراهنات على شخصية أوباما وقيادته المنتظرة للحزب، حتى حسم ترشيح الديمقراطيين له في الانتخابات التمهيدية.

ولكن فوزه جاء متأخرا -في مطلع يونيو/ حزيران 2008- بعد أن خاض صراعا طويلا ومضنيا مع «آل كلينتون» أعتى قادة «الليبراليين الجدد» وأكثرهم شراسة ودهاء سياسيا، حتى قيل إن هجوم آل كلينتون على أوباما بات الأساس الذي بنى عليه المرشح الجمهوري جون ماكين حملته ضد أوباما.

أوباما يسعى للتواصل مع الأميركيين وطمأنتهم

دنفر (الولايات المتحدة) - ستيفن كولينسون

سيسعى مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما إلى توثيق علاقته والتواصل على المستوى الشخصي مع الشعب الأميركي الذي لايزال غير مرتاح لقصة حياة أوباما غير المألوفة وحملته من أجل التغيير.

ويستعد أوباما (47 عاما) ابن الكيني الذي تزوج من أميركية بيضاء، لتتويج صعود نجمه على الساحة السياسية، لقبول ترشيح حزبه له رسميا لخوض سباق الرئاسة في مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيشهده ملايين الناخبين ابتداء من الاثنين. وسيحاول سناتور ايلينوي استعادة زخم حملته الانتخابية للوصول إلى سباق البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أن تسببت سلسلة الهجمات التي شنها ضده المرشح الجمهوري جون ماكين في إشعال المنافسة بينهما. كما ستبقى العيون تراقب هيلاري كلينتون التي تغلب عليها أوباما في المنافسة للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، لرصد أي مؤشر على محاولتها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون تقويض وحدة الحزب.

وفي الوقت الذي تتوجه عيون ملايين الناخبين إلى سباق الرئاسة لأول مرة، فأن أمام أوباما، المولود في هاواي، فرصة لا تعوض بالكشف عن سيرته الذاتية والتحدث عن قصة حياته وصعوده من الفقر إلى المجد باعتبارها تجسيدا للحلم الأميركي.

ويقول بروفسور العلوم السياسية في جامعة اركنساو اندرو دودل إن على أوباما أن «يجعل الناس يشعرون بارتياح أكبر له كشخص (...) وهذه فرصة حقيقية له».

ويدعو أوباما إلى الوحدة والأمل إلا أن صورته ومحاولته لاجتذاب الطبقة العاملة من الديمقراطيين اهتزت بسبب تصريحات راعي كنيسته السابق في وقت سابق من هذا العام.

وأثرت الهجمات التي شنها جون ماكين على أوباما حيث وصفه بأنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة ليكون قائدا للجيش.

ويقول أستاذ التاريخ في جامعة برينستون جوليان زيليزير إن آمال أوباما في الحصول على الرئاسة قد تعتمد على دفاعه عن نفسه. ويضيف «إذا لم يتمكن من ذلك فستكون أمامه مشكلة كبيرة».

وأضاف «لقد واجه شهرا صعبا جدا في أغسطس/ آب، ونجح الجمهوريون في إحراجه».

ويدعو سناتور ايلينوي الذي فاجأ الساحة السياسية الأميركية بخطاب مذهل في المؤتمر الديمقراطي العام 2004، إلى إنهاء الانتقادات والهجمات في السياسة.

إلا أنه يبدو أنه تبنى بعضا من هذه التكتيكات في أغسطس في قتاله ضد الجمهوريين الذين تبنوا سياسة الأرض المحروقة للوصول الى البيت الأبيض.

وكان المرشح الديمقراطي جون كيري قد ذهب ضحية تساهله مع الرئيس جورج بوش في انتخابات الرئاسة العام 2004.

وشدد أوباما من حملته، كما اختار السناتور المخضرم جوزف بايدن لخوض الحملة معه نائبا للرئيس، ما يشير إلى أنه لن يرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه كيري.

وقال زيليزير «أعتقد أننا سنسمع المزيد من المقارنات بين مواقف الديمقراطيين وحقيقة أوباما ومواقف وحقيقة ماكين». وأضاف «سنستمع إلى الكثير من الربط بين ماكين وبوش».

وتظهر استطلاعات الرأي أن أعدادا كبيرة من الأميركيين غير راضين عن الطريق الذي تسير عليه بلادهم، إلا أن أوباما الذي يدعو إلى التغيير، لايزال غير قادر على التغلب على منافسه.

وقد تأكد ذلك في استطلاع جديد للرأي نشرته الأحد صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «اي بي سي» الإخبارية، أظهر أن أوباما يحظى بتأييد 49 في المئة من الناخبين بينما حصل ماكين على نسبة 45 في المئة.

وتقول مسئولة الاستطلاعات في الحزب الديمقراطي سيليندا ليك «إذا سمح الديمقراطيون لماكين بأن يكون مرشح التغيير، فستكون أمامهم أوقات صعبة للغاية».

وسيعقد المؤتمر الديمقراطي الذي يستمر أربعة أيام تحت حراسة أمنية مشددة.

وسيليه المؤتمر الجمهوري الذي سيعقد في سانت بول بولاية مينيسوتا الأسبوع المقبل.

وسيتم نشر ما بين ثلاثة وخمسة آلاف عنصر من الشرطة والأمن في دنفر لفرض القانون والنظام في الشوارع.

وإضافة إلى أوباما وبايدن وهيلاري وبيل كلينتون، فسيشارك في المؤتمر عدد من أبرز شخصيات الحزب، وسيتم تكريم السناتور الليبرالي ادوارد كنيدي الذي يعاني من سرطان الدماغ.

وفي لفتة غير معتادة، سيلقي أوباما خطابا أمام أكثر من 70 ألف من أنصاره في استاد انفيسكو فيلد لكرة القدم الأميركية الخميس.

وكانت آخر مرة أعلن فيها مرشح رئاسة قبول ترشيحه في الهواء الطلق في العام 1960 عندما أطلق الرئيس السابق جون كنيدي دعوته للتجديد والتي يرى العديد من أنصار أوباما أنها عادت لتتجسد في مرشحهم.

العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً