مرة أخرى الحوادث المرورية في البحرين وضحاياها الكثر يوميا، لا يمكن أن يقبلها أي عاقل يشعر بأنه يعيش في مساحة أقل من 700 كم2.
الازدحام المروري قد قلل الكثير من الحوادث ومعظم الحوادث المرورية في الشوارع المزدحمة تكون بسيطة جدا ويعد ذلك أمرا جيدا - مع الأسف - ولكن أشعر أحيانا بأنه شيء نوعا ما إيجابي ولو طال الزحام كل شوارع البحرين لما ذهب ضحايا لحوادث السير.
وتبقى المشكلة في الشوارع الرئيسية «الهاي وي» وهنا لا يمكن أن نلوم الشوارع فقط وإنما نلوم السواق المتهورين وخصوصا أن كثيرا من الشباب والشابات المندفعين الذي يظن الواحد منهم أنه يسوق طيارة، اما سواق الشركات والمؤسسات من الآسيويين فلهم طعم آخر من «التفهي» وعدم المقدرة على تحديد أحقية السير إما للجهل بالأنظمة أو عدم الاكتراث أو السرعة الفائقة لكي يصل في الوقت الذي حدده المسئول ولسواق الأجرة والنقل والحافلات رأي مختلف في ارتكاب أو التسبب في ارتكاب الحوادث المرورية المميتة.
الأسباب السابقة لا تعفي إدارة المرور و «الاشغال» ربما من المسئولية من ناحية سوء تخطيط بعض الشوارع والإشارات الضوئية وبعض مداخل بعض المناطق مثل القرى.
يتضح ما ذكرناه أن أسباب الحوادث إضافة الى بعض السباقات في الشوارع الرئيسية المفتوحة في بعض المناطق هي الأسباب الرئيسة في الحوادث ولا أظن أن الأمر يخفى على إدارة المرور والمعنيين ولكن ما العمل لحل هذا اللغز المميت؟!
الرادارات وحدها لم تنفع ولو أنها قللت من الحوادث والعقوبة لم تردع ولو أنها خففت منها يبقى أن نتساءل هل نحتاج إلى زيادة العقوبات وكاميرات المراقبة أم نعيد تخطيط الشوارع؟
اقترح أحد القراء بالتفكير في إصدار فتوى دينية حول السرعة كما صدرت بالنسبة للتدخين وأظن أن هذه الفكرة تستحق التأمل لا من ناحية أنها مطلوبة فعلا ولكن بمجرد التفكير بهذا الجانب يجعلنا جادين لوضع حل لهذه المشكلة وفي الوقت نفسه ربما يتساءل البعض ماذا لو لم تنتج هذه الفتوى حلا كما هو الحال بالنسبة للتدخين، فلم يقل عدد المدخنين بسبب الفتوى وإنما بسبب التوعية الإعلامية من قبل وزارتي الصحة والإعلام من تلفزيون وصحف ومجتمع مدني، وفعلا التوعية الواعية وبكل لغات السواق - تحتها خطين - هي التي تقود الى تقليل الحوادث المميتة، فيجب على الحكومة متمثلة بإدارة المرور والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني والخطباء وأرباب الأسر زيادة التوعية الواعية بالطرق الحديثة والخفيفة وبإعادة دراسة القوانين مع إعادة دراسة تخطيط بعض الشوارع والإشارات... الخ، وتعديلها وبتشجيع وتكريم السواق الملتزمين وبإقامة فعاليات تهتم بهذا الجانب وبسخاء حتى يقبل عليها السواق.
توعية السواق القادمين من جسر الملك فهد حين دخولهم البحرين بطرق علمية محببة، إضافة إلى إعطائهم نبذة عن القوانين والعقوبات المرورية وإعطائهم فكرة عن التكريم والحوافز المقدمة مثلا. زيادة العقوبات والغرامات للمتهورين في السياقة والسكارى والذين يهربون بعد ارتكاب الحوادث كذلك زيادة كاميرات المراقبة واستمرار الإعلان عنها لكي تكون رادعا مهما، وتبقى أهمية التوعية واستمراريتها للتقليل من حوادث السير المميتة في بلد لا نحتاج فيه الى السرعة.
تقليل سرعة السيارة من المصنع أو من قبل المرور بحيث لا تزيد عن 80 كيلومترا في الساعة؟
إبراهيم حسن
العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ