سهرت الليالي حتى تفتخروا بي، فأنا من خريجات هذا العام من قسم الأنسجة والملابس 2008/ 2009، والثانية في قسمي على مستوى البحرين، اخترت دراسة هذا القسم لرغبتي في خدمة وطني وأبنائه علما بأن دراسة هذا المجال ليس سهلا كما يعتقد البعض، وهذا القسم موجود منذ أكثرمن 20 عاما، وكما يعلم الجميع بأن يحق للثلاثة الأوائل من كل قسم بعثة، فهذه إحدى حقوقه، وعندما ذهبت للوزارة للمطالبة بحقي قابلت أحد مسئولي قسم البعثات لوزارة التربية والتعليم، فنزل علي الخبر كالصاعقة حين أخبرني بأن قسم الأنسجة والملابس قسم غير معترف به في البحرين، فإذا هو كذلك داخل البحرين فماذا إذا سيكون بالخارج!
حطموا مستقبلي كما حطموا من سبقوني، حطموا طموحاتي بعد تعبي! قابلوني بالرفض لمجالي ولمدرستي ولتعبي بتلك السنين الغالية من عمري وأن قسمي غير معترف به فلماذا وما زالت المدارس تلك تستقبل دفعات جديدة، لمَ لا يغلق القسم رحمة بالطالبات ومستقبلهم ومن كل هذا وذاك أين هو مصيري ومصير الكثير من الطالبات بنفس القسم؟! والأعظم مصير من هم على نفس الدرب للعام المقبل إذ علمت بأن هناك 20 طالبة قد قبلن بنفس المجال! هل المراد تخريج طالبات لا مستقبل لهن غير الزواج والجلوس بالبيت ويكون هذا مستواهن من التعليم والذي سيؤثر مستقبلا على أطفالهن ومتابعتهم التعليمية!
ندرس ونتعب، نعمل ونسهر، نجرح ونصمت نظلم وماذا، أنصمت إذا... أين الحق! نسهر حتى نفرح بتخرجنا ونسير نحو المستقبل الموعود، ولكن نصدم بأن ما تعبنا لأجله كان في سبيل اللاشيء، كنا نعمل كما يطلب منا حتى أنه ذات مرة طلبت منا وزارة التربية والتعليم أن نعمل عمل 300 وشاح لمهرجان «البحرين أولا» في أقل من أسبوعين وكنا فقط 7 بنات والعمل صب فوق رؤوس 5 منا، كنا نسهر لأجل هذا العمل ونمرض حتى يفتخر بنا من سيرتديه ولنا الفخر، حتى تفتخر البحرين بنا ولكن ظهر لنا بأنه لايعترف بنا!
أصبحت أصبح بدموعي وأمسي بها فقد ظلمت وظلم غيري، حتى أن الأولى على القسم حينما حصلت على بعثتها لم تكن كما أرادت فقد أعطيت بعثة للغة العربية! وهدم مستقبلها أمام ناظريها كما مزقت قلوبنا.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ