قال الرئيس الاميركي جورج بوش أمس بعد ان حصل على سلطات اعلان الحرب التي طلبها من الكونغرس ان البلاد متحدة بشأن الحاجة الى مواجهة العراق الذي أعرب عن استعداده للسماح لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة بزيارة ثمانية قصور رئاسية وهي نقطة رئيسية تطالب بها الولايات المتحدة واستعداده لازالة كل العقبات امام عودة مفتشي الامم المتحدة بعد غياب دام اربعة اعوام تقريبا.
وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية «بلدنا والكونغرس متحدان الآن في الهدف. اميركا تتحدث بصوت واحد، يتعين على العراق ان ينزع أسلحته وأن يلتزم بجميع قرارات الامم المتحدة القائمة وإلا سيجبر على الالتزام».
وصرح نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في مقابلة نشرت أمس انه بامكان المفتشين دخول اي مكان يريدون تفتيشه.
ولم يتضح ما اذا كانت تصريحات رمضان تعني ان العراق يرحب الآن بالتخلي عن القيود التي وضعها في مذكرة التفاهم الصادرة العام 1998 فيما يتعلق بدخول القصور.
وبعث المستشار الرئاسي العراقي عامر السعدي رسالة لكبار مفتشي الاسلحة قائلا ان بغداد مستعدة لازالة كل العقبات امام عودة مفتشي الامم المتحدة بعد غياب دام اربعة اعوام تقريبا.
وذكرت الرسالة ان العراق يؤكد من جديد استعداده التام لاستقبال فريق المفتشين في 19 اكتوبر/ تشرين الاول وفقا للاتفاق المسبق مع استعداد العراق لحل كل القضايا التي قد تعترض سبيل التعاون المشترك بين العراق وفرق التفتيش.
وذكرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية ان احمد الجلبي احد قادة المعارضة العراقية قدم دعما حذرا لخطة اميركية محتملة تقضي باقامة حكومة احتلال عسكرية في العراق اذا اصبح من الضروري طرد الرئيس صدام حسين بالقوة.
وقال رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي وهو تحالف لحركات المعارضة يتخذ من لندن مقرا، انه يفضل اقامة حكومة عراقية انتقالية لكنه قد يقبل ادارة اجنبية بشكل مؤقت. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس الاول الجمعة ان الولايات المتحدة تدرس امكان اقامة حكومة احتلال عسكرية في العراق بعد رحيل صدام حسين.
كما أعرب باول أمس عن اعتقاده بأن القرار الذى اتخذه الكونغرس بشأن تخويل الرئيس بوش صلاحية استخدام القوة ضد العراق سيعزز مساعيه الرامية الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي بهدف تجريد العراق من اسلحة التدمير الشامل.
وأضاف في مقابلة اذاعية ان الحكومة الاميركية لم تلجأ الى الامم المتحدة بحثا عن سبب لشن حرب بل للبحث عن وسيلة لنزع اسلحة نظام خطر للغاية، على حد تعبيره.
وقد نظمت السلطات العراقية أمس زيارة للصحافيين الى موقع الفرات قرب بغداد واكد مسئول عراقي مجددا ان هذا الموقع هو مركز للبحوث الالكترونية لخدمة «برامج ومعدات القوات المسلحة والصناعة المدنية الالكترونية والكهربائية».
كما اعلن مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة محمد الدوري ان موقف السفراء العرب في الامم المتحدة سيكون موحدا ولصالح العراق خلال جلسة مجلس الامن المقبلة بشأن عودة المفتشين. وفي تصريح صحافي من نيويورك قال السفير الدوري ان السفراء العرب خلال اجتماعهم «أيدوا الموقف العراقي استنادا الى موقف القمة العربية في بيروت ومؤتمرات وزراء الخارجية في القاهرة ونيويورك». وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اعلن في وقت سابق أمس ان مصر والاردن وايران والكويت يمكن ان تعتبر العمل العسكري ضد العراق «مشروعا» بشرط ان يكون «مسموحا به امام القانون الدولي» وان لا يتم الا «كخيار اخير». من جهة أخرى حثت عشرات الشخصيات السياسية العربية حكومات الدول العربية على دعم العراق والعمل على اخراج القوات الاجنبية من البلدان العربية وتفعيل مقاطعة البضائع الاميركية والبريطانية.
كما طالبت الشخصيات في ختام اجتماعات لها في بيروت الحكومات العربية بتفعيل سلاح النفط وسحب الارصدة العربية من البنوك الاميركية والبريطانية وتجميد صفقات الاسلحة مع اميركا وبريطانيا.
وأنهى نحو 700 شخصية سياسية عربية بينها رؤساء حكومات ووزراء سابقون اجتماعات في اطار «المؤتمر القومي العربي» استمرت 48 ساعة وحثت ضمن توصيات اعلنت أمس السبت الحكومات العربية على «رفض العدوان على العراق والتصدي له والامتناع عن منح اي تسهيلات لوجستية» للدول التي ستهاجم العراق.
وفي ردود الفعل الدولية على قرار الكونغرس الأميركي بمنح الرئيس بوش صلاحيات ضرب العراق انتقد رئيس البرلمان الروسي غينادي سيليزنيوف بشدة القرار، مؤكدا أن المجتمع الدولي سوف ينظر بطريقة اخرى الى الاميركيين في حال لجوء الولايات المتحدة للقوة العسكرية ضد العراق.
وتطرق سيليزنيوف الذي عاد لتوه من جولة أوروبية في تصريح له أمس الى معارضة أوروبا للحرب الأمريكية المرتقبة على العراق ومخاوف الأوروبيين من عواقبها السلبية على مصالحهم الاقتصادية وعلى أمنهم القومي، مشددا على أهمية النداء الذي تقدم به المحامون الاميركيون للتحذير من عواقب خرق مبادئ القانون الدولي. كما انتقدت ماليزيا المشرعين الاميركيين أمس لتفويضهم الرئيس بوش بشن حرب اذا لزم الامر لنزع سلاح العراق. وقد جرت أمس في العاصمة الفرنسية مسيرة دعت اليها احزاب المعارضة اليسارية، ونقابات عمالية وانصار سلام، وجمعيات للمهاجرين العرب، احتجاجا على التهديدات الاميركية بشن حرب على العراق.
وشاركت في المسيرة ممثلون عن جماعات عراقية معارضة لصدام ، ومعارضة في الوقت نفسه التهديد الاميركي
العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ