أكد نائب رئيس المجلس البلدي في المحافظة الشمالية جواد فيروز قدرة المرأة على إثبات وجودها السياسي ومطالبتها بحقوقها السياسية من خلال إبراز كفاءتها وإقناعها الآخرين بقدرتها على التصدي للمشكلات العامة في المجتمع، مشيرا إلى أن المرأة التي نجحت في أن تكون أما وزوجة ومربية لن تعجز عن تحقيق نجاح مماثل كسياسية وبرلمانية.
وأشار فيروز في ندوة (واقع المرأة في الانتخابات البرلمانية - التجربة المغربية) التي نظمتها مساء أمس الأول «جمعية المستقبل النسائية» في مركز السنابس الثقافي، إلى النسبة المتدنية عموما لمشاركة المرأة العربية في المجالين السياسي والبرلماني مبينا أن نسبة النساء البرلمانيات في العالم 14 في المئة، وفي الدول العربية 4,3 في المئة فقط.
وذكر أن المرأة العربية لاتزال نسبيا بعيدة عن مراكز صنع القرار السياسي مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى التخلف السياسي في الدول العربية وحداثة الإصلاحات السياسية فيها، إضافة إلى ضعف المشاركة السياسية للرجل والمرأة معا.
كما ألقى فيروز الضوء على دور المرأة المغربية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأسابيع الماضية، فذكر أنه وجدها ذات ثقافة سياسية عالية جدا. كما كان لها حضور سياسي قوي وفعال في الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، إذ قال إن الكثير منهم يعتمدون النساء كوكلاء عنهم في المكاتب الانتخابية التي تشرف عليها وزارة الداخلية. كما أشار إلى أن عدد النساء في مقار التصويت يفوق الرجال الذين يشكلون 49 في المئة من الناخبين، بينما تشكل النساء 51 في المئة منهم.
وبالنسبة للنظام المتبع في الانتخابات المغربية ذكر بأنه يعتمد على نظام اللائحة الذي من خلاله يصوت المواطن للأحزاب وليس للأفراد. وأضاف أن هذه الأحزاب متفقة وفقا للدستور المغربي على أن يتم تخصيص 10 في المئة من مقاعد مجلسي النواب والاستشاري للمرأة. وهو ما يعرف بنظام الكوتر الذي يتم على أساسه تخصيص عدد معين من مقاعد المجلسين لفئة معينة.
وشدد فيروز في نهاية حديثه على أهمية أن يدرك المجتمع كفاءة المرأة في تولي مراكز القرار من دون النظر إلى جنسها. كما قال إنه يجب أن ينظر إليها ككائن إنساني يستطيع أن يخدم مجتمعه بشرط ألا يخل ذلك بكيانها كامرأة.
من جانبه أكد نائب رئيس «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» حسن مشيمع على أهمية وجود المرأة في أي حركة تغيير اجتماعية أو سياسية وإلا ستكون الحركة - كما قال - فاشلة أو ناقصة. وأشار إلى محاولات المرأة للتواجد في المجالات المختلفة ولكن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى تأخر دورها منها الفهم القاصر للدين الإسلامي، مشيرا إلى أن هناك فهما خاطئا للدين بشكل يختلط فيه مع العادات والتقاليد التي أخذت - كما قال - بعدا شرعيا على رغم أنها بعيدة عنه. وأكد مشيمع على أنه لاتزال بعض العادات والممارسات الخاطئة تعامل وكأنها شرعية.
كما أشار إلى ارتفاع الأمية في المجتمعات العربية بصفة عامة ما سبب بعد الإنسان العربي المسلم عن مواقع صنع القرار.
ونوه مشيمع إلى أن الأوضاع السياسية السابقة في البحرين والتي حرمت الكثير من القطاعات من حق المشاركة السياسية كانت سببا في التخلف السياسي على صعيد المرأة والرجل معا، الأمر الذي أدى إلى تأخر الدور السياسي للمرأة بشكل خاص.
من ناحية أخرى شدد على أهمية مشاركة المرأة في العمل المؤسسي أو الجمعي، مؤكدا على أن العمل ضمن نسيج واحد يحقق وحدة الهدف والموقف ما يسهم في خدمة البلد. ودلل على أهمية ذلك باستعراض التجربة المغربية التي يتنافس فيها - كما بين - 26 حزبا ذات انتماءات مختلفة إسلامية واشتراكية وغيرها. وعلى رغم ذلك هناك تعاون وتنسيق مستمر بينهم يسهم في تحقيق الوحدة الوطنية.
وقال مشيمع إن الجمعيات السياسية في البحرين ذات الاتجاهات المختلفة تحاول عقد نوع من الاتفاق يكون بمثابة ميثاق شرف بينها، وذلك من أجل تكريس الوحدة الوطنية ووضع رؤية موحدة تخدم المواطنين جميعهم من الذكور والإناث. وتسهم أيضا في صوغ رؤية واضحة تعرف المرأة بدورها في تربية أجيال وكوادر تستطيع اختراق العقبات التي قد تواجهها.
كما أشار إلى ضرورة وجود المرأة بشكل فاعل ومكثف في الحياة الاجتماعية والسياسية، وذكر أن الحقوق السياسية للمرأة لا تقتصر على الانتخاب والترشيح بل يجب أن تدرك المرأة أن لها حقوقا أخرى كالمشاركة بآرائها في مختلف الأحداث السياسية كالتغييرات الدستورية في المملكة حديثا
العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ