أكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مجددا عدم حاجة مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار جديد لتنظيم مهمة المفتشين الدوليين المكلفين بنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال عزيز للصحافيين: إن المفتشين عملوا في العراق لمدة سبع سنوات ونصف السنة ضمن قواعد تم الاتفاق عليها بين بغداد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، مشيرا إلى أن المفتشين هم الذين خرقوا هذه القواعد. وأوضح أن العراق يتوقع من فرنسا دائما «أن تتخذ موقفا عادلا وقانونيا لا ينحاز إلينا ولا إلى الطرف الآخر هذا ما كنا نتوقعه وما نتمنى أن يحصل في هذه الظروف».
واتهم نائب رئيس الوزراء العراقي مجددا الولايات المتحدة بأنها تريد التحرك بمفردها «لأنها لا تمتلك قضية عادلة، فإذا كان لأميركا قضية عادلة لكانت أعلنتها بصورة واضحة للعالم أجمع ولكان العالم قد ساندها في قضيتها العادلة هذه». وقال: إن ما تفعله أميركا هو «حرب إمبريالية ضد العراق وضد المنطقة» ولهذا فهم سيتحركون بصورة منفردة وحتى من دون أخذ مشورة أحد. وتأتي تصريحات المسئول العراقي مع تحذيرات اطلقها العاهل الأردني عبدالله الثاني اكد فيها من أن أي هجوم على العراق سيؤدي الى إضعاف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. جاء ذلك في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية عشية وصول الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى الأردن. وأضاف العاهل الأردني أن فتح جبهة حرب جديدة في الشرق الأوسط ستزيد من تعقيد الوضع الحالي. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تعد أرضا خصبة لنمو الإرهاب بسبب القضايا العالقة في المنطقة، وأنها بحاجة إلى الحلول العادلة. وشدّد على أن فرنسا يمكنها أن تقوم بدور أساسي في حل أزمتي الشرق الأوسط والعراق. وكان العاهل الأردني قد أبلغ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي زار عمان الثلثاء الماضي، أن قرار بغداد القبول بقيام الأمم المتحدة بعمليات تفتيش جديدة عن الأسلحة يجب أن يجنب العراق والمنطقة حربا كارثية. هذا وجاءت تحذيرات العاهل الاردني فيما نقلت شبكة الـ CNN أن قوات أميركية خاصة تتدرب في الشرق الأوسط لإحتمال القيام بمهامات سرية للحيلولة من استخدام العراق لأسلحة الدمار الشامل في الساعات الأولى من أي ضربة عسكرية قد توجه ضد العراق. ونقلت الشبكة الاخبارية عمّا وصفتهم «المصادر» عن تدريب حوالي 1500 من كوماندوز القوات الخاصة في الأردن، الذين سيندسون خلف خطوط الأعداء للإستيلاء على مواقع الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية العراقية، في حال قررت الولايات المتحدة القيام بحملة عسكرية على العراق. وصرح مسئول أميركي رفيع لـCNN أن الولايات المتحدة ستتخذ كل التدابير الإحتياطية اللازمة لإحتمالات استخدام بغداد لأسلحة الدمار الشامل. وستكون من أهم مهامات قوات الكوماندوز تدمير الترسانة العراقية من صواريخ «سكود» التي تعتقد الولايات المتحدة أن بغداد يخفي العشرات منها.
وقد رأى المراقبون ان تصريحات عزيز قد جاءت على النقيض من ترحيب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بمشروع القرار الأميركي الجديد، وقال: إنه يدل على حدوث تقدم في الأزمة العراقية، مشيرا إلى أن المشروع الجديد يعطي الفصل في هذه القضية إلى مجلس الأمن.
وكان موسى حذّر الشهر الماضي من أن شن حرب على العراق يمكن أن «يفتح أبواب الجحيم» في الشرق الأوسط. وأعرب عن أمله في ألا تتخذ الولايات المتحدة إجراء منفردا ضد العراق.
وقال الأمين العام للجامعة العربية: إنه يعتقد بوجود فرصة جيدة جدا للمفتشين لأداء عملهم بالتعاون مع الحكومة العراقية، وذكر موسى أن الشرق الأوسط «يملؤه الإحباط والغضب الذي يمكن أن يشتعل بضربة ضد العراق».
وشدّد موسى على ضرورة السماح للمفتشين بالعودة إلى العراق وأداء عملهم «وإبلاغنا عن الوضع بالضبط فيما يتعلق بالأسلحة المحظورة»
العدد 44 - السبت 19 أكتوبر 2002م الموافق 12 شعبان 1423هـ