العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ

مريضة مسنة تتعرض لإهمال شنيع من مجموعة أطباء مشرفين على حالتها الصحية

ما أسعى إليه عبر كتابة القصة، وذكر الأحداث بحسب تسلسل وقوعها هو لأجل الإنصاف وإحقاق الحق و إرجاعه إلى نصابه من طرف كان له اليد الطولى في قلب موازين معادلة الحكم العادل وهي إحدى الجهات المعنية في وزارة الصحة وذلك لنتيجة الإهمال والتقصيرالذي لمسته من سوء ورعاية والدتي الكبيرة في السن والتي أدخلت إلى دهاليز مجمع السلمانية الطبي بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأوّل 2007 ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه السطور والإهمال يلازم والدتي من قبل مجموعة مختلفة من الأطباء المشرفين على حالتها الصحية ...في بداية مكوثها وإدخالها إلى المستشفى قرر الأطباء حينها على عجالة إجراء جراحة في مدّة لاتزيد عن 24 ساعة لعملية منظار نتيجة وجود حصى في المرارة والقناة المرارية... أجريت لها العملية على رغم خطورة المخدر على صحة والدتي كونها مُصابة بالقلب أوّلا وبالضغط ثانيا...إلا إن قرار إجراء العملية اتخذته على مضض؛ لأنّ الأطباء جعلوني في موقف صعب لا مفرّ من الهروب منه أو الرجوع عنه وذلك بحسب الحالة الصحية التي وصفها الطبيب ووضعني في الصورة لحال والدتي...عموما بعد إعطاء والدتي جرعة المخدّر أصيبت بقصور في وظائف القلب والضغط والتنفس بحسب كلام الطبيب المعالج، وظلت والدتي في حالة صحية صعبة وأصيبت نتيحه ذلك بهبوط في الضغط والقلب، وفي وظائف القلب لدرجة أنّ أحد الأطباء اضطر بعد خروجها من غرفة التخدير لاستخدام جهاز التنفس اليدوي (النفخ) لوالدتي وهذا إنّ دل على شيء فإنما يدل على الصعوبة والمعاناة التي واجهت والدتي أثناء العملية ...وما أنا بصدد إثارته على مرأى الرأي العام والصحافة واطلاع المسئولين في وزارة الصحة للظروف القاهرة التي يمرّ بها مريض السلمانية والإهمال الذي يطاوله ويلمسه من قبل حفنة من الأطباء غير جديرين بذلك والذين من صلب مسئولياتهم المتابعة والإشراف على حالة والدتي المدعوّة حصة عبد الرحيم محمد التي تمكث في جناح 12 ...إذ تعرّضت لأقسى أنواع الإهمال...إذ كانت والدتي منذ تاريخ ديسمبر/كانون الأول 2007 وحتى منتصف يونيو/حزيران 2008 تتنفس عبر أجهزة التنفس الاصطناعية لكن خلال هذا الشهر أزيلت عنها أجهزة التنفس الاصطناعي-ولله الحمد -نتيجة التحسن الذي طرأ وبدا جليا على حالتها ...في تاريخ 28 يونيو/حزيران 2008 وتحديدا ليلة 27 يونيو وقعت مع والدتي جل المصائب التي ترتب عليها أهوال أخرى استدعت الضرورة الملحة إلى كشفها على مرأى العلن ...في تلك الليلة كانت حرارة جسدها مرتفعة بلغت نحو 39.5 درجة مئوية وذلك بحسب الملف الصحي لوالدتي ودفتر ملاحظات ممرضات الجناح ، وكان الأمر يستدعي من الطبيب المشرف على حالتها أو أيّ طبيب مُناوب على متابعة حالتها والواجب المهني يفرض عليهم الحضور بشكل مستمر ومتابعة دؤوبة لما يستجد من تطورات على حالة المريضة وبالتالي كتابة الوصفة الدوائية المناسبة التي تخفف من وطأة التطورات والمستجدات المرضية ويسهم الدواء ويساعد على تقليل من درجة حرارة أمي المرتفعة ...الإهمال الذي طال والدتي ساهم فيه حفنة من الأطباء أبرزهم طبيب النوبة الرئيسي وآخر مساعد له، وكذلك الطبيب الرئيسي الذي أشرف على حالة والدتي منذ دخولها إلى المستشفى ...أمي يتابع حالتها أكثر من قسم أوّلهم قسم الجراحة، وثانيا قسم الحالات الطارئة (icu ) وثالثا قسم الأمراض المعدية...ظلت حرارتها مرتفعة في تلك الليلة من دون أن يكلف أحدٌ من الأطباء عناء الكشف عليها وفحصها طوال فترة إقامتها في ذلك الجناح على رغم من محاولات الممرضين الفذة بالقسم لأجل تدارك صحتها وطلب استدعاء الطبيب المناوب ومساعده، لكن كل تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل وأخذ الأطباء يتهربون من صلب مسئولياتهم وهي متابعة ومراقبة المريضة ... ظلت والدتي على حالها والحرارة تلازمها حتى مساء تلك الليلة وجاءت الطبية المعنية على متابعة شئون المرضى وبحثت في ملف والدتي وبعد قراءتها لملفها المدون فيه إنه تم طلب استدعاء أطباء بغرض النظر في حالة المريضة لكن دون وجود أي تجاوب من قبلهم، فطلبت الطبيبة حينها مجددا من الممرضات العمل على استدعاء هؤلاء الأطباء للضرورة في البث في شأن مصير حرارة أمي إلا أنّهم كذلك لم يحضروا لأجل مراقبتها إذ إنهم ظلوا يتنصلان ويهربان من مسئولية الحضور شخصيا لأمي التي كانت حرارتها ومازالت مرتفعة.. وكان طبيب النوبة المسائية الذي كان حينها موجودا في قسم الطوارئ والذي طلب بأمر استدعائه عند الساعة 10 ليلا ولم يتمكّن من المجئ سوى عند الساعة 1.30 فجرا بعدما اطلع الطبيب على ملف والدتي رفض كتابة أيّ وصفة دوائية بشأنها دون أنْ ينظر لحالتها طبيب معني بالأمراض المعدية التي يحق له ومخوّل في كتابة الوصفة الملائمة لحالتها وأكّد لي أن تأخر وصول الأطباء إلى أمي ساهم في تطور حالتها للأسوأ وإنها تعاني من وجود نوع من البكتيريا الخطيرة المقاومة للمضادات الطبية وتأخر حصولها على العلاج من قبل الأطباء المشرفين على متابعة حالتها ساهم في تدهور حالتها الصحية، إذ حتى المضادات مع مثل هذه البكتيريا بحسب كلام الطبيب لا تجدي نفعا معها وعلى رغم السن الكبير لوالدتي لكنها مازلت قوية وتصارع الحرارة وتتحمل إذ لم تكن غائبة عن الوعي ..

ومضى يوم ونصف يوم ووالدتي على حالها ، حرارتها مراوحة محلها فيما اتصالات طلب الاستدعاء لهؤلاء الأطباء مستمرة لكن من دون تجاوب...في اليوم التالي بتاريخ 29 يونيو ظلت كذلك والدتي في فترة النهار على حالتها حتى حضور الطبيب وتم تحويلها إلى قسم الأمراض المعدية للوقوف على أسباب ارتفاع درجة الحرارة.

لذلك لم أجد بدا من طرق باب الشكاية عن الإهمال والتقصير الذي طال أمي ...إذ خلال شهر يوليو/تموز 2008 تقدّمت بشكوى في وزارة الصحة ضد الأطباء وإهمالهم إلا انه حتى هذا اليوم لم احصل على مبتغى كشف الحقيقة الغائبة عن أعين المسئولين إذ مضت مدة 3 أشهر ومازال أمر البت في الشكوى موضع إرجاء إلى أجل غير معلوم وحينما أراجعهم بغرض معرفة أوان البت في مصير الشكوى يقال لي: إن فترة يوليو/تموز وأغسطس/آب إجازة يتخللها رمضان ومن ثم العيد..و كلّ هذه الفترات يترافق معها عطلة فأرشدوني على ضرورة انتظار أمر البت عقب العيد ....

هذا من جانب، أمّا من الجانب الآخر والأدهى من ذلك هو أنّ أمي المريضة منذ تاريخ 25 أغسطس 2008 وحتى كتابة هذه السطور لم يكلف أحدٌ من الاطباء من قسم الجراحة نفسه عناء زيارة والدتي والكشف على حالتها وكذلك أطباء وحدة العناية المركزة لم يكلفوا أنفسهم بمتابعة ملفها منذ تاريخ 13 أغسطس ...طلبنا في أمر استدعاء الطبيب المشرف عليها إلا انه لا خبر ولا وحي نزل ..توجهنا إلى إحدى الموظفات التي أظهرت لها مدى قصور الطبيب الفلاني وضرورة استبداله بطبيب محايد وذلك لهدف الكشف أوّلا عن ملابسات القصور التي عانت من وطأته أمي ومراقبة صحة والدتي ثانيا بدلا من الطبيب السابق...اختلفت مع إحدى الموظفات -آنذاك كانت متواجدة في الإدارة -على الطبيب بل جادلتني على انه طبيب ذو كفاءة وعكس ذلك بل هو محل تقدير واحترام...أظهرت لها البرهان على صحة كلامي حينما جعلتها تسمع حديث لأحد موظفي القسم، التي بادرت موظفة أخرى بسؤاله عن اسم المريضة والذي أكد لها أنه لم يحضر إليها أيّ طبيب لمعاينتها منذ شهر تقريبا !..لذلك ثارت في نفسي غيرية على ضرورة تقديم شكاية ضد الطبيب نفسه لأجل ردعه ومحاسبته على تصرفاته غير المسئولة .

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً