أصبح المواطن البحريني محمد غازي سليس أول طالب عربي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بمناسبة احتفالها بأسبوع الفضاء العالمي وبمناسبة مرور 50 عاما على إنشائها، بعد اختياره ليكون ممثل البحرين في هذه الاحتفالات. سليس أكد أن برنامج سمو ولي العهد التدريبي للشباب له دور كبير في إكسابه الخبرة والمهارات اللازمة لتحسين صورة المسلمين والعرب، موضحا أن شعار البحرين لازمه طوال الرحلة لرفع اسمها عالميا.
سليس الذي تخرج في مدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية للبنين علّق على الإنجاز بالقول: «بعد هذه التجربة الناجحة استطعت أن أوصل عبرها اسم البحرين إلى دول العالم عموما ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)»، معتبرا إياه «إنجازا كبيرا لسمعة البحرين إقليميا ودوليا»، مؤكدا أنه كان العربي المسلم الوحيد في تلك الاحتفالية التي تمكن من الوصول إليها بعد سلسلة من التصفيات والانتقاء من بين تسعة شبان جاءوا من مختلف دول العالم.
أما عن بدايات مشاركته في المسابقة فقال سليس: «أخبرت من وزارة التربية والتعليم بأني من ضمن المرشحين للمشاركة في تجربة (ناسا) في عطلة الصيف الماضية فتم استدعائي مع مجموعة من الطلبة وتمت المقابلات بشكل فردي وقمت مسبقا بعمل الفحوصات الطبية»، منوها إلى أن المقابلة كانت باللغة الإنجليزية عبر أسئلة محرجة لاختيار الأفضل.
وأضاف «أردت أن أنقل الصورة الحقيقة عن المسلمين والعرب إلى هناك وأن البحرين تمتلك الإمكانات البشرية والمادية التي تؤهلها لمنافسة بقية دول العالم».
وتابع سليس: «لم أتوقع أن تكون التجربة واقعية بل ظننت في البدء أنهم سيضعوننا في أجهزة محاكاة للواقع ضمن تجربة افتراضية مشابهة للواقع الفضائي ولكن ما تم عكس ذلك فالتجربة حقيقية»، مبيّنا «منعونا من تناول أي وجبات طعام وتم تقسيمنا إلى ثلاث فرق لتنظيم الحركة ودخلنا بعدها الطائرة الخاصة.
ويعطف على ذلك «أقلعت بنا الطائرة إلى ارتفاع 34 ألف قدم لتبدأ بعدها بسلسلة الحركات المتموجة لـ14 مرة لمسافة مئة ميل حيث تهبط بزاوية 45 وترتفع بزاوية 30 وهكذا تصل إلى حالة من انعدام الجاذبية تشبه الحالة التي يعايشها رواد الفضاء حيث تصل الجاذبية إلى ما يساوي 1.8 وقت الصعود في مقابل 1 على سطح الأرض».
ويقول: «كان لابد من الحذر أثناء الارتفاع حتى لا نصاب بأذى نتيجة أقل حركة؛ لارتفاع معامل الجاذبية وانخفاضه كثيرا حتى العدم في وضع الهبوط. طلب منا أن نلتصق بالأرض على بطوننا في المنطقة الخالية بالطائرة كما شرح لنا مسبقا للبدء بالحركة المتموجة لـ14 مرة»، مشيرا إلى أنهم عاشوا في الموجة الأولى جاذبية تساوي جاذبية القمر حيث قاموا بتمارين الضغط بإصبع واحدة وفي المرة الثانية عاشوا في جاذبية تساوي ثلث وزنهم الحقيقي كما في المريخ حيث أمسك أعضاء الفريق بعضهم بعضا وارتفعوا عن قاع الطائرة لالتقاط صورة جماعية تذكارية في الهواء.
وأضاف «بعد ذلك بدأت الجاذبية تتلاشى إلى حد انعدامها في الموجات اللاحقة حتى أصبحنا نتحرك بصورة سهلة وأقل من بسيطة كما قامنا بحركات بهلوانية واستخدمنا قطرات الماء والحلويات لاستيضاح اختلاف الظروف وإضفاء جو من المرح».
وأخيرا بعد عودتهم من الرحلة تم اختيار ثلاثة مشاركين من أصل المشاركين التسعة ليكونوا المتحدثين لوسائل الإعلام الأميركي حيث وجه عدد من الصحافيين والمندوبين الإعلاميين والمراسلين والمذيعين أسئلة عن شعورهم بهذه التجربة، فأجاب سليس: «أعرب عن فخري للمشاركة باسم البحرين بهذه التجربة وأني كنت أصغر مشارك»، مشيرا إلى تكريم المشاركين بشهادة تقديرية.
أما عن المحفزات التي دفعته للمشاركة فأوضح أن «مشاركته في برنامج سمو ولي العهد التدريبي للشباب - الذي اختتم فعالياته أخيرا - والدعم الذي يلقاه من والديه والقائمين على البرنامج دفعاه إلى تحقيق الكثير من الطموحات المستقبلية التي تجعل الشباب قادرين على تحقيق المراكز القيادية المتقدمة ورفع اسم البحرين عاليا»، مؤكدا دور البرنامج في إكساب الشباب البحريني الخبرة والمهارات العالية التي تفيده مستقبلا.
وقال سليس: «أردت إبراز البحرين على المستوى العالمي إذ لابد من التعريف بالمسابقات العالمية وفتح المجال للشباب المختصين للمشاركة بوضع شعارات الجهات الداعمة على البدلة الفضائية التي ارتديتها للتعريف بالبحرين وثقافتنا الإسلامية والعربية»، مشيرا إلى أنه لم يتنازل عن وضع شعار للبحرين على البدلة الفضائية على الرغم من تحذير القائمين على السلامة وأن ذلك قد يتسبب بجرحه خلال وجوده بالأجواء في ظل انعدام الجاذبية
العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ