العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ

كايمان من مرض الطفولة إلى حلم الأولمبياد

لم يتوقع أكثر المتفائلين الذين أحاطوا بكريس كايمان خلال طفولته أن ينتقل الأخير من تشخيص إصابته بمرض ذهاني جعله يتصرف من دون أن يفكر وان يكون في بعض الأحيان عدائيا، إلى لاعب كرة السلة من الطراز الرفيع فرض نفسه مع لوس انجليس كليبرز الأميركي ثم حقق حلما يراود جميع الرياضيين بالمشاركة في الاولمبياد وذلك عبر نيله الجنسية الألمانية التي سمحت له في أن يكون موجودا في بكين 2008 إلى جانب نجم دالاس مافريكس ديرك نوفيتسكي.

ولم يكن كايمان ليحقق حلمه الاولمبي لو انتظر «الفرج» الأميركي لان «منتخب الأحلام» محجوز للاعبي النخبة من طراز الأساطير مثل مايكل جوردن وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دريكسلر وخلفائهم في بكين 2008 مثل ليبرون جيمس وكوبي براينت ودواين وايد وكارميلو انطوني.

حصل كايمان على الجنسية الألمانية في يوليو/ تموز الماضي فقط لان والدي جده حملا هذه الجنسية، ولان المنتخب الألماني يبحث عن لاعب يساعد نوفيتسكي على حمل وزر قيادة «مانشافت» كرة السلة في المناسبات الكبرى وأبرزها على الإطلاق دورة الألعاب الاولمبية التي تأهل إليها الألمان لأول مرة منذ 1992 بعدما حجزوا بطاقتهم إلى جانب اليونان وكرواتيا عبر الملحق الاولمبي الذي أقيم الشهر الماضي في العاصمة اليونانية أثينا.

ولد كايمان في 28 ابريل/ نيسان 1982 في غراند رابيدز (ولاية ميتشغين الأميركية) وترعرع في مزرعة ضمن عائلة متدينة جدا بين والده ليروي ووالدته بام اللذين سرعان ما اكتشفا ان ولدهما يعاني من خطب ما لانه مشتت التفكير ويتصرف من دون تركيز،

فاصطحباه الى الطبيب الذي اعلن انه يعاني من مرض ذهاني يدعى «اي دي ايتش دي» يدفع المصاب به الى التصرف من دون تفكير وبعدائية في بعض الاحيان، ما اثر على مشوار كايمان السلوكي في الثانوية وخصوصا بسبب تناوله دواء يسبب فقدان الشهية ما جعله يخسر الكثير من وزنه ويصبح نحيلا جدا.

تجاوز كايمان هذه المشكلة وواصل مزاولة كرة السلة في ثانوية وايومينغ (ميشيغن) ثم انتقل بعدها إلى جامعة سنترال ميشيغن وقاد فريقه إلى الفوز بلقب بطولة مجموعة وسط أميركا وللمشاركة في الدور الأول من بطولة الجامعات «ان سي أي أي» العام 2003.

ثم بدأ كايمان خطوته الأولى نحو الاحترافية عندما كان الخيار السادس للوس انجليس كليبرز في «درافت 2003» ونجح في أول موسم له في دخول تاريخ فريقه بعدما أصبح ثاني لاعب «مبتدئ» يشارك في جميع مباريات الموسم (82) منذ مايكل بروكس الذي حقق هذا الأمر موسم 1980-1981.

وواصل كايمان مشواره الناجح مع كليبرز وساهم في قيادة الأخير إلى البلاي أوف في 2006 ولأول مرة منذ 1997 بتسجيله ما معدله 11.9 نقطة مع 9.6 متابعات و1.38 اعتراض دفاعي، لكن موسمه الأخير كان الأفضل له في الدوري الأميركي للمحترفين (15.7 نقطة و12.7 متابعة و2.8 اعتراض دفاعي)، إلا انه لم يتمكن من قيادة فريقه إلى البلاي أوف لان الأخير افتقد خدمات نجميه الآخرين التون براند وشون ليفنغستون بسبب الإصابة.

وعلى رغم مرور الزمن وتجاوزه للصعاب التي واجهها لا يزال كايمان متأثرا بالمرض الذي أصيب به منذ طفولته لكن ما اكتشفه في بداية العام الحالي إن طبيبه السابق اخطأ في تشخيص إصابته بهذا المرض الذهاني وكل ما كان يعاني منه اللاعب هو أن دماغه يعمل أسرع من اللازم وهو وجد العلاج المناسب بفضل بروفيسور الأعصاب تيم روير الذي اكتشف التشخيص الخاطئ، وأعطى كايمان برنامج عمل يومي يقوم به من اجل تخفيف مشكلة تسارع الأفكار في ذهنه خلال هذا الصيف الحاسم بالنسبة للاعب الذي ساهم بشكل فعلي في قيادة ألمانيا إلى الاولمبياد.

ولم يفقد كايمان حسه الواقعي على رغم تسارع الأفكار في ذهنه إذ لم يبالغ في خطف فرحة التألق من النجم الأول نوفيتسكي، إذ قال مباشرة بعد الفوز على بورتوريكو في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث المؤهل إلى بكين 2008 في 20 يوليو/ تموز الماضي: «أنا هنا فقط منذ 12 يوما لكن ديرك انتظر 12 عاما لحصول هذا الأمر (التأهل إلى بكين)، لا يمكنني أن أتصور شعوره في الوقت الحالي».

وسيكون أمام كايمان ونوفيتسكي اختبارات صعبة اعتبارا من الأحد المقبل لان منتخب بلادهما وقع في المجموعة الثانية إلى جانب الولايات المتحدة والصين المضيفة واسبانيا بطلة العالم واليونان وانغولا بطلة إفريقيا.

العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً