العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ

«واشنطن بوست»: العراك الانتخابي يزداد شراسة في كردستان

المنافسة شبه محسومة وأنصار الوافدين الجدد يحلمون بحياة أفضل

أعدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريرا من السليمانية، عن طبيعة وأجواء المنافسة شديدة السخونة التي يشهدها الآن إقليم كردستان بينما يتأهب لاستقبال الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستنطلق في 25 يوليو/ تموز الجاري.

واستهلت الصحيفة حديثها بالإشارة إلى تلك الاجتماعات التي يقوم بها المترشح على رئاسة الإقليم، هلو إبراهيم أحمد، مع أنصاره ومؤيديه، تحت عنوان «المتنافسون يواجهون معركة شرسة في انتخابات شمال العراق الكردي»، حيث يقوم بمغادرة منزله المكون من طابقين في شرق تلك المدينة الكردية، ثم يتوجه إلى مكتبه سيرا على الأقدام، حيث يكون الأنصار في انتظاره هناك.

ثم يبدأ في التفاعل معهم بعد أن يُحييهم، ويبدأ في التأكيد لهم أنه لا يسعى وراء المال أو السلطة، وإنما للعمل من أجلهم وإعانتهم على أخذ حقوقهم.

ثم انتقلت الصحيفة لتؤكد أن موسم الحملات الانتخابية يسير الآن على قدم وساق في المنطقة الكردية المستقلة، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستنطلق هناك السبت المقبل.

وتشير الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن الأشخاص الذين تواجدوا في مكتب هلو مثلوا الأنصار الذين يعترف المترشح لرئاسة الإقليم بأنهم قلة قليلة، لن تفيد الشخص الذي ينافس على منصب، هو نفسه يعترف بأنه منصب وهمي.

وقالت الصحيفة، إن هلو يخوض السباق الانتخابي على رئاسة الإقليم ضد رئيسه الحالي، مسعود البارزاني، الذي تم انتخابه رئيسا للإقليم العام 2005. ومن المعروف أن البارزاني صاحب الشخصية الواقعية الحذرة - ظل متواجدا على الساحة السياسية الكردية، وفي المنطقة، وباقي العراق، والوطن الكردي الحدودي - منذ خلافة والده رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وترى الصحيفة أن ترشح هلو الشاق في تلك الانتخابات يبزغ في المنطقة التي يتم اعتبارها الأكثر ديمقراطية في العراق. ومع هذا، فإن العملية الديمقراطية هناك ليست بتلك الصورة في حقيقة الأمر، حيث يوجد في الإقليم حزبان رئيسيان، أولهما خاص بالبارزاني وهو (الحزب الديمقراطي الكردستاني) والآخر هو الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو (الاتحاد الوطني الكردستاني) - وهما الحزبان اللذين يُضيِّقان الخناق على المنطقة منذ عدة سنوات، ويقومان فيما بينهما بتقسيم السياسة، الرعاية، الاستثمارات، والصفقات التجارية.

وتعقيبا له على هذا الأمر، صرح هلو أخيرا بالقول: «لقد جاء ترشحي هذا ليربك هذه المعادلة. وعلى رغم أنها كانت خطوة جيدة على طريق الديمقراطية، فإننا لا يمكن أن نطلق عليها ديمقراطية من خلال وجود مرشح واحد فقط».

ثم أكدت الصحيفة في محور آخر مهم، أنه وعلى رغم تراجع حظوظ المترشح هلو إبراهيم أحمد وأربعة منافسين آخرين في الفوز بتلك الانتخابات وكسر هيمنة واحتكار (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) على السلطة في الإقليم، فإن أنصارهم يرون أن تحقيق فوز انتخابي أمر يقل في الأهمية عما يمثله مرشحوهم: وهو ما يبذلونه من مجهودات لتمهيد الطريق لحياة جديدة أكثر إشراقا على الصعيدين السياسي والديمقراطي. وهو ما تحظى به من أهمية خلفية حالة الاستياء العام المتزايدة من كلا الحزبين، في ظل وجود عدد كبير من الشكاوى بشأن الفساد، والمحسوبية، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الأجور، وهي المشكلات ذاتها التي يعاني منها أنصار الحزب وجماعات المعارضة على حد سواء.

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مدرس متقاعد يدعى محمد محمود، قوله: «في عصر صدام، كان لدينا أمل في أن تتم الإطاحة بنظام صدام يوما ما. أما اليوم، فقد فقدنا الأمل. فهم الأشخاص أنفسهم والوجوه نفسها التي تتناوب علينا مرارا وتكرارا».

وعادت الصحيفة لتشير إلى أن الهيبة التي يحظى بها كلا الحزبين الرئيسيين ستطغى على عدم الخبرة السياسية للمترشحين الجدد، وعلى رغم الشكاوى، فإن كليهما يعتمد على ولاء عميق يمكنه أن يتجاوز حدود السياسة اليومية.

العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً